5 تغييرات في نمط الحياة لتحسين صحة العظام

يشدّد أخصائي جراحة العظام، على أهمية أن يتخذ الأفراد من جميع الأعمار خطوات بسيطة تساعدهم على حماية صحة عظامهم في المستقبل.

وتشير العديد من الأبحاث والدراسات، إلى أن كسور العظام الناتجة عن مرض هشاشة العظام خطيرة على صحة الإنسان، وقد تصبح في كثير من الأحيان منهكة ومرهقة للشخص الذي يتعرض لها، ومن المتوقع أن يرتفع معدل حدوثها بشكل كبير مع تقدم سكان العالم في العمر.

وهناك عدة خطوات بسيطة يمكن للأفراد في أي عمر اتخاذها لحماية صحة عظامهم مسقبلاً.

وفي هذا السياق، استشهد الدكتور مارك شيكندانتز؛ أخصائي جراحة العظام، بدراسة حديثة قدّمها باحثون من هونغ كونغ في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأبحاث العظام والمعادن العام الماضي، إلى أن الباحثين حللوا البيانات العالمية وتوقعوا أن يتضاعف عدد كسور الورك في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050 مقارنة بإحصائيات عام 2018.

ووفقاً للمؤسسة الدولية لمرض هشاشة العظام، فإن مرض هشاشة أو "ترقق" العظام هو بالفعل مرض رئيسي غير معدي ويُعد مرض العظام الأكثر شيوعًا في العالم، حيث يصيب واحدة من كل ثلاث نساء وواحد من كل خمسة رجال فوق سن الخمسين في جميع أنحاء العالم.

وقال الدكتور شيكندانتز: "تسلّط الدراسة التي أجراها باحثو هونج كونج الضوء على أهمية نشر الوعي حول التدابير التي يمكن أن تساعد في الوقاية من هشاشة العظام. فرغم أن الكثير من الناس قد يعتقدون أن مرض هشاشة العظام هو مشكلة تقتصر فقط على كبار السن، إلا أننا جميعًا لسنا صغارًا إطلاقًا على المبادرة باتخاذ خطوات بسيطة لحماية صحة عظامنا مستقبلاً اعتباراً من الآن، خاصةً وأن هذه الخطوات تساعد أيضاً في الوقاية من الأمراض الأخرى المرتبطة بنمط الحياة".

ومن المهم أيضًا معرفة أن هناك عوامل خطر أخرى مرتبطة بالمرض بخلاف العمر، وأن هشاشة العظام غالبًا ما يتم اكتشافها فقط بعد فوات الأوان - على سبيل المثال، بعد كسر خطير ومؤلم يصيب أحد العظام.

ونوّه الدكتور شيكندانتز إلى أن هناك خمس خطوات بسيطة يمكن أن تساعد في منع هشاشة العظام.

1. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

نمط الحياة الخالي من الأنشطة البدنية يرتبط بزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، ويجب على الأفراد ممارسة تمارين رياضية عالية التأثير لتحمل الأثقال، والتي تُعد ممتازة أيضاً لبناء العظام.

وتمارين تحمل الأثقال، هي أي نشاط يجبر الشخص على التحرك ضد الجاذبية، أو يمنحهم المقاومة أثناء تحركهم، على سبيل المثال، المشي والرقص والركض وتسلق السلالم. ومن الأفضل أن يستهدف الشخص إجراء مثل هذه الأنشطة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، لكنها يجب أن تكون محدودة إذا تم بالفعل تشخيص إصابة الفرد بهشاشة العظام أو تخلخل العظام (انخفاض كثافة العظام).

وحذّر الدكتور شيكندانتز الأفراد الذين يعانون من قصور في مفاصل الأطراف السفلية مثل التهاب مفاصل الركبة أو الورك من إجهاد أنفسهم بتمارين تحمل الأثقال، وإنما يمكنهم بدلاً من ذلك ممارسة تمارين القوة التي تركز على تدريبات المقاومة. ومع ذلك، من المهم طلب المشورة من مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في البرامج الصارمة لتدريبات المقاومة.

2. اتبّاع نظام غذائي مناسب لصحة العظام

أكد الدكتور شيكندانتز على أهمية ودور الكالسيوم في الحفاظ على قوة وصحة العظام باعتباره أمر مثبت، ومن الأفضل محاولة الحصول على الكالسيوم من مصادر غذائية وأطعمة غنية بالكالسيوم مثل سمك السلمون بالعظم والسردين واللفت والبروكلي والعصائر والخبز المدعم بالكالسيوم والتين المجفف ومنتجات الألبان.

وأضاف: "عندما يحتاج شخص ما إلى الكالسيوم التكميلي، فمن المهم معرفة أن الجسم يمكنه فقط امتصاص 500 ملغ من الكالسيوم في المرة الواحدة، لذلك من الأفضل تقسيم الجرعات وفقًا لذلك.

ويلعب فيتامين (سي) أيضًا دورًا مهمًا في إنتاج الكولاجين في مصفوفة العظام.

3. التحقق من مستويات فيتامين د في الجسم

وفقًا للدكتور شيكندانتز، يحتاج معظم البالغين من 1000 إلى 2000 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا للمساعدة في امتصاص الكالسيوم الذي يحتاجونه للتمتع بعظام قوية.

ويشكل التعرض المحدود للشمس، سواء كان ذلك نتيجة لسوء الأحوال الجوية أو مخاوف صحية، سببًا شائعًا لنقص فيتامين (د).

وتشمل الأسباب الأخرى وجود بشرة داكنة أو التقدم في السن أو الإصابة بالسمنة. ويمكن للطبيب المختص فحص مستويات فيتامين (د) للفرد من خلال اختبار دم بسيط، ومن ثم تقديم المشورة بشأن أنواع المكملات المطلوبة.

4. تقليل مستويات المخاطر

يجب تجنب تناول منتجات التبغ والاستهلاك المفرط للقهوة والكحول، لأنها جميعها مرتبطة بفقدان كثافة المعادن في العظام.

5. معرفة عوامل الخطر الفردية

بيّن الدكتور شيكندانتز، أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام هم الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول والنوع الثاني؛ والأشخاص الذين يعانون من حالات تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية مثل مرض التهاب الأمعاء أو مرض الاضطرابات الهضمية أو الذين خضعوا لجراحة لعلاج البدانة.

إضافة إلى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، والنساء بعد سن اليأس، من بين آخرين.

وأوصى الأفراد الذين يعتقدون أنهم في خطر للإصابة بمرض هشاشة العظام إلى زيارة الطبيب المختص وإجراء الفحص السريع وغير المؤلم لقياس كثافة العظام، ومن ثم الحصول على الأدوية المناسبة التي تساعده في السيطرة على الحالة وإدارتها قبل فوات الآوان.

واختتم الدكتور شيكنداتز، قائلًا: "عادة لا تظهر على الشخص المصاب بهشاشة العظام أية أعراض، وغالبًا ما يتم اكتشافها فقط بعد التعرض لكسر مؤلم نتيجة ضعف العظام، لذلك، من المهم اتباع توصيات ونصائح مقدم الرعاية الصحية بشأن إجراء الفحوصات اللازمة بانتظام".

وتشمل بعض الدلالات التي ربما تشير إلى أن الشخص مصاب بهشاشة العظام فقدان الطول، والتغير في وضعية الجسد وشكله، وضيق التنفس نتيجة ضعف سعة الرئة بسبب الأقراص المضغوطة، وكسور العظام، وآلام أسفل الظهر.

اقرأ أيضًا: داء الصرع.. التشخيص والعلاج