امتدادًا لمسيرة مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”، في تمكين الإبداع والابتكار على مستوى المملكة والمنطقة ككل، احتضن المركز، معرض الأزياء السعودي، بالتعاون مع هيئة الأزياء السعودية، بمشاركة تصاميم استثنائية صُممت للاقتناء.
ومن خلال مبادرة 100 براند سعودي التي انطلقت من الرياض مرورًا إلى ميلان ثم نيويورك، وصولًا إلى معرض الأزياء السعودي في الظهران.
كان الترحال هو السمة الرئيسة التي رافقت مجموعة من الأزياء الفاخرة، والمختارات الخلاّقة التي تحمل في طياتها مفاهيم مستلهمة من الإرث الشخصي للمصممين، كذكريات الطفولة وملامح العمارة التقليدية، وأمواج البحر، ودفء الصحراء، وظل أشجار النخيل.
كما ضم المعرض نخبة من أفضل المصممين والمصممات في المملكة، تجاوز عددهم الـ 40 مصممًا ومصممة؛ لعرض تصميماتهم التي تدمج بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأحدث الأزياء الاستثنائية في المملكة.
واستعرض “معرض الأزياء السعودي”- الذي تختتم فعاليته 30 نوفمبر الجاري- مجموعة تصاميم إبداعية مبنية على التراث الشخصي للمصممين، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المجوهرات، وحقائب اليد الفاخرة، المُصممة؛ لتعزيز الإبداع.
صنعت شهد، القطع الجلدية في تصميمها على يد حرفيين ماهرين، حاكوا خيوطًا من الجلد على نمط حياكة الخوص التقليدية، بشكل هندسي يعكس الأشكال المتواجدة في تصميم الفروة.
كذلك تحرص أيضًا على الالتزام بمبادئ الاستدامة؛ إذ استخدمت جلد الجمل، الذي حصلت عليه من مصادر محلية وعالجته بطريقة صديقة للبيئة.
كما تتمحور فلسفتها في التصميم على المرح والبهجة، وتتميز بشغفها لمزج الألوان وأشكال الطباعة المختلفة والأشكال الهندسية والتطريز، ليخرج المزيج من هذا كله بتصاميم إبداعية لافتة.
كذلك شاركت المصممة الجوهرة الشهيل- وهي من أبرز رائدات الأعمال في مجال الموضة المستدامة،- في معرض الأزياء السعودي بتصميم بعنوان "استصلاح".
وهي قطعة أزياء فنية مُستوحاة من قيم وطموح المملكة العربية السعودية؛ حيث تمزج التراث العريق مع الطموح والتطلع إلى المستقبل، وتستعير جمالياتها من كثبان الرمال الخلابة للجزيرة العربية.
كذلك تبحث نورة من خلال "شادور" عن الراحة وبساطة الملبس، وإذابة الحدود بين الماضي والحاضر، وبين الشرق والغرب، وبين الأناقة المعاصرة وحرارة الصحراء.
كما تتولى مشاعل، كل مراحل العمل بنفسها، كما أنها شغوفة بالمزج بين أقمشة مختلفة بألوان متنوعة وأشكال هندسية؛ لتصميم أعمال بديعة متفردة، خاصة تلك المستوحاة من التراث النجدي العريق.
كما حرصت العماري في تصميمها على دمج عناصر فنية مع بعضها لنقل قصص تراثية عبرها، لا سيما الطبعات المستوحاة من أرضية المجلس، التي تُنسج عادةً بالصوف، وتُرسم يدويًا باستخدام تقنية الديجيتال؛ أما تفاصيل الصوف على أطراف القطعة، فتعكس تحوُّل الحياة من قديمةٍ، كانت تقوم على العمل اليدوي الشاق والمجهد، إلى جديدةٍ، تستند إلى التكنولوجيا في جميع مجالات الحياة.
وقدمت نورا الحارثي هذه القطعة، بمشاركة المدرّبة آلاء مغاوي، التي قدَّمت دورةً في رسم وتلوين القط العسيري، استلهمت منها فكرة القطعة، بالإضافة إلى مساعدة سارة الماضي، التي حاكت الفستان باستخدام 18 خيطًا من الصوف، و22 من الفوركس الذهبي.
وقد وقع اختيارها على هذه المواد؛ لتأكيد إمكانية استخدامها في الملابس، خاصةً الفساتين، وحياكتها بمواد مختلفة، وتعريف الآخرين بالتراث السعودي الغني والمتنوع؛ حيث استوحت الألوان من طبيعة المنطقة الغائمة والممطرة والخضراء طوال العام، حتى الفرشاة المستخدمة في تزيين القط، كانت مصنوعةً من شعر الماعز، مايثبت قدرة النساء في تلك القرى على استخدام مثل هذه الأدوات البسيطة للغاية؛ لإنشاء قطعٍ فنيةٍ مذهلة.
قد يهمك: