نهلة بكري تقدم روشتة متكاملة.. وتؤكد: مشروع السعودية لتصنيع الغذاء الصحي يصحح المسار الخاطئ

حوار: مجدي صادق

تعاني الكثير من الفتيات والسيدات من مرض السمنة، ولكن هل لديهن دافعًا لعبور هذه المرحلة واتخاذ خطوات جدية للاستمتاع بجسم صحي ممشوق؟ وهنا نتوقف أمام تجربة واقعية وطموح كبير مع أخصائية التغذية نهلة بكري التي كانت معاناتها مع مرض السمنة، سبب كبير دفعها لاكتساب خبرة طويلة في هذا مجال داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وتقدم نهلة بكري أخصائية التغذية وتغيير سلوك الحياة في الحوار التالي، مجموعة نصائح وروشتة تغذية كاملة لنظام غذائي متكامل يقي من الأمراض المزمنة.

وإليكم التفاصيل الكاملة لحوار شيق مع أخصائية التغذية نهلة بكري...

ما سبب تخصصك في مجال التغذية؟ وهل من الأهمية لهذا التخصص في عالمنا العربي؟!

اخترت مجال التغذية بسبب تجربتي مع مرض السمنة بأمريكا من أكثر من ٣٠ عامًا؛ إذ اتبعت حمية غذائية مع شركة ويت واتشرز العالمية. وقد فقدت ٤٠ كيلوجراما خلال عام من المتابعة. بعدها تم ترشيحي وتدريبي لأكون أخصائية تغذية.

بالتأكيد عالمنا العربي في أشد الحاجة للاهتمام بالتغذية؛ فالبلدان العربية تتصدر القوائم العالمية في السمنة وأطفالنا يعانون من مرض السكر بسبب السمنة المفرطة.

ما هو النظام الغذائي المثالي لحياة متوزانة خالية من الأمراض؟

النظام الغذائي المثالي هو نظام أكل طبيعي ١٠٠% ويطبق الشروط التالية:

أولا: الانتظام في مواعيد الأكل كل ٣-٥ ساعات على مدار اليوم وشرب ٢-٣ لتر ماء يوميًا على أن تكون الوجبات متوازنة.

ثانيًا: يحتوي على الخضروات بكثرة والفواكه الطبيعية كل يوم؛ لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن التي تضمن إمتصاص العناصر الغذائية. كما أنها ترفع من مناعة الجسم وتقاوم الأمراض المزمنة.

ثالثًا: يحتوي على نسبة عالية من الألياف الطبيعية المتوفرة في الحبوب الكاملة والخضار والفاكهة.

رابعًا: أن يكون قليل الدهون مع احتوائه للدهون الصحية، مثل:

"زيت الزيتون البكر الممتاز، والمكسرات، وزيت بذر الكتان، وزيت الافوكادو، وقليل من الزبدة الطبيعية، والسمن الطبيعي بما تحتويه من فيتامينات هامة مثل فيتامين هـ".

خامسًا: أن يحتوي على البروتين النباتي والحيواني يوميًا بحجم كف اليد.

سادسًا: ممارسة الرياضة بشكل منتظم من نصف ساعة إلى ساعة يوميًا.

هذا النظام الصحي الطبيعي يرفع من مناعة الجسم ويقي من الأمراض المزمنة مثل القلب، الضغط، السكري، السرطان، السمنة المفرطة، أمراض المفاصل والعامود الفقري، الشيخوخة.

سابعًا: الامتناع تمامًا عن السكريات المصنعة والدهون المهدرجة والأغذية المصنعة السريعة والمشروبات والعصائر المعلبة

كيف نحِدّ من خطورة الأغذية المصنعة والسريعة ووضع ضوابط صحية عليها بعد انتشارها بين الشباب هذه الأيام؟

يمكننا نشر الوعي بالنظم الغذائية عن طريق:

- المدراس والجامعات ووسائل الإعلام مثل: "الراديو، والصحافة، والتليفزيون، وأخيرًا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي".

- عمل حملات صحية توعوية لنشر ثقافة التغذية الطبيعية التي تضمن الحياة الصحية؛ إذ يعاني ثلث سكان العالم من السمنة المفرطة بسبب الأغذية السريعة المصنعة التي تضر بالصحة وتصيب الجسم بالأمراض المزمنة.

وإذا كانت المشكلة في الغذاء الضار؛ فالحل يكون في الغذاء السليم الطبيعي ١٠٠%؛ فبعد الثورة الصناعية الأولى في أواخر القرن الماضي تحول العالم من الزراعة إلى الصناعة مما أدى إلى تصنيع غذاء سريع عالي الطاقة يقدم لعمال المصانع.

ويمكن الحد من خطورة الأغذية المصنعة عن طريق:

- فرض ضوابط لتصاريح الغذاء.

- نشر الوعي بين الشباب من خلال الأغاني والحملات التي يقودها المشاهير الذين يحبوهم الشباب.

كما يوجد خطورة من الأغذية السريعة المتواجدة بالشوارع ولكن هناك اختيارات كثيرة صحية، متواجدة بالشوارع أيضًا مثل:

- اللب والسوداني.

- المكسرات.

- البطاطا والذرة.

- الشاورما والمشويات.

- الفواكه.

- الفول والفلافل.

هل للتغيرات المناخية علاقة بسوء التغذية؟

التغيرات المناخية في العالم ستؤدي إلى نقص نسبة الزنك والحديد في النباتات، مما يؤثر على نمو الأطفال بشكل سلبي. كما يمكن أن يؤدي إلى التقزم والأنيميا وضعف المناعة؛ فلابد من مواجهة هذه المشكلة فورًا قبل أن تضر الأجيال القادمة.

كيف تري تأثير الثورة الصناعية الرابعة على النظم الغذائية وصناعة الغذاء عالميًا؟

كما ذكرت من قبل أن الثورة الصناعية أدت إلى تصنيع الأغذية السريعة بهدف إعطاء طاقة سريعة للعامل؛ إذ تزيد من إنتاجيته، ولكنها تؤدي إلى إصابته بالأمراض وبالتاكيد للوفاة المبكرة؛ لذلك نحن نعيش عصر الجوع والبدانة لأن الغذاء المصنع مفرغ من القيمة الغذائية فلا يسمن ولا يغني من جوع.

إن الأكل الطبيعي هو الضمان الوحيد للشبع والصحة والعمر المديد.

هل يعد مرض التقزم بين الأطفال أحد نتائج نقص التغذية الصحية؟

مرض التقزم بين الأطفال يعتبر كارثة تهدد بلداننا العربية خاصة والعالم أيضًا؛ إذ إن نقص الزنك والحديد في الغذاء سيحبط نمو الطفل ليس فقط في طوله بل في حجم مخه أيضا؛ فيصبح متقزم طولًا ووعيًا! حينها لن ينفع أي تصحيح للمسار؛ إذ يتأثر المخ ويترتب على ذلك حمل على المجتمع وإنتاجية البلد.

كيف تري اتجاه المملكة العربية السعودية لتصنيع الغذاء الصحي؟

مشروع المملكة العربية السعودية المبتكر لتصنيع الغذاء الصحي في مدينة نيوم هو ما نحتاجه لتصحيح المسار الخاطئ الذي أدى للمشاكل الصحية والسمنة المفرطة بين شعوب العالم.

وهذا المثال يجب أن يعمم في معظم البلدان، حتى نصنع بأيدينا أجيال جديدة تحيا بصحة ووعي وإنتاجية عالية.

اقرأ أيضًا: قبل استخدام جهاز الماموجرام للكشف عن سرطان الثدي.. تجنبي هذه الأمور