حوار| د. وفاء العنتلي: تمكين المرأة في المملكة نتاج لقيادة عظيمة ورؤية 2030

ـ المرأة العربية حققت مكاسب عديدة نتيجة إيمان القيادات بدورها في بناء المجتمع ـ القيادة السعودية في ظل رؤية 2030 أحدثت ثورة معرفية إبداعية على المستوى العالمي ـ جائزة المرأة العربية الملهمة تقتحم ما يسمى "المجتمع الذكوري" الذي ولى عهده ـ روايتي "حب الشياطين" قدمت نموذجًا لصراع الإنسان مع الحياة

حوار: مجدي صادق

هي كاتبة وإعلامية وروائية إماراتية ومؤسسة ومديرة "منصة ترابط" وعضو في "اتحاد كتاب وأدباء الإمارات"، وكانت محاضرة لمدة 4 سنوات في "كليات التقنية العليا" بأبوظبي، ومعيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية.

وعلاوة على مقالاتها في الصحف والمواقع الاماراتية، لدى الدكتورة وفاء أحمد العنتلي، العديد من المؤلفات؛ منها "حدث في الجامعة الأمريكية" 2014 ورواية "حب الشياطين"، وكتاب "الوطن في الشعر الإماراتي المعاصر" عام 2012. وقد جاءت ضمن قائمة أبرز 50 امرأة تزور موسكو عام 2019، ونالت جائزة "الشيخ راشد للتفوق العلمي" عام 2018، وكانت قد حصلت على درجة الدكتوراه والأدب والنقد من كلية الدراسات الإسلامية والعربية.

وتشرف الدكتورة وفاء، على الجائزة العربية للمرأة الملهمة، وهي الجائزة التي أطلقتها مؤسسة الرخ الإماراتية للنشر والعلاقات العامة، وتهدف لتسليط الضوء على دور المرأة الرائد والمستمر في المجتمع المدني وتكريم إنجازاتها القيادية وتجاربها الإبداعية في مختلف المجالات، وهذه الجائزة تُمنح لعدد من النساء الملهمات كل عام، وذلك احتفالًا باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف يوم 8 مارس من كل عام.

وفي حوارها مع "الجوهرة"، أشادت الدكتورة وفاء العنتلي، بالقيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية التي آمنت بدور المرأة وشجعتها.. وإلى نص الحوار:

كيف جاءت فكرة الجائزة العربية للمرأة الملهمة؟ وهل هي محاولة لإنصاف الدور الريادي للمرأة بكل المجالات؟

الجائزة العربية للمرأة الملهمة هي جائزة عربية تمنح في دولة الإمارات العربية المتحدة للمرأة العربية، وتحتفل بإنجازاتها وريادتها على العديد من الأصعدة وتشمل فئات مختلفة.

ولطالما كانت الإمارات الحضن الرائد لتجارب مختلفة ومتفوقة دون استثناء، وتتميز بتعدد فئاتها؛ حيث تُمنح في مجالات الثقافة والإعلام والفنون والتعليم والعمل الإنساني والرياضة والتسامح والتعايش والعمل التطوعي والمؤسسي والدبلوماسية الثقافية؛ والخدمات المجتمعية والمعرفة والذكاء الاصطناعي وفئتي الطفلة الملهمة وصاحبة الهمة الملهمة.

جاءت فكرة الجائزة، بعد عدة اجتماعات لتقديم جائزة تجمع المرأة العربية من شتى أنحاء العالم، وهي الأولى على مستوى الشرق الأوسط، والتي تجمع عدة شراكات؛ منها: منتدى الفن والإبداع المغربي والمجلس الإنمائي للمرأة والأعمال في لبنان ورابطة العالم العربي والمهجر والرابطة الدولية للفن والإبداع في فرنسا.

لقد تغير العالم كثيرًا فيما يختص بالمجتمع الذكوري، فما نراه اليوم من تمكين للمرأة في عدة دول خليجية وعربية ما هو إلا نتاج لجهود حثيثة لقادة عظماء حملوا على عاتقهم الاهتمام بالمرأة وإنجازاتها، ولكننا هنا لا ننكر ما تتعرض له المرأة من عنف في بعض المجتمعات وعلى أيدي بعض الفئات الذين لا يمثلون المجتمعات العصرية العربية، وهم موجودون في كل أنحاء العالم وليس فقط الدول العربية، وجائزة المرأة العربية الملهمة تتصدى لمثل هذه التصرفات الفردية وتؤكد أن جهود المرأة مقدرة ومحفوظة.

هل ما زالت المرأة العربية تعاني أم أنها حققت الكثير من المكاسب في ظل مناخ داعم ومؤمن بحق المساواة؟

أعتقد أن المرأة العربية حققت العديد من المكاسب منذ بداية الإسلام حتى يومنا هذا، وما زالت تحقق العديد من الإنجازات، وذلك بسبب قيادات تؤمن بدور المرأة الفعال في بناء المجتمعات العصرية وتطويرها.

ما رأيك فيما حصلت عليه المرأة السعودية من مكاسب مع رؤية 2030؟

لقد آمنت القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية بالمرأة وشجعتها، وما نراه اليوم من تمكين لها في المملكة ما هو إلا نتاج قيادة عظيمة ورؤية 2030 التي جعلت من المرأة السعودية امرأة قيادية تحصل على لقب أقوى نساء عربيات وفقًا لمجلة "فوربس"، وما يراه العالم أجمع هو التغيير الكبير الذي حظيت به المرأة في المملكة العربية السعودية. إنه لأمر رائع وفخر لجميع النساء وليس فقط المرأة السعودية، وهو نجاح يضاف لنا جميعًا.

وفاء العنتلي: تمكين المرأة في المملكة نتاج لقيادة عظيمة

حدثينا عن روايتك "حب الشياطين".. وما تقييمك لدخول المرأة مجال الإبداع الأدبي؟ وهل تؤيدين تصنيفات مثل "أدب الأظافر الطويلة"؟ "حب الشياطين" هي رواية فلسفية قدمت نموذجًا لصراع الإنسان مع الزمن والحياة، وهذا السؤال الدائم الذي يكرره المرء: ماذا لو عاد بي الزمن إلى الوراء؟.. إنه الصراع الأزلي منذ زمن فتية الكهف.

لقد آمنت الرواية بالفتنة التي تحدث للإنسان في مختلف الأمكنة والأزمان، فردة فعل كل منا تختلف عند وقوع الفتنة والتي قد تكون هنا وفاة أحدهم أو خسارة أموال أو فقر أو كارثة طبيعية، كيف سيتصرف البعض حيالها؟ فنحن لا نستطيع أن نحكم على ردة فعل الشخص حتى نكون مكانه.

وأنا مع دخول أي مبدع المجال الأدبي، في السابق كانت المرأة تكتب تحت اسم مستعار ونحن ممتنون لهؤلاء النساء اللاتي سلمن الراية لنا، فقد أصروا على وجود القلم النسائي حتى مع العيوب المجتمعية التي كانت موجودة، نحن نثمن دورهن الإيجابي، ولا أؤيد التصنيفات الأدبية فأنا أرى أن المرأة نجحت في مجال الكتابة وأثبتت نفسها بعيدًا عن التصنيف المكرر "ذكر أم أنثى"، فالمرأة أثبتت نجاحها كمبدعة.

هل نعيش أزمة في مجال الإبداع الأدبي العربي في ظل مواقع التواصل الاجتماعي والرقمنة؟ وهل أصبحت السرقات الأدبية "ظاهرة"؟ بالطبع انتشرت السرقات الأدبية، فلا تكاد تكتب شيئًا إلا وينسبه شخص آخر له أو يتحدث عنه أحد مشاهير السوشيال ميديا كأنه من بنات أفكاره، وأنا تعرضت للسرقات الأدبية كثيرًا، ولأنني باحثة أعلم أثر السرقات الأدبية في الكاتب؛ لذلك إذا اقتبست مقولة لأي كاتب أكتب أنه منقول إن لم أكن أعرفه وإن عرفته كتبت اسمه، مثلًا: لا ننكر أن الكثير من أقوال العرب نُسبت على السوشيال ميديا إلى "شكسبير"؛ ورغم الكم الهائل من الأدب الذي كتبه هذا الكاتب إلا أن البعض سرق أفكارًا أدبية للكتاب ونسبها له.. وهناك مقولة "عندما اخترعت الرصاصة تساوى الجبان والشجاع، وعندما اخترعت تطبيقات السوشيال ميديا تساوى المثقف والجاهل".

أزمة النشر في البلدان العربية.. هل هي أزمة إبداع أم فكر؟

في الحقيقة أجد أنه لا توجد أزمة نشر في البلدان العربية؛ فالعديد من دور النشر بدأت تظهر وهناك دعم من المؤسسات الثقافية. إنه لأمر رائع هذا الحراك الثقافي.

حصلتِ على "جائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي" عام 2018.. فماذا مثلت لكِ في ذلك الوقت؟ مثلت لي الكثير؛ كونها تُعطى لحملة الدكتوراه، فقد توجت هذه الجائزة مسيرة سنوات من البحث والدراسة والصبر على التعليم.. إنها التاج الذي جاء مرصعًا بكلمة "دكتورة" أيضًا.

هل تُعد مواقع التواصل الاجتماعي سبب انتشار الظواهر السيئة مثل التحرش والتنمر؟

هذه الظواهر كانت وما زالت موجودة في مجتمعنا مع وسائل التواصل الاجتماعي أو بدونها، لكنها مع وسائل التواصل الاجتماعي أخذت تنتشر بشكل أكبر، ففي السابق كان التنمر يحدث وجهًا لوجه وعلى نطاق المكان الذي يتواجد به الشخص المتنمر، أما الآن فهي تحدث لشخص في مكان ما وشخص آخر على بعد آلاف الأميال عنه.

في ظل ارتفاع معدلات الطلاق وعدم الإقبال على الزواج.. كيف نحمي مجتمعاتنا العربية من "تسونامي القيم الغربية"؟

أعتقد أنه مع استقلال المرأة عن الرجل وانتشار الوعي لديها، بدأت المرأة تنظر لنفسها بما تستحقه، في حين أن بعض -وأشدد على كلمة بعض- الرجال مازال ينظر للمرأة بصفته (سي السيد)، فهو يستيقظ من النوم إلى العمل وبعدها يخرج مع أصدقائه أو على المقهى حتى ينتصف الليل ليعود للنوم مجددًا فتشعر المرأة بأنه بالامكان الاستغناء عنه فهو غير متواجد معهم، أو الرجل الذي يكثر من السفر ولا يتفرغ للاهتمام بأسرته، وهنا لا ألوم الرجل وحدة فبعض النساء فقدن الصبر على الحياة الزوجية، وتختلف أسباب الطلاق من شخص لآخر ونحن لا نستطيع التعميم.

هل هناك تعاون ثقافي أو مع المملكة العربية السعودية؟ وكيف ترين نهوض الحركة الفنية والإبداعية بالمملكة مع رؤية 2030؟

لا أستطيع أن أوفي القيادة في المملكة العربية السعودية حقها ولا المرأة السعودية، فهي جهود جبارة أحدثت ثورة معرفية إبداعية على المستوى العالمي.. إنها جهود متكاملة لنساء قبل رؤية 2030 وبعدها.

اقرأ أيضًا: لمعت في سماء العالمية.. دانيا عقيل أول سعودية في كأس العالم للراليات الصحراوية