المرأة العاملة.. مسئوليات مهنية وعقبات أسرية

المرأة منذ الأزل كانت وستبقى رغم كل الظروف تُشكّل نصف المجتمع، لكن حالة العمل خلقت وضعًا جديدًا للمرأة العاملة، فلم تعد أمام نضال من أجل الحب والزواج؛ إنما أمام احتياجاتها واهتماماتها، التي جعلت منها كائنًا متفردًا.

وأكدت الدكتورة إيمان عبدالله؛ خبيرة الإرشاد الأسري والصحة النفسية، في تصريحات خاصة لمجلة "الجوهرة"، أن: "المرأة أصبحت تُقدّر الاستقلالية عوضًا عن الخضوع، والتمتٌع بشخصية وتوحيد الذات بدلًا من السذاجة، وبعد أن كان أعظم هموم المرأة يتمثّل في فقدان ذاتها من أجل الرجل _ فلم يعد الحب هو المضمون الوحيد لحياتها _ بل أصبح المضمون الاجتماعي، والعمل والعلم هم الأهداف الأسمى لها".

أضافت الدكتورة إيمان قائلة: "بعد نكران الذات من أجل الآخرين، فضّلت أن يكون هذا النكران للمجتمع، وكسر الحواجز التي تقوم بينها وبين عملها، كما أثبتت للعالم أجمع أنها تملك ما هو أثمن من الجسد، وهو العقل"، موضحة أن المرأة لا تريد أن تلغي أنوثتها؛ فهي التي تمنحها الرقة، الحنان، والأمومة، بل إنها تعتز بها جيدًا، وتجعل منها شخصية فعالة ذو وجود حقيقي في المجتمع.

وعن أهمية العمل، قالت الدكتورة إيمان إنه يخلق لدى الأنسان وعيًا جماعيًا يُعبّر عن حياة الناس، ومعه تبدأ فرصًا جديدة، تتأسس على التعاون، المنافسة، وإبراز الطاقات، ونجد الآن أننا أمام سيدات يخضعن للنضال الخفي المستمر من أجل الحياة، والمجتمع وبناء اسرة متماسكة.

أسباب دخول المرأة مجال العمل

"والمرأة دخلت مجال العمل نتيجة التغيير التكنولوجي، والأيديولوجي الذي طرأ على المجتمعات، ودخلت أيضًا بدوافع اقتصادية، اجتماعية، ونفسية معًا"؛ هكذا أرجعت إيمان عبدالله أسباب لجوء المرأة للعمل، مشيرة إلى أنها خرجت للعمل لتحقيق طموحاتها والفخر وشعورها بالمسئولية، وتقديم أشياء مفيدة تشعرها بالقيمة الاجتماعية التي تحقق من خلال كون العامله عنصر فعالا في المجتمع ويري علماء النفس أن العناصر المرتبطة بالحاجات النفسيه والاجتماعية داخل مؤسسات العمل، من الزملاء، والروح المعنوية التي تخلقها حالة العمل، ويرتفع الإنتاج دومًا نتيجة ارتفاع الحالة المعنوية.

العقبات التي تواجه المرأة العاملة

تتعرّض المرأة العاملة للعديد من العقبات والصعوبات، كونها زوجة، وأم، وربة منزل، فضلًا عن كونها مسئولة عن أسرتها، وعملها، وتحاول التوفيق بين هذه المهام الصعبة، التي تخلق أوضاعًا جديدة تعاني إثرها من الأوضاع الاجتماعية الصعبة، بالإضافة إلى إعادة تقييم العلاقات الإنسانية؛ فهي مطالبة بالتواجد مع الطفل لمده الثلاث سنوات الأولى من عمره، ومع الابتعاد عن دورها يؤدي ذلك للقلق، عدم الأمان، والارتباك لدى الطفل؛ فالأم لها الدور المميز، كما تشعر بعض الأحيان بالذنب، لأنها مشتتة الفكر ما بين أسرتها، وعملها، وقيامها بواجباتها كاملة، وهذا ماينعكس على تصرفاتها.

نصائح هامة

واختتمت الدكتورة إيمان تصريحاتها موجهة النصيحة إلى كافة أفراد الأسرة، لتحمٌل مسئولية البيت، علمًا بأن الرجل عندما يصنع الأعمال، فإن المرأة تصنع الرجال، قائلة: "المرأة وظيفة شاقة للغاية، بداية من تربية الأطفال، والعناية بالبيت والزوج، الأمر الذي يحتاج لجهد وعمل متواصل، يتطلب التعاون من الزوج والأبناء؛ فهو العمل الأول والأعظم الذي لا ينازعها فيه أحد، وهي الوظيفة الكبرى التي هيأها الله لها بدنيًا ونفسيًا، وهي الشغل الشاغل، والأهم لديها، حيث إنها رسالة عظيمة لا يستطيع أحد أن يقوم مقام المرأة في هذا العمل الخطير، فعليه يتوقف مستقبل الأمة، وتتكوّن أعظم ثروتها وهي الثروة البشرية".