نفور الشباب من كبار السن.. ضغط نفسي وخلل اجتماعي

يتعامل البعض مع كبار السن سواء الأجداد أو الجدات، على أنهم «بركة المنزل» ولا يمكن الاستغناء عنهم أو قضاء اليوم بدونهم، فيما يُشعرهم البعض الآخر، خاصة «الأحفاد»، بالنفور من آرائهم أو الهروب من تقضية الوقت معهم، وقد يصفهم البعض بـ«المملين».

وعادة ما يعاني كبار السن، خاصة من فوق الستين عامًا، من العزلة والنفور المجتمعي، وينظر إليهم البعض بأنهم عضو غير نافع أو مؤثر في المجتمع، بل عبء عليه بشكل عام والأسرة بشكل خاص، وزاد هذا الأمر في ظل توغل مواقع التواصل الاجتماعي وتشعبها داخل حياتنا.

ويعيش كبار السن في مجتمعاتنا العربية بشكل مختلف تمامًا عن الوضع الطبيعي لهم؛ ما بين النفور والعزلة والغربة والوحدة التي تصل بهم إلى حد الاكتئاب واليأس من الحياة والإحباط والاستسلام لنهاية العمر، بينما هم بشر يحملون آلاف الخبرات والقصص والحكايات، فالحياة تنتهي عند الموت وليس تجاوز الستين.

كبار السن

وعلى جانب آخر، يمكن استغلال الأجداد والجدات في حياتنا لإضفاء النور والمعرفة عليها، بخبراتهم الحياتية التي تُضاهي خبراتنا -كشباب- بعشرات السنين وآلاف الأميال، فوجودهم في حياتنا نعمة وبركة تعود بالنفع على العائلة وليس الضرر.

فوق الستين.. كيف ساعدت التكنولوجيا على استقلالية كبار السنّ؟

من جهته، حذر الدكتور جمال فرويز؛ استشاري الطب النفسي، من نفور الأبناء والأحفاد من كبار السن؛ لما يعود عليهم من ضرر نفسي كبير، بالإضافة إلى حدوث خلل في العلاقات الاجتماعية؛ ما يُزيد الفجوة بين الأجيال القديمة والأجيال الحديثة، مؤكدًا أن سماع كلمات مثل "الدنيا اتغيرت" أو شعورهم بأنهم غير مرغوب فيهم يؤثر بالسلب فيهم.

وأشار " فرويز" إلى أن مثل هذه المواقف انتشرت بشكل كبير، خاصة في مجتمعاتنا العربية، فلا يقبل الأبناء والأحفاد نصائح الأجداد والجدات في حين أنهم بمثابة "موسوعة خبرات"، ويمتلكون كمًا هائلاً من الخبرات الحياتية لمعظم المواقف والأحداث التي يمر بها الشباب، فهم مروا بها، ويجب الاستعانة بهم بدلاً من نبذهم والنفور منهم.

وعن الطريقة المثلى للتغلب على هذه الأزمة وسد الفجوة بين كبار السن والشباب في مجتمعاتنا العربية، أكد الاستشاري النفسي أن "الإعلام" والوعي من الطرفين هو الحل، فبينما نطالب الشباب بتفهم ثقافة كبار السن وطبيعة حياتهم، فعلى كبار السن أيضًا تفهم الشباب وتقبلهم وتجنب التدخلات الصارخة وغير المفيدة في حياتهم، وبالتالي سيتم إنشاء علاقة طبيعية ودودة بين الطرفين قائمة على الحب والتفهم وتقبل الآخر.

لهذا السبب.. النساء الأكبر سنًا أكثر عرضة للأرق