المرأة السعودية تكسر حاجز "للرجال فقط" في قطاع النقل

أصبح للمرأة السعودية دورًا كبيرًا في التنمية داخل المملكة، حيث استطاعت فرض تواجدها في قطاعات عدة كانت مقصورة فيما قبل على الرجال فقط، وأصبحت المرأة تعيش التمكين المجتمعي بشكل كبير، ما جعل لها دورًا هامًا في العديد من القطاعات، ومن ضمنها قطاع النقل.

وبدأت المرأة تساهم بشكل كبير في تحقيق رؤية المملكة 2030، والتي تعتمد بشكل كبير على النساء ورفع نسبة مشاركتها في سوق العمل من 22 % إلى 30 %، وإتاحة حوالي مليون فرصة عمل للمرأة السعودية في مجالات عدة، من بينها العديد من المناصب القيادية.

ومؤخرًا، قال تقرير سعودي إن المرأة السعودية حققت نجاحات واسعة في عدد من المهام الوظيفية في مشروع قطار الحرمين الشريفين الذي دشنه الملك سلمان، حيث يربط القطار عبر 5 محطات حديثة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، مرورًا بمحطة مدينة جدة، ومحطة مطار الملك عبدالعزيز الدولي، ومحطة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ.

وأكد التقرير الصادر عن سفارة المملكة العربية السعودية في القاهرة، أن المرأة السعودية تقوم بدور فعال في الوظائف التشغيلية من خلال متابعة حركة القطارات وأوقات الرحلات والوصول ورصد أهم الملاحظات خلال الرحلة، وكافة الجوانب التقنية، ومركز التحكم وتشغيل القطار، وخدمات العملاء، وقطع التذاكر والحجوزات والتسويق والمبيعات عبر الموقع الإلكتروني لقطار الحرمين، ومراكز الاتصالات، والإشراف، وتقديم المعلومات للمسافرين عن رحلة القطار وأماكن التوقف، وإرسال المعلومات للموظفين في المحطات وداخل القطاع؛ لعمل الإحصائيات والحاسب الآلي.

ويأتي صدور التقرير، بالتزامن مع مستهدفات الحكومة السعودية لتوطين قطاع النقل، بما يساعد على توفير وظائف لأبناء الوطن من الشباب والشابات، لما عليهم من دور كبير في إحداث التنمية الاقتصادية داخل المملكة.

وأشار التقرير، أن الحضور المتميز للمرأة يترجم ما تبديه القيادة في السعودية من تحفيز على استقطاب الكادر النسائي الوطني المؤهل، وإسناد مختلف المهام العملية لهن، لإنجاح كافة المشاريع المتعلقة بصناعة النقل في المملكة، بما فيها صناعة الخطوط الحديدية، وتعمل على تشجيعهن ودعمهن بشكل متواصل بالتدريب الكفيل بالنهوض بقدراتهن؛ لتحقيق مختلف الأهداف وترجمة الخطط إلى واقع ملموس.

من جهتها، أكدت الدكتورة تماضر الرماح؛ نائب وزير العمل والتنمية الاجتماعية، في تصريحات لها، أن الفترة القادمة ستشهد استثمار لطاقات المرأة وموهبتها في كافة المجالات، وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية المجتمع والاقتصاد.

وقالت الرماح على هامش مهرجان "الجنادرية 33"، إن نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل السعودي تشكل 34%، كاشفة عن إطلاق 68 مبادرة لدعم حقوق المرأة في العمل.

ويهدف تشغيل النساء إلى توفير عمالة لديها كفاءة تتماشى مع مستهدفات وزارة النقل بجذب استثمارات تصل إلى 70 مليار ريال بحلول عام 2020.

ويعد قطار الحرمين السريع، واحدًا من ضمن المشاريع التنموية السعودية، وهو عبارة عن خط سكة حديدية كهربائي يربط بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بمحافظة جدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية بطول 450 كم، وبطاقة استيعابية تبلغ 60 مليون مسافر سنويًا، وسرعة تشغيلية تصل إلى 300 كلم/ساعة، وتبلغ تكلفته الإجمالية حوالي 63 مليار ريال سعودي، ويُعد أول وأسرع قطار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتكون المشروع من 35 قطارًا، وكل قطار يحتوي على 13 عربة تبلغ سعة كل واحدة منها 417 مقعدًا، وله خمس محطات.

من جانبه، قال الدكتور نبيل العامودي؛ وزير النقل، إن قطاع النقل بحاجة إلى التوطين، والفترة القادمة ستشهد توطين آلاف الوظائف ليحل محل العمالة الأجنبية أبناء الوطن.

وأضاف العامودي على حسابه بموقع التدوينات الصغيرة "تويتر" عقب حفل تدشين المنظومة التقنية للشحن البري في الرياض، أن المجال مفتوح أمام الشباب والفتيات الراغبين في دخول قطاع النقل البري كسائقين.

ويتزامن دخول المرأة قطاع النقل في مشروع قطار الحرمين الشريفين مع قرارات صدرت مؤخرًا بالسماح لها بالقيادة في المملكة، والعمل في بعض المجالات المتعلقة بالسيارات والتي كانت قاصرة على الرجال، مثل: "سائقين ومدربات قيادة"، حيث من المتوقع توفير ما يقرب من 50 ألف وظيفة خلال العام الأول، سواء في إدارات المرور أو قطاع النقل والتأمين وقطاع السيارات، أو فرص عمل غير مباشرة.

وترى الدكتورة نوره الصويان؛ عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية، أن المجتمع السعودي في هذه المرحلة يمر بتغيرات اجتماعية وثقافية واقتصادية، ولا شك أن مساهمة المرأة في هذه التغيرات تساعد في سد الفجوة في الطاقات البشرية داخل سوق العمل.

على جانب اَخر، يؤكد عبد الهادي الحبابي؛ الخبير الاقتصادي ونائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الإسباني، أن دخول المرأة مجالات العمل المختلفة سيساهم في تنشيط الاقتصاد والحد من البطالة النسائية والتي وصلت إلى أكثر من 34 %، وهذه نسبة كبيرة في ظل القرارات التي تدعم المرأة.

يذكر أن رؤية المملكة 2030 خصصت جزء كبير للمرأة السعودية، تحدثت فيها عن ضرورة تمكينها اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، والعمل على توفير مناخ آمن وخدمات تسهل عليها القيام بواجباتها الوطنية، مع ضمان تمتعها بحقوقها الكاملة في جميع المجالات.