القاتل الوسيم.. سفاح كرموز تخلص من 22 سيدة لسرقتهن

يتردد اسم السفاح في بلادنا العربية، على القاتل المتسلسل، حيث ظهر على مدار السنوات الماضية عددا من السفاحين، ورغم براعتهم ودهائهم في ارتكاب الجرائم، إلا أنهم في النهاية سقطوا في قبضة الأمن.

ورغم مرور 7 عقود من الزمان على قصة "سفاح كرموز" بمحافظة الإسكندرية شمال القاهرة، إلا أن مازال الأهالي يتجاذبون قصصه وحكايته، بعد ارتكابه عشرات من جرائم القتل في حق السيدات لسرقة مجوهراتهن، حيث كان يعتمد على وسامته لجذب السيدات اليه.

مخزن غلال

في مخزن للغلال بدأ السفاح حياته الاجرامية، بمنطقة كرموز، تلك المنطقة التي تقع في وسط الإسكندرية، وهي منطقة شعبية بها عدة معالم سياحية أهما "عمود السواري"، مكان تل معبد السرابيوم القديم الذي أنشئ خلال العصر الروماني حوالى عام 292 م احتفالا بقدوم دقلديانوس مصر، كما يوجد بها "مقابر كوم الشقافة" الأثرية، وترجع أيضا للعصر الروماني بالمدينة، فضلا عن سوق "الساعة" حيث يكثر هناك محلات بيع الاقمشة والمفروشات والملابس النسائية.

كرموز

عاش السفاح بمنطقة كرموز التي اختلفوا على سبب تسميتها، حيث الأرجح أن اسمها مشتق من "كرموس" وهو ما يعني باليوناني "التين"، حيث كان يكثر زراعته بها، قدم إليها "سعد إسكندر" الشهير بـ"سفاح كرموز" قادما من الجنوب، وتحديدا من محافظة أسيوط.

قبل أكثر من قرن من الزمان ولد "سعد إسكندر" سنة 1911، وعاش في كنف شقيقه الثري بأسيوط جنوب القاهرة، الذي كان يعمل في مجال تجارة الحبوب، فكان ثريا محبوبا بين الناس، لكن "سعد" كان على النقيض منه تماما، فقد عاش حياة مليئة بـ"الشقاوة، والفهلوة"، حتى تعرف على سيدة ثرية تزوج منها، وطمع في مجوهراتها فقتلها وهرب للإسكندرية خوفا من الملاحقات القانونية.

عاش "السفاح" في كرموز أقدم المدن بعروس البحر المتوسط، التي يحدها جنوبا بحيرة مريوط ومن ناحية الشرق حي "محرم بك" المتلاصق معها ويحدها من الشمال حي "اللبان" و"العطارين".

عنف السفاح

العنف بات أسلوب حياة لـ"سعد" الذي بدأ بعد ذلك سلسلة جرائم متتالية، حيث قتل سيدة في التسعين من عمرها تدعى "بمبة" وسرقة أموالها، وشرع في قتل فتاة تدعى "قطقوطة" شاهدته ينفذ جريمته، لكنها أفلتت من القتل وأبلغت عنه، ليتم القبض عليه، لكن دهاء محاميه نجح في الإفلات به.

خطة حاسمة

ارتكب السفاح العديد من الجرائم، وأصبحت هناك صعوبة في القبض عليه، حيث كان يعرف رجال الشرطة بالإسكندرية جيدا، من لهجتهم "الاسكندرانية"، ويجيد القفز أعلى أسطح العقارات لدى مداهمته، حتى كانت "الخطة الحاسمة" التي أنهت أسطورة السفاح.

ضابط يتحدث باللهجة الصعيدية يرتدي جلباب صعيدي ويتم الزج به بمنطقة كرموز للتعامل مع السفاح تمهيدا لإلقاء القبض عليه، كانت هذه خطة الشرطة لإسقاط السفاح، حيث تم الاستعانة بقوة من محافظتي سوهاج وقنا برئاسة النقيب عبد الحميد محمود الذي نجح في المهمة حتى أوصل السفاح لحبل المشنقة.

جلباب صعيدي

ارتدى ضابط الجلباب الصعيدي مع القوة المرافقة له، وذهبوا لـ"شونة السفاح" لشراء الحبوب وسداد "عربون"، فاطمأن عمال "الشونة"، وجرى ترتيب لقاء آخر، حيث حضر "سعد" بنفسه، ليتم القبض عليه ويعلن رجال الشرطة عن هويتهم، لتتعاقب جلسات محاكمته ويصدر ضده حكما بالإعدام، تم تنفيذه في 25 فبراير 1953، ليعود الهدوء مجددا لمنطقة كرموز.

اقرأ أيضًا: اللص التائب.. سرق المشاهير وكون ثروة طائلة و"رؤية" قادته للتوبة