ريما التقي خبيرة التأمل والطاقة: "التأمل" علاج لكثير من الأمراض

ـ أفضل طريقة ميلتون إريكسون للعلاج بالتنويم الإيحائي

ـ أنوي تقديم برنامج "التحرر الطاقي" في السعودية ومصر

حوار: مجدي صادق إذا كان التوتر يشعرك بالقلق والضغط العصبي والاضطراب، فإن قضاء بضع دقائق في ممارسة التأمل، يُشعرك بالهدوء والسلام الداخلي؛ تلك نصيحة ثمينة من ريما التقي؛ خبيرة التأمل والطاقة الإماراتية في زمن "أتمتة" الأعصاب و"رقمنة" الضغوط، التي التقيناها في هذا الحوار:

بمَ تعرفين نفسك في سطور؟

ريما التقى استشارية مختصة بالعلاج النفسي المعرفي (سي بي تي)، ومدربة في فن الحياة واستراتيجيات التغيير، ومدربة دولية في التأمل الاستشفائي، تزيد رحلتي عن عشرين عامًا في علم التأمل، والمعالجة بالتنويم الإيحائي باعتماد من معهد (ديف ايلمان) بالولايات المتحدة، ومعالجة حدسية بالطاقة الحيوية، وأدرس الماجستير في الباراسيكولوجي بجامعة أريزونا الدولية.

ما سر شغفك بعالم التأمل والطاقة؟

ليس شغفًا، فالتأمل هو حياتي؛ إذ تعرفت على التأمل عن طريق صديقة لي جامعية، فلم أكن أعلم أن الكون وأسراره في داخل النفس البشرية التي مازلت أتعمق بأسرارها إلى اليوم.

التأمل هو الوقت الوحيد الذي نغمض فيه عيوننا لنرى ما في ذواتنا ونتصل بحقيقتنا لنعرف؛ أما علم الطاقة فهو ما نتعلمه للاتصال بالعالم غير المرئي من تلك النفس؛ حيث يبدأ كل شيء؛ فما نعيشه في عالمنا الخارجي، بدأ تشكيله في عالمنا الداخلي، الذي يحوي كل شيء. وأسرار النفس لن نصل لها إلا من خلال التأمل.

كيف تكون ممارسة التأمل وسيلة لتهدئة العقل واستعادة التركيز؟ وما علاقته بهرمون التوتر في ظل ضغوط وسائل التواصل الاجتماعي؟

ممارسة التأمل تبين لك ببساطة كيف تكون حاضرًا في لحظتك الحالية؛ إذ يبدأ بمراقبة الجسد ولاسيما التنفس. وفي اللحظة التي تبدأ فيها بالتركيز على تنفسك؛ بالتنفس بوعي وليس كفعل لا إرادي، فسيبدأ سيل الأفكار يهدأ، وستكون حاضرًا أكثر في جسدك وليس في فكرك الذي يأخذك بين الماضي والمستقبل.

التفكير يبعدك عن الحاضر؛ لأنك إما أن تفكر في ذكرياتك أو تفكر في تخيلات المستقبل؛ فالفكر أساس كل توتر وقلق، وعندما تكون حاضرًا في جسدك ستكون موجودًا في اللحظة، وستصبح أكثر تركيزًا وانتباهًا وأقل توترًا، وأكثر خفةً في الشعور، وكأنك جمعت وعيك كله في المكان الذي توجد فيه، واستعدت طاقتك المشتتة وركزتها في جسدك من جديد.

هل للثورة الصناعية الرابعة تأثير في ممارسة التأمل؟

نعم، فلأسلوب الحياة الجديد الذي نحياه، يبعدنا بكل الطرق عن ذاتنا، ولكن أرى أن شدة قوة الاتجاه نحو التطور التكنولوجي سيخلق في المقابل رغبة روحية أقوى؛ لأن هذا الانجذاب هو فطرة الإنسان.

هل هناك مكملات غذائية تساعد على تخفيف حالة القلق والتوتر؟

قبل علاج الجسد، دعنا نفهم سبب هذا القلق؛ فهذه المكملات للجسد فقط ولكيمياء الجسد، ولكن عملي يكون على مستوى النفس؛ حيث جذر المشكلة، الذي بعلاجه يختفي الأثر في الجسد، وينعم الإنسان بالراحة والهدوء.

كل هذه المعاني الجميلة مرتبطة بالتأمل وتبدأ به ومعه؛ حتى تصل بعد فترة من ممارسته إلى هذه الحال الرائعة؛ فعندها لن تحتاج للمكملات ولا غيرها.

ريما التقي خبيرة التأمل والطاقة

هل حقًا أوصت جمعية القلب الأمريكية بالتأمل لعلاج كثير من الأمراض؟ وما المدارس التي ساعدتك في مجال التأمل الاستشفائي وعلم الطاقة؟

التأمل علاج للأمراض لأنها جميعًا تبدأ على المستوى النفسي أولًا، وما يظهر على الجسد هو الطبقة الأخيرة منها، أو الأثر فقط أو ما أسميه العارض.

أساس العلاج هو في النفس، ثم يختفي العارض في الجسد، لكن أغلب الناس أو المعالجين يهتمون بالأثر دون البحث في السبب الذي لا بد أنه بدأ منذ زمن على المستوى النفسي.

والتأمل أساسه الاتصال الداخلي مع النفس لشفائها ثم يشفى الجسد.

عندما بدأت ألاحظ قدرتي على العلاج الطاقي، بدأت البحث والدراسة لأفهم ما أقوم به بالضبط؛ لأنني عندما أبدأ بعلاج الجسد عن طريق لمس هالة الشخص، فلست أتحكم بما يحدث؛ إذ تصبح حركة يدي تلقائية تمامًا بحركة ذاتية، تتوقف في توقيت لا أتحكم فيه حيث يكون العمل قد انتهى.

بحثت كثيرًا وتنقلت بين مدرسة البرانك هييلنج في الفلبين، إلى المدرسة اليابانية في الريكي، إلى المدرسة الهندية وطرق التأمل العديدة، ثم تركتها جميعًا واتجهت لطريقتي الخاصة، التي أقول إنها هبة من الله.

ماذا يعني أنك تعالجين بالتنويم الإيحائي باعتماد من معهد ديف ايلمان في أمريكا؟ وهل لعلم التنويم أنواع مختلفة؟

هناك طرق متعددة للعلاج بالتنويم الإيحائي تبعًا للمدارس المختلفة ومؤسسيها، لكن أحبها لي هي طريقة العبقري ميلتون إريكسون؛ وهو طبيب نفسي أمريكي متخصص في التنويم الإيحائي الطبي كان الرئيس المؤسس للجمعية الأمريكية للتنويم الإيحائي السريري.

وعلى الرغم من أن العلم واحد، ولكنَّ مبدأه تجاوز منطقة المنطق والتحليل في العقل الواعي والوصول إلى اللاواعي في العقل، لمعرفة جذر المشكلة؛ كونها أنها مخزنة هناك. وعند حل الجذر تختفي الأعراض سواء كانت نفسية أو جسدية.

نسعى للوصول للعقل اللاواعي لتوليد الحلول الإبداعية للمشاكل الحالية في الحياة، واستنباط أفضل الطرق؛ لتحسينها وإزالة الحواجز النفسية المخفية التي تعطل الحياة، وتمنع عنّا مستويات جديدة فيها كل النعم.

ريما التقي خبيرة التأمل والطاقة

ما تفاصيل برنامجك "التحرر الطاقي"؟ وهل تنوين زيارة مصر والمملكة؟

أنوي أن أقدم برنامجي الاستشفائي "التحرر الطاقي" في مصر والسعودية. وأتطلع وصوله لأكبر عدد من الناس في الدول العربية والأجنبية؛ حيث قدمته مؤخرًا في الهند لمشتركين من دول العالم، وكانت رحلة استشفائية رائعة.

برنامج التحرر الطاقي دلالة على التحرر من الحواجز النفسية العميقة التي تعيق تقدمنا في الحياة أو البقاء في مستوى محدد لا نستطيع تجاوزه على الصعيد المالي أو المهني أو العاطفي.

هذه الحواجز خطورتها علينا أنها تعمل في الخفاء ولا نستطيع رؤيتها؛ لأنها بدأت منذ سنوات الطفولة الأولى التي لا تستطيع الذاكرة الاحتفاظ بها.

هذه الحواجز المخفية تكون مثل المسجل الآلي الخافت الذي يعمل بشكل دائم في عقلنا ويوجه حياتنا وقراراتنا واختياراتنا وعلاقاتنا واستقبالنا وخوفنا أو جرأتنا في الحياة.

التحرر على المستوى الطاقي له نتائج سحرية ومذهلة، على مستوى السلام النفسي الداخلي وعلى مستوى تحقيق رغباتنا ونوايانا التي نسعى لها ولا نعرف ما الذي يمنع تحققها. كتبت ذات مرة:

كل ما نحن فيه.. منا وكل ما نريده.. فينا

اقرأ أيضًا: الإعلامية السورية روان ترك: سعدت باهتمام المملكة بتمكين المرأة ومشاركتها بسوق العمل