روز العودة تكتب: روعة الحياة في تشارك جمالياتها بتفاصيلها

تأخذ الأشياء والأفعال والمواقف في هذه الحياة، قيمتها من إحساسنا بها ودرجة استجابتنا لها، وما يمكن أن تُحدِثَه من أثر وتفاعل في نفوسنا.

وقد نكتشف معانٍ جديدة، وسرًا من أسرار النفوس الراقية والمتوازنة أثناء ممارسة تفاصيل حياتنا، إذا غيرنا زاوية النظر لكثير من تفاصيل الحياة اليومية، لا سيما بإعادة النظر في تقييم مقاييس الجمال الروتينية.

إنَّ النفس البشرية تجد راحة، عندما تنضم إلى أخرى تماثلها في الفهم والعطاء والشعور والإحساس، وتتوافق مع سرائرها بتوافقهما على المحبة والمودة والنقاء.

ولا يختلف اثنان على أن الزهور أشياء جميلة، ولكنها تزداد جمالًا عندما يهديها شخص إلى آخر؛ إذ يزيد جمال النفس عند المُعطي والآخِذ؛ بتحول الفعل الإنساني إلى لوحة جمالية مختلفة التفاصيل.

وما ينطبق على الزهور، يتشابه في الوصف مع أشياء أخرى؛ فالكلمة الطيبة تُنسَب كفعل لقائلها، والابتسامة والوجه البشوش كجواز مرور إلى القلوب ترتبط براسمها على نفسه وعلى الآخرين.

وليست الهدية قيمة في حد ذاتها، بل القيمة في أصحابها الذين اهتموا بتفاصيل الجمال الإنساني، وما كانت الموائد بما تحويه من أطايب الطعام والشراب مهمة، بقدر أهمية من دعا إليها.

وما اختار الإنسان طريقًا ومضى فيه، إلا لأنه وجد الرفقة الطيبة، وما اكتسبت الدور والمساكن من جماليات الفن المعماري وتزينت بالألوان، وتطاول بنيانها، إلا بقدر أهمية ساكنيها.

وما ارتبط حب الأماكن عندنا، إلا بحبنا لأهلها وطيب معشرهم وحسن تعاملهم؛ فلا معنى للحياة، إن لم يكونوا فيها.

إنَّ جمال الحياة يكمُن في فهمنا لهذه التفاصيل، وتعاطينا معها بمعطيات تقييم جديدة؛ فنشعر بالأمان وراحة البال عندما تسمو نفوسنا بالمحبة لكل فعل ذي أثر في حياتنا من الآخرين ولو كان صغيًرا، بعد أنْ نعدل التقييم من الأشياء إلى الإنسانية.

فالمحبة وليدة هذا التفاهم الروحي الذي ينتج عن فعل أو موقف أو سلوك اشتركت في فهمه وتقييمه نفوس إنسانية وليست مادية.

ولا شك في أنَّ فعلًا واحدًا مكسوًا بالجماليات يغمر النفس بالسعادة، خاصةً عندما نُضفي على التفاصيل في فهمنا سحرًا وجمالًا، نجعلهما داخل نفوسنا طوال الوقت؛ حتى يصبحا جزءًا من حياتنا؛ فهنا تكمن بالفعل روعة وجمال الحياة.

روز العودة رئيس التحرير

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: الصدق أعظم مقامات الإيمان