صبحة بغورة تكتب: الزوجة المثالية

ليس من الصعب أن تنجح كل امرأة في أن تصبح الزوجة المثالية، وليس مستحيلا أن تكبر محبتها في قلب زوجها ويتباهى بها، والأكيد أنها تكون بطاعتها له تخطو أولى خطواتها في طريقها للجنة.

حسن اختيار المرأة أو الرجل شريك الحياة، هو مفتاح نجاح الزواج الذي يعني مباشرة الشعور الحقيقي بالسعادة والاستمتاع بالحياة في مختلف مجالاتها ، وتعميق الإحساس بالتفاؤل من خلال تحقيق أهداف مشتركة اتفقا على تقاسمها بشكل محدد بينهما وعلى أن يؤدي كلاهما دوره كاملا.

وتختلف المواصفات المنشودة في المرأة من رجل لآخر، فكل منهم يأمل أن يجد في شريكة حياته صفات معينة شكلية أو أخلاقية لتكون في عينه الزوجة المثالية.

مواصفات الزوجة المثالية

وستختلف الآراء في ذلك بين المتزوجين فعلا وبين العازبين، فالمتزوجون يسوقون أوصافًا لشريكة الحياة أكثر نضجا وأكثر موضوعية وأعمق أثرًا في توثيق العلاقة بين الطرفين بعد أن خبروا طبيعة الحياة الزوجية.

بينما تبقى بالنسبة للعزاب في دائرة الأماني التي تتسم بالكثير من المثالية؛ حيث ينطلقون بخيالاتهم المتحررة من أي قيود أو اعتبارات خاصة، فيذهبون بعيدًا في إطلاق أوصاف قياسية في صيغة شروط!.

البعض من العزاب يسوق أوصافاً للمرأة المثالية تتعلق أساسا بطبيعة علاقتها المباشرة بالرجل، كأن يرى أن الزوجة المثالية هي المرأة التي المتفهمة عند مناقشة مسألة ما مع زوجها، فلا تدع الغضب يسيطر عليها حتى إن لم تكن متفقة معه في أمر ما؛ إذ عليها احترام رأيه ووجهة نظره.

ولكي تكون المرأة مثالية، عليها معاملة الناس بالطريقة التي تريد أن يعاملونها بها وخصوصا زوجها، فعليها أن تعامله بطريقة حسنة وتشعره بمدى أهميته بالنسبة لها، وتكون لطيفة وكريمة معه ومع أطفالها، فهذا يسهم في تقوية مشاعر الاحترام وتعميق علاقة الحب بينهما.

وعلى الزوجة أن تشعر الزوج دوما برجولته من خلال طاعتها له، بالتالي تشعره بأنها في حاجة إليه وأنه مصدر قوتها وسندها في الحياة، وأن توفر له ولاطفاله جوا من الود والاستقرار، وأن تبعدهم عن كل أسباب القلق والنفور والتوتر.

إنها المرأة التي تحب زوجها وتتودد إليه وتغمر البيت دائما بمشاعر الحب والحنان، بحيث لا يسمع منها ولا يرى ما يكره من أجل حياة زوجية وعائلية هنيئة وسعيدة.

ويؤكد أحد الأطباء أنه يعشق الزوجة التي تقدّر أمه، وتحترم عائلته، فعائلة زوجها عائلتها الثانية التي تحتاج إلى ودها ولباقتها، وأن تحب من يحب إكراما له، فمشاعرها اللطيفة هي التي ستسعده وستريحه.

وهناك من يشدد على أن ما أحب إلى قلبه، تلك الزوجة المتخلقة والمتدينة التي تخشى الله وتعمل جاهدة على إرضائه، على أساس أن من تخاف الله لا يمكنها أن تضر زوجها أو تضر عائلته أو تؤذيه.

وآخر مثقف، لا يطالب أن تكون حائزة على شهادة دراسية عليا، بل يكفي أن تكون مثقفة وتحب المطالعة لتربي أولاده وتعلمهم.

وتختلف الآراء بالنسبة لآخرين يكرهون الزوجة المهملة لنفسها حتى وإن كانت في بعض التفاصيل الصغيرة، ويشددون على ضرورة أن تعتني دائما بجمالها كي تحافظ على صورة المرأة الفاتنة والجميلة التي يعجب بها، وأن تحرص على أناقتها وتألقها، لأن هذا ما يجعله يعود إلى بيته من العمل ركضا.

وعلى جانب المتزوجين يفسر أحد المسنين الأمر، بأن المرأة المثالية بالنسبة له هي التي لا تلومه على فقره حتى وإن لم يستطع أن يحضر لها ما ترغب فيه، وأنها التي تقف بجانبه في ظروفه الصعبة، ووقت حاجته إليها وفي مرضه.

ويشدد على أن المرأة الأكثر مثالية، هي من تحبه وهو بكامل صحته ومن تعشقه وهو على فراش المرض.

يعبر أحدهم بكثير من الامتنان عن سعادته الغامرة بزوجته الفاضلة التي تحفظ أخبار بيتها ولا تفشي أسرار زوجها وخصوصية حياتهما الزوجية، وتصون ماله وعرضه، وتفعل كل ما بوسعها لإرضائه. إنها خطوات بسيطة تجعل كل زوجة وكل فتاة مقبلة على الزواج ناجحة في حياتها محترمة في عين زوجها، فتكبر محبتها في قلبه وتدوم حياتها الزوجية في سعادة وهناء، وأولها الطاعة، وإكرام أهل الزوج ومعاملتهم بإحسان، لأن هذا سيسعد الزوج بالتأكيد فيرضى عنها.

وعليها الالتزام بالبساطة في كل شيء في مستوى الحديث ونوعية الملابس، وعدم المبالغة في التطيب والتزين، فمفهوم أن المرأة الجميلة المغرية تجذب الرجال ولكن غالبا ما يكره الأزواج أن يتحول إغراء زوجاتهم إلى الابتذال.

كذلك عليها توخي الحرص على عدم إرهاق الزوج ببعض التفاصيل التي قد لا يهتم بها، خاصة بعد عودته مرهقا من العمل.

كيفية الاختلاف الناضج

كلنا يعلم أنه لا يوجد زوجين لديهما نفس سمات الشخصية وذات المستوى من الأخلاق والقيم والمبادئ أو يتقاسمان نفس المعتقدات بالتفصيل، وهذا يعني أن كلا منهما يحتاج في الحقيقة إلى تعلم كيفية الاختلاف الناضج، وأن يعوا أهمية الدراية بأصول التعامل مع المواقف التي تتطلب رأيهما معا.

ومن الأهمية التذكير دوما بأن الرجل يكره أن يرى زوجته "مسترجلة"، وهي التي تشعر دائما زوجها أولًا والآخرين بقوتها، وأنها قادرة على الاعتماد على نفسها، وأنها يمكنها أن تستغني عنه حتى في الظروف الحرجة وفي حالات اتخاذ أهم القرارات الشخصية أو الإجراءات الأسرية.

فمن أهم الصفات التي يجب على المرأة المثالية امتلاكها، هي حس الأنوثة في التصرف والتعامل واختيار الكلمات، والابتعاد عن كل ما يخل بأنوثتها ورقتها من تقليد الرجال، خاصة في السير والجلوس والحديث، أو غيرها من التصرفات غير الأنثوية. الزوجة المثالية في عيون آدم لا تسعى أو تهدف من وراء عملها لأن تكون امرأه مثالية بقدر ما قدمت عن طيب خاطر الكثير من التضحيات والرعاية والعناية والحب والحنان لكل أفراد عائلتها خاصة زوجها، دون أن تنتظر جزاءًا أو شكورًا.

إنها فقط تؤدي دورها كزوجة وأم، وكلما كانت متفانية في دورها كلما زاد وكبر اهتمام زوجها بها، ومن هنا اكتسب بحث الرجل عن الصفات المثالية في شريكة حياته حقه المشروع.

عموما، نرى أن سمات الزوجة المثالية، يجب أن تتخذ من سيرة زوجات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مثالًا يقتدى به، وأن تستفيد جيدًا من تجارب الغير، وتستمع باهتمام إلى نصائح من يريد بحق إسعادها وخاصة فيما يتعلق بجدول الأعمال المنزلية، وبحضورها الآسر المفعم بالبهجة والفرح والسرور خاصة في فترتي الصباح الباكر وفي المساء حول مائدة العشاء.

حينها سيتمكن الزوج من إدراك ما تتمتع به زوجته من أهم ما يفضله في النساء وهو الذكاء؛ إذ يعشق الرجل المرأة الذكية، فبعدما ينجذب إلى شكلها يبحث بعدها عن ذكائها ورأيها في مختلف المواضيع.

كما أنّه يحب أن يخوض حوارات قيّمة، ويرغب أن تشاركه كافة اهتماماته الفكرية والثقافية، ولا يحب أبدًا أن يخوض الأحاديث مع المرأة التافهة المحدودة الثقافة.

صبحة بغورة متخصصة في كتابة المقالات السياسية والقضايا التربوية

اقرأ أيضًا: صبحة بغورة تكتب: تأثير التكنولوجيا الحديثة في التنشئة الأسرية