روز العودة تكتب: المرأة محور المجتمع

الدعوات التي تسود عالم اليوم؛ لزيادة برامج التنمية والتحضر والإعمار، تهدف في مجملها وتفاصيلها إلى تطوير المجتمعات، وتمكينها من تحديد حاجاتها، وأهدافها، وأهميتها، ثم إذكاء الثقة والرغبة في العمل لمقابلة هذه الحاجات، والأهداف، بشكل كامل وشامل ومتوازن، بمشاركة كل أفراد المجتمع.

ويأتي في مقدمة ذلك، زيادة مشاركة المرأة؛ لأن وجودها في أي مجتمع، لم يكن هامشيًا، أو متممًا، بل شريك أساسي في عملية البناء والتنمية، ودعم الإنتاج؛ حتى في المجتمعات الذكورية البحتة؛ إذ يتساوى دورها في بعض المجتمعات، أو يكاد يقترب من دور الرجل.

ولم يكن دور المرأة عطاءً أو مِنَّةً أو هديةً، بل إنَّ فعاليتها، ونشاطها، وريادتها، وفكرها؛ هو ما أكسبها المركز والدور، فظلت محور أي مجتمع، وعماد أي نشاط، وركيزة أي برامج؛ فصار لها نصيب مقدَّر في سير عجلة التطوير والازدهار، متي ما أتيح لها الفرصة.

ولم تطرق المرأة مجالًا، إلا وحققت فيه نجاحًا مبهرًا، وتميزًا نوعيًا وكميًا، في توازٍ مع دورها الذي جُبلت عليه؛ ليصبح أساسًا ترتكز عليه استمرارية الحياة بمفهومها السليم؛ كونها جزءًا لا يتجزأ من كيان المجتمع.

ولا شك في أنَّ مشاركة المرأة في كافة الميادين، ليس أمرًا إيجابيًا فحسب، بل إنَّ دعمها وتعزيز مشاركتها أساس لأي حركة تطور وإصلاح، يطمح لها أي وطن.

لقد تجاوزت المرأة بعطائها وعلمها، الأطر التقليدية لدورها المحدود في الماضي، إلى دور تشاركي متكامل، في كل مجال في الحياة، يميزه الإبداع، والابتكار، والدقة، والمسؤولية، والوطنية؛ حتى أصبح رياديًا في بناء النهضة الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى أدوار أخرى غير منظورة، ولكنها محسوسة، عطفًا على النتائج والمخرجات والمعطيات التي تسود مجتمعات اليوم.

والأمر اللافت، أن المرأة السعودية تجاوزت هذه المعطيات، عندما أتيح لها الفرصة، فقدمت كفاءة نادرة، ودورًا متفردًا، عندما أُوكل إليها مهام في مجالات التشريع، والتنفيذ، والتخطيط، والقيادة، وحتى في العمل السياسي، فتمكينها أضاف بعدًا آخر للأنشطة التي تشارك فيها بأي مجال؛ ما يتطلب دعمها من كافة الجهات المسؤولة؛ من أجل مشاركة حقيقية ومستدامة لها في التنمية، والبناء، والتعمير.

كل التحية والتقدير للمرأة في أي مكان، وفي أي وموقع، وكل الإجلال لأمهاتنا، سائلين الله- سبحانه وتعالى- أن يمتع الأحياء منهن بكامل الصحة والعافية، وأن يرحم الأموات منهن رحمة واسعة.

                                                                                                                                                 روز العودة                                                                                                                                                 رئيس التحرير