لماذا يفضل الأفراد النظام النباتي الغذائي عن اللحوم؟

يفضل العديد من الأشخاص اتباع النظام النباتي الغذائي عن الأنظمة الخاصة بتناول اللحوم، وذلك يرجع للعديد من الأسباب.

 

النظام النباتي الغذائي

وجاءت دراسة جديدة تكشف أن الامتناع عن تناول اللحوم يكون لا مرتبط فقط بقوة الإرادة؛ فهناك أربعة جينات تكون مرتبطة بمدى قدرة الشخص على الالتزام بأسلوب حياة نباتي.

وأوضح الدكتور نبيل ياسين، المؤلف الرئيسي للدراسة التي تم نشرها في «PLOS One» والأستاذ الفخري لعلم الأمراض بكلية فاينبرغ للطب في جامعة نورث وسترن، أنه من الممكن القول بأن علم الوراثة يلعب دورًا مهمًا في النظام النباتي.

كما أن بعض الأشخاص قد يكونوا أكثر ملاءمة وراثيًا لنظام غذائي نباتي مقارنة بغيرهم.

وأشار إلى أنه بجانب ذلك الممارسات الدينية والثقافية، وتعتبر من الأسباب الصحية والأخلاقية والبيئية ما بين العوامل المحفزة للناس التي تؤدي لتقليل استهلاك اللحوم، أو الامتناع عن تناولها. ولكن هذا الأمر ليس ناجحًا دومًا.

كما كشف مؤلف الدراسة أن نسبة كبيرة ممن يقولون عن أنفسهم بأنهم نباتيين يبلغون عن تناولهم منتجات اللحوم لإجابتهم على الاستبيانات التفصيلية.

وأضاف، ذلك يشير إلى أن العديد من الأفراد الذين يرغبون بأن يصبحوا نباتيين ليس لديهم القدرة على القيام بهذا. كما تشير البيانات إلى أن الوراثة تشكل جزءًا من السبب.

ولفت ياسين إلى أن الدراسة لم تستطع تحديد من لديه استعداد وراثي كي يكون نباتيًا. كما يأمل أن تجيب الأبحاث المستقبلية على هذا الاستفسار.

ومن جانبه، كشف الدكتور خوسيه أوردوفاس، مدير التغذية وعلم الجينوم وأستاذ التغذية وعلم الوراثة في جامعة تافتس بولاية ماساتشوستس الأمريكية، غير المشارك في الدراسة عن رأيه فيما يخص هذا الشأن.

وأوضح، أن الدراسة تقوم بتسليط الضوء على العلاقة المعقدة وذلك بين جيناتنا وخياراتنا الغذائية. وذلك يشير إلى أنه مستقبلًا، من الممكن يكون لدينا توصيات غذائية أكثر تخصيصًا وهذا يكون بناء على الاستعداد الوراثي.

روابط بين عملية التمثيل الغذائي ووظيفة الدماغ

وقام الباحثون باستخدام بيانات من البنك الحيوي البريطاني، وهو يعد قاعدة بيانات طبية حيوية كبيرة. بالإضافة إلى أنه مصدر بحثي يتتبع الأفراد على المدى الطويل.

وحسب الدراسة، فقد تمت مقارنة أكثر من 5 آلاف شخص نباتي صارم، أي الأفراد الذين لم يأكلوا أي نوع من اللحم الحيواني خلال العام الماضي. مع أكثر من 300 ألف شخص من ضمن مجموعة مراقبة لأفراد تناولوا اللحوم في العام الماضي.

واكتشف الباحثون أن هناك ثلاثة جينات قد تحديدها بقوة و31 من الجينات الأخرى، التي من الممكن تكون مرتبطة بالسلوك النباتي.

كما أنه في التحليل الجيني، رأى الباحثون أن النباتيين هم الأكثر عرضة من غير النباتيين لامتلاك تباينات مختلفة في هذه الجينات.

وكشف ياسين إلى كيفية معالجة هؤلاء الأشخاص المختلفين للدهون أو الشحوم.

ولفت إلى أن الدراسة وجدت أن هناك الكثير من الجينات المرتبطة بالسلوك النباتي لها علاقة باستقلاب الدهون.

كما بين أن درجة تعقيد الدهون في النباتات واللحوم تكون مختلفة. لهذا السبب قد يحتاج بعض الأشخاص وراثيًا إلى عدد من الدهون التي توفرها اللحوم.

وقال: إنّنا نتكهن بأن ذلك من الممكن يكون له علاقة بالاختلافات الجينية في استقلاب الدهون وكذلك كيفية تأثيرها على وظائف الدماغ. ومازال يوجد حاجة إلى الكثير من البحث لدراسة تلك الفرضية.

هذه الدراسة لا تسرى على الجميع

وتلك الدراسة تتمتع وفقًا لما كشفه أوردوفاس بمحدودية متمثلة بأن كافة المشاركين في التحليل من الأفراد الذين لديهم بشرة بيضاء اللون.

كما أوضح أوردوفاس أن هذا يحد أيضًا من تطبيق البيانات على كافة السكان. وتابع أنه رغم أن تلك الدراسة قد لا تقدم إجابة محددة، ولكنها أنها تلقي موضوع مهمًا يخص التغذية.

ولفت أوردوفاس إلى أن تلك الدراسة تقوم بتسليط الضوء على مجال بحثي غير مستكشف نسبيًا. وهو علم الوراثة الكامن وراء التفضيلات الغذائية.

وأكد على ارتباط المتغيرات الجينية بالنباتية الصارمة على المدى الطويل حيث يشير إلى وجود أساس بيولوجي لذلك الاختيار الغذائي، بحيث تتجاوز الأسباب الثقافية أو الأخلاقية أو البيئية.

 

اقرأ أيضًا: هل نظام الكيتو مناسب للجميع؟ احترسي من هذه المضاعفات