بمنحة 10 ملايين دولار.. الأمل في علاج سرطان الثدي يعود من جديد

سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى النساء في جميع أنحاء العالم، حيث يصيب حوالي 1.7 مليون امرأة كل عام.

ورغم أن العلاجات الحديثة ساعدت في زيادة معدلات الشفاء، فإن حوالي 30% من النساء المصابات يعود لهن المرض مرة أخرى.

وتعد عودة الإصابة بسرطان الثدي أمرًا خطيرًا، حيث يصعب علاجه في هذه المرحلة.

لذلك، يسعى الباحثون في جامعة بنسلفانيا إلى إيجاد طرق لمنع عودة الإصابة، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة "فيلادلفيا انكوايرر" الامريكية في تقرير لها.

في عام 2023، حصلت مجموعة من الباحثين في جامعة بنسلفانيا على منحة بقيمة 10 ملايين دولار من المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية لتمويل تجربة سريرية جديدة.

اختبار علاج جديد

تهدف هذه التجربة إلى اختبار علاج جديد يمكنه العثور على خلايا سرطان الثدي الخاملة التي تبقى في الجسم بعد تلقي العلاج، ومن ثم التخلص منها قبل أن تتاح لها الفرصة لكي تنشط وتنتشر من جديد.

وبحسب الباحثين، فإن العلاج الجديد يعتمد على استخدام تقنية جديدة تسمى "التصوير المناعي".

يسمح هذا التصوير للأطباء برؤية خلايا سرطان الثدي الخاملة في الجسم، حتى لو كانت لا تزال صغيرة وغير مرئية باستخدام الطرق التقليدية.

ثورة في علاج سرطان الثدي

إذا كانت نتائج التجربة السريرية إيجابية، فقد يكون العلاج الجديد بمثابة ثورة في علاج سرطان الثدي.

يمكن أن يساعد في منع عودة الإصابة، مما يحسن فرص البقاء على قيد الحياة للنساء المصابات بهذا المرض.

وكانت أنجيلا ديميشيل، وهي مديرة مشاركة في برنامج أبحاث سرطان الثدي بـ"مركز أبرامسون لعلاج السرطان" في بنسلفانيا، بدأت في إجراء أبحاث بشأن تكرار الإصابة بالمرض.

جاء ذلك بعد أن عانت بسبب كيفية التحدث مع المرضى عن الأمور غير المعروفة التي استمرت بعد العلاج.

وتقول ديميشيل: " عندما نصل إلى نهاية العلاج الأولي، يقول المريض /كيف سأعرف ما إذا كان العلاج قد نجح؟/ أو /ماذا تقصدين بأنني يجب علي أن أنتظر لأرى النتيجة؟/. إن المرضى ينتظرون نتيجة تبدو حتمية بالنسبة لحياتهم."

ويشار إلى أنه من الشائع أن تصير بعض خلايا السرطان خاملة بعد تلقي العلاج، حيث تتواجد في الجسم بدون أن تتكاثر وتشكل كتلا كما تفعل الخلايا السرطانية عادة.

ولأسباب لم يكتشفها الأطباء بعد، "تستيقظ" هذه الخلايا السرطانية الخاملة في بعض الاحيان وتبدأ في الانقسام سريعا من جديد، وذلك بعد أشهر أو أعوام، أو حتى عقود، من تلقي العلاج.

وتقارن ديميشيل هذه الظاهرة بحالة السبات الشتوي لدى الدببة: حيث تقضي الدببة أشهرا بدون طعام أو شراب، وتتباطأ ضربات قلبها، وتظل كامنة خلال فصل الشتاء الطويل.

ثم تستيقظ في أحد الأيام وهي جائعة جدا، وتخرج لتجوب الغابة بحثا عن الطعام.

وعرف الأطباء منذ أعوام أن هذه الخلايا السرطانية الخاملة تستقر في نخاع العظم، وهو المركز الإسفنجي للعظام حيث يتم تصنيع خلايا الدم الحمراء.

ويكاد يكون من المستحيل القضاء على المرض الذي يعود من جديد، لأنه بمجرد وصوله إلى نخاع العظم والدم، فإنه ينتشر في كل مكان.