الرمد الربيعي أبرز عيوب فصل الورود

مع نسمات الربيع العطرة؛ يتشبع الهواء بغبار الزهور، وتزداد حبوب اللقاح مع ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن ذلك الطقس الجميل، يعود بالضرر على المرأة بوجه خاص؛ حيث تظهر عليها درجات متفاوتة من الحساسية، سواء في العين، أو الجهاز التنفسي.

يعتبر مرض الرمد الربيعي أبرز العيوب لذلك الفصل الجميل، الذي تختفي ظواهره تدريجيًا مع برودة الحالة الجوية، وأفاد الدكتور نبيل محمد حسين؛ أستاذ طب وجراحة العيون، في تصريحات خاصة لـ "الجوهرة"، بأن الوراثة تلعب دورًا هامًا في إصابة المرء بالرمد الربيعي، ورغم ارتفاع معدل الإصابة لدى الرجال، إلا أنه يبدو أكثر خطورة عند السيدات.

تأثير درجات الحرارة والوراثة

أوضح الدكتور نبيل حسين أن الرمد الربيعي يصيب ملتحمة العين، أو ملتحمة الجفن مستهدفًا كافة الأعمار، وبينما يصاب الرجال به؛ فإن نسبة السيدات بدأت تتزايد وخاصة في عمر الـ 10 إلى 20 عامًا، كما تعاني النساء في عمر الـ 50 أو أكثر منه، نتيجة لاستعداد وراثي للحساسية، لاسيما في ظل معاناتهم من الجيوب الأنفية التي تؤثر بالسلب على صحة العين.

وعن انتشار المرض بشكل كبير في الدول العربية، قال الدكتور نبيل إن بلدان العرب تتميّز بطقسها المعتدل الذي يميل إلى الحرارة أثناء فصل الربيع وصولًا إلى الصيف، وهو الأمر الذي يؤثر بالدرجة الأولى على ملتحمة العين؛ حيث تعتبر المناطق الحارة الخطر الأول الذي يُهدد بالإصابة بالرمد الربيعي.

أعراض الرمد الربيعي

أضاف أستاذ جراحة العيون أن الرمد الربيعي يبدأ باحمرار في الجفن، تصاحبه حكة شديدة، كما تُفرز العين الدموع بغزارة، ومن المرجح أن يحدث سيلان في الأنف، فيما أكد أن خطورة المرض تتمثّل في الألم المصاحب للحساسية عند التعرٌض للضوء، وإصابة العين بانتفاخ ملحوظ، ويُمكن أن تظهر تورمات حول القرنية، تحد من الرؤية بوضوح.

أنواع الالتهابات

وشدد نبيل حسين على أهمية تطلع الطبيب على الحالة المرضية، لمعرفة نوع الالتهاب المصابة به المرأة، سواء التهاب الملتحمة التحسسي المعرف باسم "الرمد الربيعي"، أو المُعدي البكتيري؛ الذي تُسببه بكتيريا المكورات العنقودية من الجلد أو الجهاز التنفسي، الحشرات، والاتصال الجسدي مع الآخرين، وضعف النظافة أو استخدام ملوثات العين، مثل: مستحضرات الوجه، مشاركة الماكياج، وارتداء العدسات اللاصقة، مضيفًا أن التهاب الملتحمة الفيروسي يعتبر الأكثر شيوعًا بسبب الفيروسات المعدية المرتبطة بالبرد، بالإضافة إلى الالتهاب الكيميائي بسبب المهيجات، مثل: تلوث الهواء، أو التعرض للمواد الكيميائية الضارة.

الوقاية من الرمد الربيعي

كشف الدكتور نبيل أن الوقاية من الحر، وتجنب الغبار، يأتي في مقدمة طرق العلاج من الرمد الربيعي أو التهاب الملتحمة التحسسي، مشيرًا إلى أهمية الابتعاد عن الأماكن التي تساعد على ظهور الحساسية، مع الاستعانة بالنظارات الشمسية قدر المستطاع.

وفي حالة ازدياد الاحمرار؛ فإن المرأة يتحتم عليها أن لا تفرك عينها إطلاقًا، وتضع كمادات ماء مثلج على الجفون عدة مرات في اليوم الواحد، أما في الحالات المتأخرة؛ يجب استعمال مضادات الحساسية، أو الإبر تحت الجفون، تناول مضادات الهيستامين، أو التدخل الجراحي في حالة تفاقم حالة التورمات الليفية.

وفي المنزل، يجب إغلاق النوافذ، والحفاظ عليه خاليًا من الغبار، مع تشغيل المكيفات في الحجرات المغلقة، الاهتمام بالنظافة الشخصية، والحفاظ على اليدين نظيفة، بالإضافة إلى تجنب التعرٌض للتدخين، والابتعاد عن الأماكن التى يتواجد بها وبر الحيوانات، حبوب اللقاح، رائحة الطلاء، أو الغبار، فضلًا عن حرق قش الأرز.

وأخيرًا، حرص الدكتور نبيل محمد حسين على توجيه النصيحة للمرأة بإجراء فحص دم؛ لمعرفة ما إذا كان الجسم يُنتج بروتينات أو أجسام مضادة، لحماية نفسها من مسببات الحساسية المحددة، مضيفًا احتمالية أخذ بعض من أنسجة الملتحمة لفحص خلايا الدم البيضاء.