الدكتور تركي المطيري: "تجميل الأنف" أكثر العمليات طلبًا في كل الأعمار

ـ هدفي الأول رفع اسم المملكة ‏في المؤتمرات الدولية
ـ إنشاء أكاديمية لتجميل ‏الوجه وتدريب الأطباء محطتي القادمة
ـ أصحاب البشرة السمراء أكثر عرضة لـ"الندبات" الجراحية
ـ العامل النفسي يساهم في نجاح أو فشل العملية
تألق في سماء عروس البحر الأحمر، هو شخصية متفائلة جدًا، يُقدر المعرفة، شغوف بالعلم، قوة الإبداع لديه تأتي من قوة حضوره وجديته، حيث استطاع الدكتور تركي المطيري؛ استشاري الجراحة والتجميل، بين فترة وجيزة أن يضع بصمته بين بصمات المميزين من أبناء جيله، بل تقدم وتميز، فكانت النتائج مبهرة، إذ حصلت أعماله على القبول والرضا من قبل مرضاه ومن زملاء مهنته.

انتهج الدكتور تركي طريقًا عقلانيًا ومنطقيًا في الوصول إلى القمة، وذلك من خلال سعيه للتطوير من قدراته الخاصة، ما جعله مميز في مجاله، وما حققه الدكتور تركي من إبداع متجدد، يمكن أن ينظر إليه بعين الدهشة والذي أصبح يشار إليه بالبنان، دعونا نبحر معه من خلال هذا الحوار: ـ

بدايةً، نود التعرف عليك عن قرب، مَن هو الدكتور تركي المطيري؟

استشاري جراحة تجميل الوجه والأنف، حيث حصلت على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الملك عبدالعزيز عام2004م، وبعدها حصلت على البورد الأوربي والسعودي في جراحة الأنف والأذن والحنجرة عام 2013م، بالإضافة إلى الزمالة الكورية الجنوبية في تجميل الوجه عام 2017م.

الحمد لله لدي خبرة واسعة في عمليات تجميل الأنف بجميع أنواعها، ‏ولكل الأعراق، كما أُجري العديد من العمليات الجراحية التجميلية الأخرى، مثل: "تجميل ‏الجفون، وإزالة الذقن المزدوج، وغمازات الخدود"، ‏والعديد من الإجراءات التجميلية غير الجراحية، ‏مثل حقن الفيلر والبوتكس في الوجه، وشد الوجه باستخدام الخيوط التجميلية.

ما هي الغاية من التجميل؟

يعتبر التجميل طريق تحسين المظهر لإشباع الذات، فبعض الأشخاص ينزعجون جدًا من مظهرهم الطبيعي والعادي؛ لذلك يلجأ بعض الأشخاص للتجميل والحصول على ‏مظهر أجمل وأكثر تناسق وتوازن، ‏وفق المقاييس الجمالية للعضو المراد تجميله ‏والوصول إلى رضى ذاتي للمريض ‏ونيل إعجاب الآخرين به.

لماذا اخترت هذا المجال بالتحديد؟ ولماذا تعمقت فيه؟

مجال تجميل الوجه، يهم شريحة كبيرة من المجتمع بمختلف الأعمار ولا يخفى تأثيره على حياة الناس وإدخال السعادة على قلوبهم ومستوى الثقة بالنفس والرضا‏ ‏الداخلي للإنسان عن مظهره.

تعمقت في هذا المجال بعد أن حققت نتائج مبهرة وأسعدت الكثيرين بفضل من الله.

هل تجد اختلاف بين عمليات التجميل داخل السعودية وخارجها؟

عمليات التجميل واحدة في العالم ككل، ولكن الاختلاف في لمسة الطبيب، وبالعكس أنا أرى أن التجميل في المملكة العربية السعودية أصبح مميز جدًا، والإقبال من خارج المملكة واضح وبقوة.

هل هناك عمليات معينة ينبغي أن نتجنبها؟

لا يوجد، ولكن أصحاب البشرة السمراء يكونون أكثر عرضة للندبات الجراحية، من ذوي البشرة البيضاء.

ما هي الأسئلة الشائعة التي يطرحها المريض؟

الأسئلة كثيرة ومتعددة، منها: ما هو تقييمك لحالتي وهل أحتاج لإجراء عملية جراحية، أو أحتاج تدخلات تجميلية غير جراحية، مثل الفيلر والبوتكس أو خيوط تجميلية.

ويسأل المريض باستمرار عن مدة العملية وشدة الألم وفترة النقاهة، وما هي المضاعفات التجميلية، وما هو مدى التغيير الذي سوف يحدث، وهل الجميع سوف يلاحظ ذلك أم لا.

هل تقدمون استشارات أولية للمريض؟

‏بكل تأكيد، فعند الزيارة الأولى يتم السماع لشكوى المريض، ‏وما هو الشيء الذي يقلقه أو يريد تغييره، وبعدها يتم الفحص وإعطاء الرأي الطبي وتحديد الإجراء المناسب لحالته؛ ليتسنى للمريض التفكير ‏والاستشارة عما يريد؛ حتى يكون على قناعة تامة بسلامة الإجراء التجميلي الذي سوف يخضع له.

ما هي الفترة التي يحتاجها المريض لممارسة حياته الطبيعية؟

يحتاج المريض في الغالب ‏بعد هذه العمليات لراحة تستمر أسبوعين، ولكن ‏يستطيع السفر أو الخروج من المنزل بعد الأسبوع الأول، وإزالة الجبرة والخيوط الجراحية.

‏هل هناك مرحلة عمرية للخضوع ‏لعمليات التجميل؟

بكل تأكيد، فكل عملية تجميلية ‏يوجد لها عمر افتراضي ‏لإجرائها، فمثلا عملية تجميل الأنف ‏يتم إجراؤها بعد بلوغ سن ١٨ عامًا، ‏وعمليات شد الوجه، تكون في أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات مع تجميل الجفون، وبداية ظهور علامات التقدم في السن. ‏أما الإجراءات الغير جراحية، مثل "الفيلر والبوتكس"، ‏فغالبًا في منتصف الثلاثينات، ‏ويمكن أن تتم قبل ذلك حسب حالة الشخص.

ما هي العوامل التي ينبغي أن يأخذها المريض بعين الاعتبار ‏عندما يختار الخضوع لعملية جراحية؟

‏العامل الأول والأساسي، هل أنا فعلا في حاجة لإجراء عملية تجميلية أم من باب تقليد الآخرين فقط.

‏العامل الثاني، هل طبيب التجميل الذي سوف يجري العملية متمرس في هذا النوع من العمليات وله باع طويل ‏ومن المشهود لهم بالكفاءة أم لا.

‏العامل الثالث، هل لدى المريض القدرة على تقبل المضاعفات لا سمح الله عند حدوثها أو فشل العملية.

‏هل ترى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منبرًا لمعرفة الدكتور الأفضل والتسويق له؟

‏نعم أعتقد ذلك، فيمكن لطبيب تجميل أن يعرض لمتابعيه نتائج عملياته وجعلهم هم من يحكمون عليها ومقارنتها بنتائج الأطباء الآخرين، ولا ننسى الدور التثقيفي لهذه المواقع التي قد تُبرز مكانة الطبيب العلمية.

ما مدى وعي وثقافة المرأة السعودية لعالم التجميل؟

تعتبر المرأة السعودية من أكثر سيدات العالم سباقة في هذا العالم لكن بعقلانية واطلاع، خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا كبيرًا جدًا في رفع مستوى الوعي.

إلى أي مرتبة يتربع جمال المرأة السعودية بين سيدات العالم؟

كمجمل، الجمال العربي هو الجمال الطاغي في مفهوم الجمال العام، ومن وجهة نظري فالمرأة السعودية لها الحظ الأوفر والمتربعة على عرش الجمال، وهذا ما يجعلها أجمل نساء الكون.

‏ما هي العمليات التجميلية التي تشهد رواجًا بين السيدات السعوديات؟

‏سأتكلم عن مجالات تخصصي ‏وهو تجميل الوجه، ‏يأتي في المرتبة الأولى عمليات تجميل الأنف ‏وبعدها إزالة الذقن المزدوج وغمازات الخدود، ‏وأخيرًا عمليات شد الوجه ورفع الحواجب.

هل استطاعت المملكة أن تحقق تقدم ملموس وملحوظ في مجال التجميل؟

‏بكل تأكيد والحمد لله، وأصبح المرضى يتوافدون من دول الخليج لإجراء العمليات التجميلية لدينا في المملكة.

ما هي الأعمار التي تُقبل على تجميل الأنف؟

‏تُمثل مرحلة العشرينات وبداية الثلاثينات أكثر المراحل العمرية إقبال على تجميل الأنف.

‏ما هي الجراحة الأكثر شيوعًا؟

‏تجميل الأنف بدون منازع.

‏ما هي الفئة العمرية الأكثر إقبالًا لدى الجنسين على عمليات التجميل؟

‏تجميل الأنف من 18 إلى 35 سنة، وتجميل الجفون وعمليات شد الوجه من 45 إلى 55 سنة.

ما هي الدوافع التي تجعل المريض يُقبل على عمليات التجميل؟

مقاومة التغيرات المصاحبة لتقدم في العمر، ‏ومحاولة الظهور بسن أصغر، وأحيانًا محاولة الظهور بشكل أجمل أو مختلف ‏وتعزيز الثقة بالنفس.

التعرض لإصابات وكسور في الأنف، أو بعض التشوهات الخلقية، بالإضافة إلى أورام الوجه، لا سمح الله.

هل يمكن أن يرفض الطبيب الجراح إجراء عملية تجميلية ما؟ ‏

‏نعم يمكنه الرفض، ‏وقد رفضت إجراء العديد من الحالات وأسباب الرفض متعددة وأهمها:

-‏عدم حاجة المريض في هذه العملية وإنما محاولة مجرات الآخرين.

-‏الحالة النفسية للمريض وعدم اتزان شخصيته.

- ‏الحالة الصحية العامة ‏للمريض أو المنطقة المراد تجميلها.

-‏وجود مفاهيم خاطئة عن الجراحة التجميلية أو عدم فهم حدود الجراحة والنتائج المتوقعة لها، فيطلب المريض نتائج غير واقعية.

بخصوص نتائج الجراحة التجميلية ‏في الصور، هل هي مضمونة 100% ‏وما هي نسبة ضمان نجاحها؟

‏لا يوجد جراحة في أي مكان في العالم مضمونة 100% ‏نظرًا لوجود عدة عوامل قد تؤثر ‏على نتيجة العملية، ‏‏ولكن لو تم الإجراء ‏الجراحي على يد طبيب متمكن فنسبة النجاح التي تقاس بالنسبة لرضى المريض ‏عن النتيجة قد تصل إلى 90%.

هل طبيب التجميل مُلزم بنتيجة إرضاء الشخص المعالج؟

أعتقد ذلك، وإلا ما هو الهدف من الجراحة التجميلية.

هل يتم التعاقد بين الشخص الراغب في إجراء عملية تجميلية وبين الطبيب الجراح بعقد مكتوب؟

الأمر ليس كذلك، فحسب الأعراف والقوانين الطبية، المريض هو من يوافق ‏على إجراء العملية الجراحية، بعد توضيح من الطبيب عن العملية والمضاعفات المحتملة، وما هو الهدف من العملية.

هل هناك إجراءات قانونية أو تنظيمية تحمي المرضى؟

بكل تأكيد، فوزارة‏ الصحة في المملكة هي من وضعت الشروط والقوانين التي تضمن جودة وسلامة الخدمة المقدمة للمريض، بالإضافة إلى دور الهيئة السعودية للتخصصات الصحية التي تتأكد ‏من سلامة مؤهلات وخبرات ‏الممارسين الصحيين، ‏وبعد ذلك تمكنهم من مزاولة مهنهم الطبية.

لماذا تتفاوت أسعار عمليات ‏التجميل؟

‏سياسة الأسعار يحكمها عدة عوامل، أهمها، شهرة الطبيب ‏وإجمال نتائجه، ‏ويأتي بعدها تكلفة الخدمات الأخرى المقدمة، مثل التنويم والتخدير، وأخيرًا هل هناك منافسة في نفس المجال أو لا، فهي تساعد على انخفاض التكلفة.

ما هي مراحل المتابعة الطبية للمعالج بعد التدخل الجراحي؟

‏لا تقل أهمية ‏عن الجراحة نفسها، فيجب على المريض ‏الالتزام بتعليمات الطبيب وتناول الأدوية بانتظام، ‏وعادة ‏يتم الكشف على المريض من قبل الطبيب ‏في اليوم الأول بعد العملية للاطمئنان عليه ‏وإخباره ببعض ‏تفاصيل العملية التي تهم المريض ‏والإجابة على أي استفسار.

وبعد التأكد من استيعاب المريض جميع تعليمات ما بعد العملية، يتم ‏معاينة المريض بعد أسبوع لإزالة الغرز الجراحية، وبعدها تختلف فترات المتابعة حسب نوع العملية.

‏ما هي أقصى طموحاتك؟

‏الطموح ليس له حدود، فهدفي الأول رفع اسم المملكة ‏في المؤتمرات الدولية، وأن أصبح أحد المراجع ‏العالمية في تجميل الأنف، وإنشاء أكاديمية لتجميل ‏الوجه وتدريب الأطباء حديثي التخرج على أحدث وأفضل ما وصل إليه عالم التجميل؛ للرقي ‏بهذا المجال في بلادنا الغالية ورد بعض أفضالها ‏علينا جميعًا. ‏ ‏هل تجد أن هذه المرحلة هي ‏فترة ‏نهضة السعودية؟

بكل تأكيد، فالمملكة تسير على الطريق الصحيح لمواصلة الإنجازات والنهوض في شتى ‏المجالات بسواعد ‏أبناءها بعد أن أصبحوا متعلمين ‏وقادرين على بناء وطنهم والارتقاء به إلى المكانة اللائقة به.

من هو داعمك الأول ومصدر طاقتك؟

‏والديَ حفظهم الله ودام بقاءهم، ‏فهما يحثاني منذ الصغر ‏على طلب العلم ‏والمثابرة والطموح؛ للوصول لأعلى الدرجات، ودعوتهم لي بالنجاح والتوفيق اعتبره من أهم أسباب نجاحي.

ما هي طبيعة المشاكل التي تواجهك مع المرضى؟

‏أغلب المشاكل يمكن تلافيها إذا كانت ‏الاستشارة قبل العملية، وعرف الطبيب ماذا يريد المريض من تغيير، ‏مع شرح العملية ومضاعفاتها ‏والتعليمات بعد العملية، بالإضافة إلى توضيح ما هي النتائج التي يمكن الوصول إليها وما هو واقعي وما هو غير واقعي.

أكثر ما واجهني من مشاكل مع المرضى، هو عدم تأقلم المريض مع التغيرات الطبيعية التي تحدث في فترة ‏النقاهة وتشافي مكان العملية، مثل "الألم ‏والتورم"، ‏وأحيانًا النزيف خلال الأيام الأولى، وأحيانًا أخرى تنميل في مكان العملية والتي جميعها تختفي مع الوقت بإذن الله.

يرى البعض أن الممارسة العملية ‏والموهبة في الأساس أهم من الدراسة، مع أم ‏ضد؟

‏بكل تأكيد ضد، فالدراسة هي أساس الممارسة العملية ‏الصحيحة وهي جزء منها، ‏فخلال دراستنا كنا نمارس المهنة في نفس الوقت ونطبق ‏ما تعلمناه، أما ‏الموهبة فيتم صقلها وتنميتها ‏مع الممارسة العملية المستمرة بعد التلمذة ‏على يد ‏أمهر الجراحين.

هل واجهتم انتقاد بأنكم أطباء سعوديين؟

‏على العكس جميع المرضى يشيدون بالطبيب السعودي ويثقون في كفاءته وأمانته، ‏‏ونسمع ‏كلمات التشجيع منهم، وهذه شهادة ‏يعتز ‏بها كل طبيب سعودي.

‏ما هي نصيحتك للباحثات عن الجمال بدون حاجة؟

‏أن تحمد الله على نعمة الجمال ‏التي حباها الله إياها، وتبتعد عن العمليات ويمكن الاكتفاء بالوسائل التي تحافظ عليه وتعززه، مثل: "الغذاء السليم، والرياضة، والراحة النفسية، والعناية الشخصية، والاهتمام ببشرتها".