في اليوم العالمي للصحة النفسية.. كيف نحمي المراهقين من الاضطرابات والانتحار؟

غالبًا ما تترك التغيرات النفسية والجسدية التي تحدث في مرحلة المراهقة، تأثيرًا سلبيًا في الصحة النفسية لدى المراهقين.

وتعتبر مرحلة المراهقة، هي واحدة من أصعب المراحل التي يعيشها الوالدان؛ حيث يجب عليهم متابعة أبنائهم بشكل دوري، خاصة السلوك النفسي وصحتهم.

فمن الممكن أن يصاب مراهقون باكتئاب حاد بسبب عدم التأقلم مع الحياة الجديدة التي يدخلونها، فمرحلة المراهقة هي عنق الزجاجة التي يجب الخروج منها بنفسية قوية.

ولأهمية الصحة النفسية في تلك المرحلة، تم تخصيص يوم عالمي للتوعية بأهمية الحفاظ على الصحة النفسية للفرد، بشكل خاص المراهقين من هم تحت العشرين.

اليوم العالمي للصحة النفسية

يأتي الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية يوم 10 أكتوبر من كل عام، من أجل العمل على تعزيز الوعي العام فيما يتعلق بقضايا الصحة النفسية والاهتمام بها.

كما أن الغرض من ذلك اليوم هو إجراء مناقشات أكثر انفتاحًا فيما يخص الأمراض النفسية.

وفي عام 1992م، تم إطلاق أول احتفال بهذا اليوم؛ من خلال مبادرة الاتحاد العالمي للصحة النفسية، ومنذ هذا الوقت يحتفل العالم كل يوم 10 أكتوبر بالصحة النفسية.

وقد جاءت العديد من الإحصاءات التي صدرت من قبل منظمة الصحة العالمية، إلى أن 154 مليون نسمة يعانون من الاكتئاب على الصعيد العالمي.

مع العلم أن الاكتئاب يعتبر واحد من أنواع الأمراض النفسية التي تصيب الأفراد، وخاصة من هم تحت العشرين.

ويتم الاحتفال كل عام بهذا اليوم من خلال عمل مبادرة للتوعية بالمرض النفسي ومدى خطورته، والتحذير من أنه قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى الانتحار؛ لذلك يجب معالجته واكتشافه مبكرًا.

ويزداد كل عام أهمية الحديث عن الصحة النفسية؛ حيث يتوقع أن تزداد الحاجة إلى الدعم في مجال الصحة النفسية، وكذلك الدعم النفسي الاجتماعي.

وفي الوقت الحالي، يتم الاستثمار على الصعيدين الوطني والدولي في عدد من البرامج الخاصة بالصحة النفسية، والاهتمام بها بشكل أكبر مما كانت عليه خلال السنوات الماضية.

وهذا يكشف الأهمية الكبيرة للصحة النفسية بشكل عام، وعلى المراهقين بشكل خاص.

حقائق رئيسة عن الاضطرابات النفسية للمراهقين

كشفت منظمة الصحة العالمية عن عدد من الحقائق الأساسية حول الصحة النفسية بالنسبة للمراهقين ومدى خطورتها على صحتهم فيما بعد.

فعلى الصعيد العالمي، يعاني واحد من كل سبعة أفراد، والتي تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا من اضطراب نفسي.

بالإضافة إلى ذلك فإن الاكتئاب والقلق والاضطرابات السلوكية، تعتبر من أهم الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى الأمراض والإعاقة لدى المراهقين.

في اليوم العالمي للصحة النفسية.. كيف نحمي المراهقين من الاضطرابا والانتحار؟

ومن الأمور التي لا يعلمها الكثير، أن الانتحار يعتبر السبب الرئيس الرابع للوفاة، وذلك بين الأفراد التي تتراوح أعمارهم من 15 لـ 19 عامًا، وهذا يؤكد خطورة إهمال الصحة النفسية للمراهقين.

طرق مساعدة المراهقين في تجنب الاكتئاب والانتحار

يجب أن يتم مساعدة المراهقين في تجنب الإصابة بالاكتئاب، لأنها قد تؤدي في كثير من الأحيان للانتحار. وذلك يكون عن طريق المحافظة على جعل صحتهم النفسية أفضل من خلال اتباع بعض النصائح المهمة.

كذلك، من أفضل الأمور التي تساعد في علاج الصحة النفسية للمراهقين هو التنبؤ مبكرًا بأعراض الاضطرابات؛ لعلاجها بشكل كبير وسريع. حيث يجب مساعدة المراهقين في العمل على تعلم المهارات الحياتية التي تجعلهم يستطيعون التعامل مع كل ما يواجهونه في حياتهم اليومية.

وهذه بعض الطرق التي تساهم في التعامل مع المراهقين؛ لجعلهم ينشأون بصحة نفسية جيدة:

- يجب أن تكون الأسرة مترابطة، لأنها البداية لكل أمر، وهي المتحكم الرئيس في التنشئة النفسية السليمة للمراهق، والتي تتطلب مناخًا أسريًا متوازنًا؛ من خلال الابتعاد بقدر كافٍ عن الخلافات والمشاكل أمام الأبناء، والعمل على مشاركتهم في حل قضايا الأسرة حتى لا ينصدم بالحياة الخارجية، وجعله يتعلم أن لكل مشكلة حل.

- يجب أن تعلم طفلك المراهق في مراحل عمره المبكرة، أهمية ممارسة التمارين الرياضية، فهي تساعد على إفراز المواد الكيميائية التي تعمل على منحه الشعور بالاسترخاء والطاقة، وجعله يبتعد عن الأفكار السلبية بقدر الإمكان.

- التوعية بكل مرحلة جديدة؛ حيث كشفت منظمة الصحة العالمية عن أن من الأسباب التي تجعل المراهقين أكثر عرضة للأمراض النفسية، هو تعرضهم للعديد من التغييرات في المراحل العمرية؛ لذلك يجب التوعية بكل مرحلة قبل بدايتها؛ من خلال نقل تجاربك لهم أو جعله يقرأ عنها المزيد من المعلومات؛ وذلك حتى لا يشعر بالصدمة.

- يجب على الوالدين تعليم ابنهم المراهق أن الحياة صعود وهبوط، وأنهم لن يكونوا معه دائمًا مثل سنواته الأولى، فهناك بعض الأمور التي تتغير ويجب أن يتعامل معه بمفرده، وليدرك أن ليس ما يريده يستطيع الحصول عليه دائمًا، وأن الحياة مليئة بالصعاب وأيضًا اللحظات السعيدة، ولا بد من تعلم كيفية التعامل معها، فالقوة تأتي من خلال معرفة تخطي الصعاب ومواجهتها وليس الخوف منها.

في النهاية يجب، تأكيد أهمية أن يتم ملاحظة المراهقين بشكل دائم من قِبل الأسرة؛ لاكتشاف أي مرض نفسي يصيبهم وعلاجه على الفور، حتى لا يتفاقم مع الوقت ويؤدي لنتائج سلبية، فإذا لاحظت أي علامات تدل على العزلة والوحدة والاكتئاب؛ يجب الحديث معهم أو استشارة الطبيب.

اقرأ أيضًا: فوائد الفراولة للرضع.. منها تقوية المناعة