سيدة الأعمال شيرين محسن: رؤية 2030 أتاحت تمكين المرأة وتعزيز دورها في دعم الاقتصاد

ـ عملي في الطيران السعودي "نقطة تحول" بحياتي العملية

ـ السوشيال ميديا لها دور مؤثر في ارتفاع معدلات الطلاق بمنطقتنا العربية

ـ من أهم شروط عمل المرأة عدم تقصيرها في واجبات أسرتها

 

حوار: مجدي صادق

رغم تعدد المجالات التي عملت بها، إلا أنها قالت: "لا أشجع عمل المرأة على حساب مملكتها: بيتها وزوجها والأبناء" هذا كان رأي سيدة الأعمال شيرين محسن.

عملت شيرين محسن، في الخطوط الجوية العربية السعودية على مدى خمس سنوات اعتبرتهم "نقطة تحول" في حياتها العملية. وفي حوارها مع "الجوهرة"، أكدت أن رؤية 2030 أزالت الموروثات القديمة أمام التمكين الاقتصادي للمرأة السعودية وتحررت من العقدة الذكورية؛ حيث اقتحمت الكثير من المجالات التي كانت تقتصر على الرجل.

وقالت سيدة الأعمال شيرين محسن، إن السوشيال ميديا أحد أهم أسباب تفشي ظاهرة الطلاق بين الأزواج في سن صغيرة، وأسباب أخرى تضمنها الحوار التالي:

من العمل في مجال الطيران إلى مجال الأدوية ثم اختيارك للعمل العام.. كيف كانت هذه الرحلة؟

أنا خريجة ليسانس حقوق جامعة الإسكندرية ورغم حبي للمحاماة كنت عاشقة للطيران والسفر، وجاءت لي فرصة العمل كمضيفة بالخطوط الجوية العربية السعودية بعد تخرجي في الجامعة وعملت لمدة طويلة ثم اضطرتني الظروف للعودة إلى مصر. عملت بعد ذلك في شركة "أدوية" وقضيت فترة طويلة أعمل إلى أن اضطررت لترك العمل لظروف أولادي كأبطال سباحة على مستوى الجمهورية حتى أوصلتهم لبر الأمان؛ ونظرًا لحبي في العمل وخدمة بلدي وتوجهت إلى مجال العمل العام.

- ماذا عن تجربتك في العمل بالطيران السعودي؟

من أفضل التجارب؛ فشركة الطيران السعودي من أفضل شركات الطيران من حيث المعاملة والإدارة، وقد عشت في جدة لمدة خمس سنوات ورغم أنني كنت حديثة التخرج وحديثة التعامل والعمل لكني وجدت في جدة الحياة الآمنة وكانت بلدي الثاني. تعلمت مهنة الضيافة على يد طاقم الطيران السعودي، ومن خلال سفرياتي وحياتي داخل الكمبوند المخصص لمضيفات شركة الطيران السعودية في جدة تعاملت وتعرفت على أصدقاء من مختلف الجنسيات.. كانت فترة رائعة.

هل ترين أن المرأة حصلت على حقوقها أم أن المجتمع العربي لا تزال عقدة الذكورية تتحكم به؟

المجتمع العربي تغير تمامًا عما قبل وأصبحت المرأة على مستوى الدول العربية تنال حقوقها، فلم تعد نظرة المجتمع للمرأة محصورة في بيتها وتربية الأولاد بل بالعكس أصبحت تشغل مراكز مهمة في المجتمع، فشغلت منصب الوزيرة والسفيرة وعضوات في مجلس الشعب.

لذا، أرى أن المرأة الآن أصبحت في مستوى واحد مع الرجل ولم تعد هناك وظائف يحتكرها الرجال.

ما رأيك في التمكين الاقتصادي للمرأة العربية؟

إتاحة المزيد من الفرص الاقتصادية أمام المرأة تعد أمرًا مهمًا لتنال حقوقها في العمل، والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة.

وحول التمكين الاقتصادي للمرأة السعودية، فأرى أن المملكة السعودية تحاول دراسة كل السبل لتزيل أي معوقات نحو تمكين المرأة السعودية اقتصاديًا واجتماعيًا من خلال تنمية قدراتها الشـخصية وتحقيق العدالة والمساواة القانونيــة ومساعدتها والتعامل معها حسـب مواردها المتاحة.

وذلك من خلال زيادة الفـرص الاقتصاديـة بتوسيع ميادين فـرص العمل للمـرأة، ورفـع نسـبة مسـاهمتها في مواقـع صنـع القـرار ورسـم السياسـات الاقتصاديـة، ورؤية 2030 أزالت الموروثات القديمة أمام التمكين الاقتصادي للمرأة السعودية.

ومـن مستويات تمكين المـرأة اقتصـاديًا، حصولهـا علـى المـوارد والتمويـل والخدمـات بصـورة متسـاوية مـع الرجـل في كل المشـاريع التنمويـة.

أيضًا، مـن المؤشرات التي تقيس تمكيـن المرأة اقتصـاديًا: زيادة الأنشطـة والمشروعات التـي تزيـد مـن دخلهـا، المسـاواة النوعية في الأجــور والرواتب ومحاولة إزالة الموروثات المجتمعية التــي تقلص مــن مشاركتها في التنميــة، وأرى أن الفترة القادمة سنرى تطورًا ملحوظًا في تمكين المرأة الاقتصادي بمختلف دول المنطقة العربية.

ظهر الكثير من الظواهر السلبية في مجتمعاتنا العربية مثل التنمر والتحرش.. ما الأسباب؟ وهل لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير فيها؟

أرى أن عدم التمسك بمبادئنا الدينية من أهم الأسباب في هذه المظاهر السلبية، والسبب الثاني زيادة عدد وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة المنتشرة بلا رادع أو قانون ويحكمها الانفتاح على العالم من خلال هذه الوسائل، فانتشرت فوضى المعلومات والسلوكيات التي لم تكن توجد في مجتمعنا العربي بهذه الطريقة الفجة.

كذلك، انتشار العنف بجانب هذه السلوكيات وأرى أن مجتمعاتنا العربية لم تكن هكذا قبل انتشار السوشيال ميديا للأسف.

أصبح معدل الطلاق في مجتمعاتنا يمثل هاجسًا.. كيف نحمي بيوتنا العربية من هذا الفيروس الذي يهدد أسرنا؟

ارتفعت معدلات الطلاق بشكل كبير، خاصة في السن الصغيرة، وأرى أن التفكك الأسري من أخطر العوامل التي تهدد المجتمعات الآن. والسبب الأساسي هو البعد عن قيمنا في التربية والانفتاح اللا مدروس بدون وعي. وأؤكد مرة أخرى أن السوشيال ميديا لها يد في زيادة معدلات الطلاق.

وبالفعل أصبح الطلاق يمثل هاجسًا في حياتنا المجتمعية، وكما ذكرت لسن الشباب أكثر ويمثل ذلك مؤشرًا خطرًا، ولا بد من التوعية من قبل مؤسسات الدولة للحد من ذلك حرصًا على حماية أجيال لا ذنب لها في ذلك التفكك الأسري الذي ينتج عنه جيل مضطرب نفسيًا، ولا ننكر أن دور البيت والأهل أساسي في هذا الموضوع.

ومن خلال عملي في المجتمع المدني، ننظم دورات نفسية تعليمية من خلال متخصصين للعمل على الحد من هذه الظاهرة المنتشرة.

وأرى أن حق المجتمع وشبابنا، يحتم علينا زيادة عدد هذه الدورات لعلها تفيد حرصًا على السلام الأسري والمجتمعي.

ما رأيك في دخول المرأة مجال البيزنس والعمل العام سواء في مصر أو السعودية؟

أرى أن دخول المرأة في أي مجال تعلم أنها سوف تنجح به حق مشروع لها، ولا أنكر أننى أرى أن الدور الأساسي للمرأة كما خلقنا الله عز وجل هو رعاية البيت والأولاد وتربيتهم، فإذا استطاعت النجاح في الإثنين فلا مانع.

لكني لا أشجع تغلب العمل على دورها الأساسي، فالمرأة ذات عزيمة جبارة ومن تستطيع العطاء تستطيع العمل والمشاركة في كل المجالات المتاحة لشخصيتها، ولها شرف المحاولة والعمل والإفادة بكل ما تملك من علم ودراسة وموهبة واستخدام ذلك في خدمة مجتمعها سواء في مصر أو السعودية.

ما أهم المشروعات الخيرية التي لها الأولوية لديكِ في مجال العمل العام؟ وهل تجدين تفاعلًا مجتمعيًا لمثل هذه الأعمال مصريًا أو عربيًا؟

أرى أن جميع المشروعات الخيرية التي نستطيع إنشائها لخدمة المجتمع لا ندخر جهدًا في القيام بها بشتى المجالات، ونحن كمؤسسة ونوادي ليونز الدولية لها فروع في شتى أنحاء العالم تهتم بالسرطان، السكري، الإبصار، الإطعام، ذوي الهمم، وذلك من أهم أولوياتها .

ونحاول جاهدين العمل وجمع التبرعات وإيصالها لمستحقيها من خلال التبرعات التي تساعدنا في الاستمرار والخدمة.

اقرأ أيضًا: سيدة الأعمال فاطمة الزين: لا أوافق على المساواة بين الرجل والمرأة لهذه الأسباب