الإعلامية والمذيعة السورية سفانة الديب: المرأة عنصرًا فعالًا في صياغة الخطاب الإعلامي العام

ـ قوانين مواجهة التنمر الإلكتروني قاصرة.. والوطن العربي يحتاج إلى حلول حاسمة لتلك الظاهرة

ـ أحلم بإطلاق برنامج يربط بين العرب ثقافيًا واجتماعيًا وفنيًا

حوار: مجدي صادق 

أكدت الإعلامية والمذيعة السورية "سفانة الديب" أن القراءة منذ الطفولة كانت "الكنز" الذي ساعدها في تحقق طموحها الذي وُلد معها؛ وهو أن تكون إعلامية.

وعندما حصلت على الإجازة في الإعلام والصحافة من كلية الإعلام في جامعة دمشق بدأت رحلة تحقيق طموحها حين التحقت بإذاعة دمشق كمذيعة أخبار ومعدة ومقدمة برامج سياسية وثقافية لتخوض تجربة مهمة مع انطلاق قناة " تلاقي".

التقت "الجوهرة" الإعلامية والمذيعة السورية سفانة الديب، وكان الحوار التالي..

كيف ترين الآن المشهد الإعلامي العربي؟

نشاهد اليوم فائضًا من القنوات التلفزيونية العربية متفاوتة المستوى؛ منها ما أصبح ينافس على مستوى العالم ومنها ما يحتاج لكثير من التطوير والكفاءات.

ولا نستطيع أن نغفل التحديات والصعوبات الكبيرة التي تتصدر المشهد الإعلامي العربي.

هل اختلفت لغة الخطاب الإعلامي كثيرًا في زمن الرقمنة والذكاء الاصطناعي؟

طبعًا تغيرت واختلفت كثيرًا وأصبحنا نرى تحولات كبيرة في سياسة الوسائل الإعلامية، ورغم تصدر منصات السوشيال ميديا للمشهد وتطورها وتهديدها لوسائل الإعلام التقليدي إلا أننا شهدنا زوايا عدة استطاع الإعلام التعامل معها لجعل السوشيال ميديا قوة دعم وانتشار له وإيجاد مساحة من التكامل والتآلف.

وفيما يخص الذكاء الصناعي فلا شك أن صحافة الذكاء الصناعي سوف تصنع ثورة في صناعة الإعلام. حيث تعد استعمالات تقنيات الذكاء الاصطناعي من أهم التقنيات المستعملة حاليًا في وسائل الإعلام الرقمية؛ لما وفرته من فوائد كثيرة لهذه الوسائل في انتاج المضمونات الإعلامية، سواء من ناحية الكم أو الكيف، بتحسين نوعية المنتج الإعلامي ودرجة الجودة.

وقد بات الكثير من وسائل الإعلام العالمية الرقمية يستعمل هذه التقنيات؛ لما أثبتته من كفاء كبيرة وتوفيرها للجهود البشرية التي كانت توكل إليها أعمال إنتاج المضمونات الإعلامية. والوقت الذي اختصرته بشكل لا يمكن مقارنته بوقت إنجاز العمل نفسه من قِبل الصحفي البشري.

ولا يخفى ما للوقت من أهمية كبيرة في العمل الإعلامي، فكل المؤسسات الإعلامية تتنافس في تحقيق السبق الصحفي لنشر أحدث الأخبار وتطورات الأحداث المتلاحقة والتي يشكل فيها الزمن عاملًا جوهريًا في النجاح ومواكبة التطورات. وقد حلت تقنيات الذكاء الاصطناعي في الكثير من الوظائف التي كانت تُسند سابقًا للصحفيين البشريين.

الإعلامية والمذيعة السورية سافنة الديب هل أضاف دخول المرأة للإعلام الكثير لذلك المجال؟ وكيف تقيّمين عملها؟

للمرأة دور وأهمية كبيرة في الإعلام وتبقى مكانة الإعلاميين المتميزين في المجتمعات أشبه بمنارة للإبداع والثقافة. فالإعلاميون يعتبرون حالة متطورة من الحراك الثقافي الإنساني الموسوم بثقافة بيئتهم وبطريقة تفاعل كل منهم مع الأحداث التي أثرت في مسيرته.

فمن يتابع حالة الحراك الإعلامي لدينا يدرك أنه أصبح للمرأة جزء لا بأس به في صياغة الخطاب الإعلامي العام. فهي تمثل عنصرًا شريكًا وفعالًا في المعادلة الحضارية الأساسية للشعوب. فإذا أردت أن تهدم مجتمعًا عليك بإقصاء نسائه من الحراك التنموي العام.

ولعل هذا ما دعا الإعلام الى التركيز على دور المرأة بشتى صورها الحياتية اليومية. وبما ينعكس على كل مجالات التنمية البشرية والنهوض بالدول.

كيف كانت بداية تجربتك؟ وهل واجهتِ صعوبات؟

لا نجاح دون إصرار وعمل وتحديات كبيرة على كل الأصعدة.. ومنذ طفولتي كنت أهتم بالثقافة والقراءة وأعتبرهما الكنز الذي سوف يساعدني في تحقيق حلمي بأن أصبح إعلامية ناجحة ومن ثم درست في كلية الإعلام بجامعة دمشق وحصلت على الإجازة في الإعلام والصحافة بالتوازي مع التدريب على كتابة وتحضير كل الأشكال الإعلامية الصحفية الإذاعية والمكتوبة. وبدأت بالعمل في إذاعة دمشق كمذيعة أخبار ومعدة ومقدمة لبرامج سياسية وثقافية عديدة. وعند انطلاق قناة "تلاقي" عملت بها معدة ومحاورة لعدد من البرامج السياسية الحوارية والإخبارية.

ومع تطور عملي انتقلت إلى قناة "الإخبارية" السورية عام ٢٠١٧ وحتى اليوم لدي برنامجي الخاص "تاريخ الحاضر". وهو حواري سياسي يعني بأهم القضايا على مستوى الوطن العربي والعالم، ومن إعدادي وتقديمي.

وبالإضافة إلى ذلك عملتُ كمحاضرة ومدرّسة في جامعة دمشق لمادة الإلقاء الإذاعي والتلفزيوني. وأيضًا كاتبة وصحفية في عدد من الصحف والمجلات. وحاليًا رئيس تحرير مجلة "زهوة" المصرية فرع سوريا.

ولدي قناتي ومشروعي الخاص على اليوتيوب، ولا أستطيع أن أقول إن هناك مجالًا أفضل من الآخر. فأنا أستمتع بالعمل ولديّ شغف كبير سواء بالصحافة أو الإذاعة.

هناك الكثير من الظواهر الاجتماعية السيئة مثل التنمر والتحرش فهل المسؤول عنها مواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل نجح الإعلام العربي في مواجهتها؟

هي موجودة واقعيًا ولكن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في انتشارها بشكل كبير، خاصة في ظل غياب ضوابط وقوانين ناظمة لهذه الوسائل، ونظرًا للحداثة النسبية للعالم الرقمي وانتشار التنمر الإلكتروني لا تزال القوانين قاصرة وغير فاعلة للحد منه؛ لذا نجد أن كل دولة لديها قوانين وأساليب مختلفة للتعامل مع التنمر الإلكتروني، فاتجه البعض إلى التركيز على القوانين الأخرى المتعلقة بالأفعال الناتجة عن التنمر، مثلًا: في المملكة المتحدة يتم التبليغ عن التنمر تحت بند التحرش، أو باستخدام قوانين الاتصالات التي تجرّم استخدام الاتصالات لنشر الرسائل المسيئة.

وتلجأ دول أخرى إلى قوانين التمييز العنصري والمضايقات والتحرش، ونحن في الوطن العربي بحاجة إلى قوانين فاعلة ورادعة بشكل حاسم.

يشهد مجتمعنا الشرقي ارتفاع معدلات الطلاق فكيف تطرحين تلك المشكلة عبر برامجك الحوارية لمواجهتها؟

هذه مشكلة العصر. طبعًا المسؤولية تقع على الطرفين الرجل والمرأة، ولا شك أنه في بعض الحالات يكون الطلاق أبغض الحلال إلا أن تراجع تقديس العائلة ودورها في المجتمع وبناء الفرد من أهم أسباب انتشار الطلاق بشكل كبير في مجتمعاتنا.

نالت المرأة السعودية الكثير من الحقوق مع رؤية 2030 كيف ترين الصورة الآن؟ وماذا تتمنين لها؟ وماذا عن المرأة السورية في ظل الظروف التي عاشتها وتعيشها؟

المرأة والرجل عماد الحياة ومن الضرورة أن يكون بينهما تكامل في الحقوق والواجبات لبناء ونهضة المجتمعات، ولا شك في أن رؤية السعودية 2030 تشدد على أن الأمة المعاصرة المزدهرة يجب أن تُلهم وتُمكّن جميع أفراد المجتمع، بمن فيهم المرأة، وتحقيقًا لذلك الهدف تطورت حقوق المرأة السعودية وتوسعت، وأصبحت النساء السعوديات أكثر نشاطًا من أي وقت مضى في المجتمع والحكومة والأعمال.

والأعداد المتزايدة للنساء الملتحقات بالقوى العاملة ساعدت المملكة في تحقيق هدفها الخاص بمشاركة الإناث في القوى العاملة قبل 10 سنوات من موعده المقرر، ورفعت تصنيفاتها الدولية في مؤشرات الإشراك الاقتصادي للمرأة وتمكينها. وأتمنى مزيدًا من النهضة والازدهار والنجاح للمرأة السعودية لأنها تستطيع وتستحق.

وبالنسبة للمرأة السورية فلا يخفى على أحد أنها تفوقت في كثير من المجالات على الرجل، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي عانتها وتعانيها. وأتمنى أن يحمل المستقبل لها الأمل والخير الأكبر والقدرة على المنافسة أكثر في كل المجالات.

ماذا تتمنين تحقيقه كإعلامية سورية؟

أحلم بإطلاق برنامج عربي كبير يربط بيننا كعرب ثقافيًا واجتماعيًا وفنيًا، وإن شاء الله يصبح هذا الحلم حقيقة ويلقى المحبة والإعجاب من الناس الداعمين لكل ما نفعله.

أخيًرا، ماذا تتمنين للإعلام العربي في مواجهة التحديات التى يعيشها الآن؟

أتمنى أن يكون هناك انسجام أكبر وتكامل أشمل على مستوى الإعلام العربي لتحقيق نهضة عربية حقيقية كبيرة والارتقاء بالشرق الأوسط لمستوى الغرب وأكثر.

اقرأ أيضًا: مصممة الأحجار الكريمة سنية الفقي: السوق السعودي بيئة جاذبة.. والمملكة محطتي التالية