برنامج الوصول الشامل بجامعة الملك سعود.. فرصة عادلة لذوي الاحتياجات الخاصة

لا شك في أن ذوي الاحتياجات الخاصة قد يواجهون الكثير من الصعاب؛ من أجل التأقلم والاندماج مع الآخرين، فالأمر لا يتوقف عند دعمهم بالمبادرات والخطابات والتحفيز، فقد يحتاج هؤلاء إلى فرص حقيقية من أجل الوصول ومن أجل التعلم في بيئة تشعر به وتتشكل وفقًا لقدراته.

برنامج الوصول الشامل

وفي هذا الاتجاه، تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا من أجل توفير حياة كريمة للجميع وبينهم ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم هؤلاء المصابون بقُصور كُلي أو جُزئي بشكِل مُستقِر في قُدُراتِهم الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصُلية أو التعليمية أو النفسية، إلى المدى الذي يُقلِّل من إمكانية تلبية مُتطلباتِهم العادية.

ويُعد برنامج الوصول الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة الملك سعود، واحدًا من أهم البرامج التي تمثل خطوة إيجابية وجادة نحو احتواء ذوي الإعاقة من خلال تهيئة البيئة والأجواء داخل الجامعة ليشعر ذوي الإعاقة بأنهم ينتمون حقًا للجامعة.

فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة الملك سعود

يأتي البرنامج ضمن خدمات ذوي الإعاقة في جامعة الملك سعود، والتي تشمل 3 برامج، هم "الوصول الشامل، برنامج التعليم العالي للصم وضعاف السمع، وبرنامج مراكز خدمات الطلاب والطالبات".

وتحتضن جامعة الملك سعود 7 فئات من ذوي الإعاقة؛ حيث توفر فرصة التعلم من: الصم وضعاف السمع، أصحاب الإعاقة البصرية، أصحاب الإعاقة الحركية، اضطرابات طيف التوحد، اضطرابات التواصل، الإعاقة الصحية والنفسية، وضعف الانتباه والنشاط الزائد.

وتتوزع الـ 7 فئات على 9 كليات في جامعة الملك سعود، والتي تشمل: كلية التربية، الآداب، الحقوق والعلوم السياسية، الرياضة والنشاط البدني، إدارة الأعمال، كلية العلوم، الهندسة، الصيدلة، والسياحة والآثار.

ويُعد البرنامج من أفضل البرامج المتميزة التي تُسلط الاهتمام بشكل خاص على ظروف البيئة المُحيطة بذوي الإعاقة، والتي قد يتجاهلها البعض، فمن الصعب أن توفر فرصة لهم دون أن تُهيأ الأجواء وتُذلل الصعاب.

لذلك، تم إطلاق برنامج الوصول الشامل، والذي يُعد مشروعًا نوعيًا بالجامعة لتهيئة البيئة الداعمة لذوي الإعاقة، من خلال الالتزام بالمعايير الدولية في تذليل أية عوائق معمارية أو تقنية أو تعليمية لضمان المشاركة ودعم التحول نحو جامعة للجميع.

وحدات برنامج الوصول الشامل وأهدافه

يعمل الوصول الشامل على توطين التطبيقات والمواءمات الخاصة بما يتوافق مع القرار السامي رقم: 35363 بتاريخ 22/9/1434هـ بتعميم الوصول الشامل بالمملكة.

كذلك يسعى من أجل تزويد أعضاء هيئة التدريس بالخبرة الكافية لتدريب وتأهيل ذوي الإعاقة للتعليم والتعلم في بيئة يتمتعون فيها بالاستقلالية.

وعلى مستوى الإنجاز العملي، فقد قام البرنامج بإصدار خمس أدلة إرشادية ريادية في مجال تقديم الخدمات التعليمية والتقنية والهندسية للأفراد ذوي الإعاقة، فضلًا عن الشراكة مع عدد من الجهات الداخلية والخارجية لنشر مفهوم الوصول الشامل.

ويعمل البرنامج من خلال وحداته المختلفة على تحقيق أهداف وكالة الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية ورؤيتها فيما يختص بدعم الطلاب والطالبات ذوي الإعاقة بالجامعة من خلال العمل بوحداته المختلفة، أبرزها:

وحدة الخدمات التعليمية والأكاديمية: تعمل وحدة الخدمات التعليمية والأكاديمية؛ على رفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس في تعليم الطلبة ذوي الإعاقة من خلال توفير دليل تكييفات تعليمية يسهم في تقديم عملية تعليمية ناجحة.

وتستهدف الجامعة، من خلال هذه الوحدة العمل على رفع أعداد الطلاب المقبولين في الكليات والتخصصات المختلفة بين أروقتها.

كذلك، تسعى إلى توسعة فئات الإعاقة وألا تقتصر على إعاقات بعينها، من أجل توفير فرصة عادلة للجميع، لطالما انطبقت عليهم شروط القبول.

وتختص هذه الوحدة في العمل على التوسع في البرامج والتخصصات التي يتم قبول ذوي الإحتياجات الخاصة بها، وصولا الى المرحلة التي يؤمل فيها فتح جميع برامج وتخصصات الجامعة أمامهم انسجاما مع ما طالب به الطلبة ذوي الإعاقة أنفسهم بفتح مختلف التخصصات، وعدم اقتصار قبولهم على تخصصات محدودة ما دامت شروط القبول تنطبق عليهم.

وحدة التهيئة التقنية للبيئة الإلكترونية للجامعة: ومن أهم الوحدات التي يشملها برنامج الوصول الشامل، وحدة التهيئة التقنية للبيئة الإلكترونية؛ حيث بات هناك الكثير من الأجهزة المتطورة التي تُمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من استغلال طاقتهم بالكامل للتعلم؛ لذلك تسعى الجامعة إلى تمكينهم من التعامل مع التقنيات في العملية التعليمية.

ومع ظهور التقنيات المساندة والمخصصة لاحتياجات هذه الفئة، بات من الممكن لذوي الإعاقة الاستفادة من كامل طاقاتهم المعطلة. وتعد التقنيات المستخدمة لذوي الإعاقة سواء الأجهزة او البرامج الخاصة بتسهيل الوصول أحد الجوانب المهمة فى تأهيل البيئة التعليمية لذوي الإعاقة، فضلاً عن تهيئة البيئة الإلكترونية لتتفاعل مع تلك الأجهزة والبرامج لتسهيل وصول ذوي الاحتياجات الخاصة للخدمات الالكترونية للجامعة.

وحدة التهيئة الهندسية لمباني ومرافق الجامعة: وحدة التهيئة الهندسية لمباني ومرافق الجامعة، من أهم الوحدات ضمن برنامج الوصول الشامل، وتختص في تصميم المشاريع الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، ومراجعة التصميمات الخاصة بالجامعة ومواءمتها مع اشتراطات الوصول الشامل.

بالإضافة إلى تصميم دليل شامل لاشتراطات ذوي الإعاقة خاص بالمباني الجامعية، وتسهيل الوصول لذوي الإعاقة فى جميع مباني الجامعة، ورصد المعوقات التي تقابلهم والعمل على حلها.

وتعمل جميع الوحدات السابق ذكرها على تحقيق العدالة في فرص التعلم وجعله حقًا مكتسبًا للجميع، والقضاء على التمييز، فضلاً عن تمكين جميع الفئات من التعلم واقتناص جميع الفرص لتحقيق أحلامها.

جدير بالذكر أنه تشكل نسبة الأشخاص من ذوي الإعاقة 7.1% من إجمالي سكان المملكة، واستنادًا لهيئة الإحصاء، فعدد المصابين بالإعاقة كالتالي: ⦁ الإعاقات السمعية: 289.355 ⦁ فرط الحركة وتشتت الانتباه: 30.155 ⦁ الإعاقات الحركية: 833.136 ⦁ اضطراب طيف التوحد: 53.282 ⦁ متلازمة داون: 19.428 ⦁ إعاقات بصرية: 811.610

لذلك، تصب جامعة الملك سعود وغيرها من الجهات المهتمة بذوي الإعاقة، اهتمامها لدعم أصحاب الإعاقات السابقة، فتقدم كذلك السنة التأهيلية للطلاب والطالبات الصم وضعاف السمع، والتي تهدف إلى تقوية الجوانب اللغوية لدى الطلاب والطالبات من الصم من ضعاف السمع قبل التحاقهم ببرامج التعليم العالي، مع توفير الخدمات المساندة بجميع أنواعها داخل قاعات المحاضرات وخارجها. كما تعمل على تهيئة الانتقال من بيئة التعليم الثانوي إلى بيئة التعليم العالي.

ومن بين جميع الجهود التي تتبناها المملكة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، كان برنامج الوصول الشامل من جامعة الملك سعود، أحد البرامج التي استطاعت أن تنظر إلى احتياجات ذوي الإعاقة من منظور أكثر اتساعًا، فقد لا تكون المشكلة لديهم في الحصول على فرصة التعلم، بل مشكلتهم الأكبر هي العقبات التي قد تُشعرهم بأنهم لا ينتمون إلى هذا المجتمع؛ لذلك يتربع هذا البرنامج على قمة البرامج التي تُقدم مساعدات واقعية ملموسة لهذه الفئة الذهبية التي تتمتع بطاقات وقدرات قد تفوق الجميع وتنتظر من يُهيئ لها الأجواء.

اقرأ أيضًا : ولي العهد يستقبل رواد الفضاء السعوديين قبل انطلاق رحلتهم نحو محطة الفضاء الدولية