الطريق إلى السعادة

خلق الله – سبحانه وتعالى- الإنسان وسخر له الكون؛ ليستفيد منه في حياته، وجعل من ضمن وظيفته عمارة الكون، إلى جانب تحقيق العبودية لله سبحانه، لكن يظل الإنسان يبحث عن تحقيق أهدافه وطموحاته في الحياة، إلى جانب طمأنينة النفس ورضاها؛ ليكون سعيدًا، فما هي السبل إلى تحقيق السعادة؟

يواجه الإنسان في الحياة محن ومصائب شتّى، لكنَّ النّاس يختلفون عن بعضهم البعض في سبل التعامل معها؛ فهناك من يصبر ويشعر بلذة السعادة الحقيقية، وهناك من ييأس ويقنط، ويطلق لنفسه العنان بالتمتع بكل أصناف المباحات، والمحرّمات على حد سواء، فيشعر بالسعادة مؤقتًا، لكنه بمرور السنوات، يكتشف أنّها ليست السعادة التي يبحث عنها، فكيف إذًا يجلب السعادة لنفسه رغم ضيق اليد؟

ليست السعادة لغزًا يتطلب إعمال الفكر والخيال، ولكنها امتثال، وعمل، وهمة، وبذل جهد في سبيل تحصيل ما يسعدنا، وإذا كان كل ذلك يتطلب جهدًا، فكيف بمطلوب؛ هو الشغل الشاغل للناس هذه الأيام؛ حتى صارت السعادة شبحًا نسمع عنه ولا يعيشه.

كثيرٌ منا لو أخذ ورقة وقلمًا وكتب فيها الأشياء التي تسعده، لوجدها عديدة، بل وأكثرها قريب منه ولا يجد مشقة في تحقيقه، لكنَّ المشكلة تكمن في وضع هذه الأمور موضع التنفيذ.

تأمل اللحظات الجميلة في حياتك، تذكرها جيدًا، ارجع بشريط الماضي واستحضره الآن، ستجد أن اللحظات الجميلة ما كانت كذلك، إلا لأنك عشت خلالها ما تحبه فعلًا.

ليضع كل منا فكرته عما يجعله سعيدًا، فقد تكون بعض أفكاركم سببًا لإيجاد السعادة لغيركم. فكم من كلمة تقال تكون بصيص أمل في بحر من اليأس.

يعد التحضير لليوم التالي، من أنجح الأمور التي تؤدي للسعادة؛ وذلك من خلال إعداد قائمة بالمهام المطلوب إنجازها، والابتعاد عن التفكير السلبي في إطار الأسرة؛ إذ تُعد عملية تفكير الفرد بغيره من الأسرة، وتحضير الهدايا لبعضهم البعض، من الأمور التي تزيد من نسبة سعادة الأسرة.

وعلى سبيل المثال، يمكن للزوجين القيام بأشياءٍ بسيطة؛ مثل: عشاءٍ رومانسي، أو رسائل حب، أو تحضير حلوى، أو القيام برحلة استجمامٍ بشكلٍ مفاجئ لجميع أفراد الأسرة، وتخصيص وقت لتناول الطعام كعائلة معًا، وقضاء وقت مع الأطفال وملاعبتهم وقراءة قصص لهم قبل النوم.

ويُعد تحضير الحلوى للعائلة- دون مناسبة – أنك تضع العائلة على قائمة اهتماماتك قبل الأصدقاء والعمل؛ لذا يجب أن يكون بجانب التربية بعض المرح، فعندما يشعر الأطفال بأن العائلة لا تعني سوى السيطرة والتهذيب، فإنهم يبحثون عن المتعة مع الأصدقاء خارج إطار العائلة؛ وبالتالي يصبح أصدقاؤهم بديلًا عن العائلة.

إنَّ تقدير أفراد الأسرة لبعضهم البعض، يزيد من كمِّ الحب والامتنان بينهم؛ وذلك من خلال اتباع طريقة كلامٍ جيدة عند التحدث، واختيار أفعالٍ منمقةٍ؛ مثل: كلمات الشكر، والعناق، والقبلات، فالسعادة قرار شجاع لا رجعة فيه مهما حدث.