"ربى العطيشان" تحكي قصة عشقها للتصميم.. وتؤكد: لا يوجد مستحيل

هي رسامة حالمة تعمل في مجال تصميم الأزياء، وبرعت في تصميم الأزياء "الرجالي"، وتميزت بقطعها ذات الألوان والتصاميم الغريبة واللافتة.. إنها مصممة الأزياء السعودية ربى العطيشان، الذي كان لـ"الجوهرة" هذا الحوار معها:

كيف اكتشفتِ حبكِ للتصميم؟ منذ صغرنا كانت والدتي تهوى التصميم، وكانت تصمم لنا ملابسنا أنا وإخوتي وكانت الملابس بجمال تصاميمها وألوانها تأسرني، وبدأت أحلم، وأنا في عمر الـ ١٠ سنوات، أني يومًا ما سأصبح مصممة ورسامة معروفة.. فالفن بأنواعه يستهويني منذ الصغر، وعندما وصلت للمرحلة المتوسطة أصبح لي ذوقي الخاص في تصميم ملابسي، خاصة في المناسبات؛ حيث لم أجد ما يستهويني في الأسواق فبدأت أصمم فساتين خاصة بي، وفي فترة الجامعة وما بعد ذلك كنت أصمم فساتين للسهرة وغيرها لكنها كانت شخصية.

متى صممتي أول خط نسائي؟ في عام ٢٠٠٧ صممت أول خط نسائي والوحيد من الـsport chic وأطلقته مع مجموعة رسومات لي على السجاجيد، بمختلف مقاساتها، وكانت الانطلاقة في معرض بدبي، ورغم أنه لاقى استحسانًا كبيرًا إلا أنني شعرت بأن هناك شيئًا ينقصني، فتوقفت لفترة طويلة لكنني ما زلت أمارس هوايتي في تصميم الأزياء لأهلي وصديقاتي والمقربين.

ما القصة وراء كل خط من خطوط الأزياء؟ كان لي حلم مُعلّق، وهو تحضير الماجستير في مدينة لندن بالتحديد، وفي عام ٢٠١٤ سافرت إلى مدينة الضباب، لكن ليس لتحضير الماجستير فالظروف اختلفت، بل لحضور مجموعة short courses في الأزياء من جامعة London College of Fashion ومدتها٤ أشهر، ومن قبل ذهابي لتلك الديار وفي تصوري أنني سأصمم ملابس رجالية أو بالأصح (unisex) وتكون بلمساتي الغريبة دائمًا! وقوة شعوري أني سأجد ما أبحث عنه في هذا التخصص بالذات، لكن كان السؤال وقتها: هل سيلبسونها؟! وأجاب الشارع البريطاني عن تساؤلي لأجدني على الطريق الصحيح. ‎وعدت تلك السنة وقد ألهمتني تلك المدينة بتصاميم، وكم كنت متحمسة لإطلاقها، وذهبت الى تركيا لعمل مؤسسة لخط الأزياء الخاص بي، وأجريت مقابلات مع مجموعة من المسئولين في عدد من المصانع لكن باءت جميعها بالفشل، لأذهب بعد ذلك لهونج كونج وكذلك باءت بالفشل، واستغرقت هذه الفترة عامين.

كيف جاء اهتمامك بعالم أزياء الرجل؟ وفي صيف ٢٠١٦ سافرت للولايات الأمريكية المتحدة، لعلاج والدي، وقد أثر مرضه بي وبوالدتي وإخوتي، هذه السنة كانت صعبة بالنسبة لي منذ بدايات علاجه في ديارنا الحبيبة وجلسات الإشعاع حتى ما لما بعد العملية، في هذه الفترة تعلمت من والدي أعظم وأكبر دروس الحياة خلال مرضه، فكل ما كان يشعرنا به أنه أصيب بنزلة برد بسيطة لا أكثر.

‎كان العلاج في Jacksonville في ولاية فلوريدا، وكانت قرية هادئة لطيفة، وكنا نقضي اليوم بين المستشفى والمجمع السكني، وأثناء اشتريت خامات "أقمشة" وعدت الى الوطن، لأخطُ أولى خطواتي بمبدأ جديد هو نسخة محدودة من كل تصميم، والقطعة يمكن ارتداؤها على الجهتين. وأطلقت أول موسم رسمي في نوفمبر 2016 وكان في معرض "الآن" الفني، وتزامن مع إطلاق الموسم مجموعة من لوحاتي، التي طرحتها في مزاد ليذهب جزء من ريعها لجمعية "مودة للحد من الطلاق".

‎ كيف تصفين الزي التقليدي للرجل السعودي؟ الزي التقليدي للرجل من أجمل الأزياء، سواء كانت بالطريقة الرسمية أو لا.. ناهيك عن جمال ألوانه الشتوية، وعلى الرغم من أن تصميماتي بعيدة عن الزي إلا أن الزي السعودي بالنسبة لي صورة حقيقية لكلمة رجل.

ما السبب وراء اختيارك اسم "قمر"؟ أعشق كبار السن سواء من النساء أو الرجال، ‎فقد توفت جدتاي وأنا في بداية العشرينات وجدي من أمي توفي في بداية زواج والدتي، أما جدي من أبي فتوفي وأنا في الثالثة أو الرابعة من عمري، وتفاصيله محفورة في ذهني وقلبي وكان يكن لي حبًا خاصًا، وهو من كان يناديني "قمر".

‎وأنا في الجامعة كنت أكتب اسمي الرباعي على لوحي تكريمًا لجدي ولحبه وعشقي له، فاخترت هذا الاسم "قمر" الذي يعني لي الكثير، وكأن جدي يصاحبني في كل خطوة. ‎

ما الخامات المفضلة لديكِ؟ ولماذا؟ أحب كل ما هو جميل لعيني في رؤيتها وليدَيّ في ملمسها، ويختلف ذلك من مجموعة شتوية عن صيفية، لكنني أميل إلى إدخال خامة الجينز في كل موسم، فلا أستطيع مقاومتها لأنها تضيف لمسة جميلة في رأيي.

ما الأصعب في التصميم الرجالي "الكلاسيك أم الكاجوال" ولماذا؟ كلاهما فيه تعقيد لكنه السهل الممتنع، وكل تصميم منها كأنه قطعة فنية بالنسبة لي.

ما الألوان المفضلة لديكِ ولماذا؟ في طبيعتي بعيدًا عن الازياء أحب الازرق بدرجاته، أما في قطعي فتعتمد لوحة الألوان على الموسم وعلى مزاجيتي حينها، لكن الأغلب تسيطر عليه الألوان الدافئة بدرجاتها في موسم الصيف، والالوان الباردة للشتاء، ولا يعني أنه لا تتداخل ألوان الموسمين.

كيف كانت تحضيراتك لمجموعة خريف وشتاء 2019؟ تصميمي للأزياء هو شغفي وهوايتي، وفي كل مرة أجهز لمجموعة أستمتع بتحضير كل قطعة، وتكون تحضيراتي هي متعتي ومهربي من ضغوط الحياة، كذلك اللوحات التي تصاحب كل موسم.

وكانت أحداث تلك الليلة عبارة عن سلسة مفاجآت انتهت بإمطار الحضور بأوراق صغيره ملهمة بكلماتها، تبعث بالأمل والحب والايجابية والتفاؤل في هذه الحياة.

لماذا أطلقتِ عليها اسم الأمل أو hope؟ ‏ hope امتداد قصة لمجموعة من الأسماء التي سبقتها في مجموعاتي السابقة.

كم بلغ عدد خطوطك؟ عرض أزيائي للموسم الثاني كان بعنوان "الحرية" وكانت عبارة عن مجموعة من الريش السوداء والبيضاء وأدخلت خامة البلاستك على تصاميمي لتدعم الفكرة

الموسم الثالث كان بعنوان "القوة" أحكي بها انتهاء دروس والدي العظيمة في فترة قاسية وعصيبة، فكان الخيل هو نجم تلك الليلة، استخدامي لألوانه الجميلة في تصاميمي وقوته في تفاصيل القطع.

ما طموحاتك في عالم الأزياء والموضة؟ لن أقول إن العالمية ليست من طموحاتي، فقد عرضت ملابسي للموسم الثاني في لندن وكان شعورًا جميلًا جدًا، لكني أطمح لكل من يذكر اسم "قمر" أن يسهب في وصف جمال القطع وكم أنها تحاكي الجميع لكن بقالبي الخاص، ولا أعلم ما يخبئه المستقبل لكني أطمح أن يصبح "قمر" اسمًا له بصمته ولا ينسى.

من هو المصمم العربي أو العالمي المفضل لديك؟ لا يوجد اسم معين، لكن يعجبني في البعض تصاميمه والبعض الآخر يعجبني شغفه، والبعض تفكيره وخطوطه، وفي البعض يعجبني كفاحه وشقه لطريقه.

كيف يؤثر عالم الموضة في الاقتصاد السعودي والنظرة العالمية للمملكة من وجهة نظرك؟ هناك أمران يعتبران من أساسيات كل مجتمع وهما "المأكل والملبس"، ومع جيل واعٍ الكل يحب ويتفنن في الأزياء كل على طريقته، ولله الحمد تتوفر الأزياء في المملكة بجميع الأسعار، وخلال السنوات الأخيرة ظهرت العديد من مواهب الشباب والشابات في جميع المجالات ومنها التصميم، ليخرج جيل مبدع بأفكاره ويتم تحويل أفكارهم إلى واقع.

وفي العام الماضي استقطب حدث fashion week في الرياض كل محبي الموضة من جميع أرجاء العالم.

ما العائلة بالنسبة إلى ربى العطيشان؟ هم أكسجين الحياة، هم كل شيء لي والداعمين دومًا لي ولكل أفكاري، وتعلمت من والدتي كذلك أعظم دروس في الحب الوفاء والعطاء، والصبر في ملازمة الوالد وعدم مفارقته طوال هذه الفترة العصيبة.

ما رأيك في السوشيال ميديا وهل تؤثر في شعبية المصمم؟ للتلفزيون مكانته وللإذاعة الصوتية مكانتها، لكن وسائل التواصل تكاد تهيمن على الجميع، وذلك لسهولة وصولها للجميع ولكل الأعمار، وفي حالتي ومع اطلاقة كل موسم يكون الحفل خاصًا بالأهل والأصدقاء، ويصل عملي للجميع عن طريق السوشيال ميديا.

نصيحة تقدمينها لكل المصممات عامة والسعوديات خاصة. لكل إنسان وليس المصممات فقط: ابحثوا عن شغفكم في هذه الحياة وما تحبون عمله وعيشوا متعتها بجانب أعمالكم، ليس هناك شيء مستحيل، لا العمر يحكم! فهناك من بدأ بزهرة شبابه وهناك من حقق حلمه في الستين.. ولا تحكمك المادة، فالجمال يكمن في أن تبدأ بحلمك الصغير لتراه يكبر أمام عينيك.

اجعل الأمل مصاحبا لك دائمًا.. لم أحقق حلم طفولتي إلا في 2016!، الحياة عثرات وقد تتعثر بها وقد تسقط، لكن في كل مرة قم وانفض الغبار من عليك وأكمل بقوة وعزيمة.. ابحث عن نفسك في شغفك فالمجالات تسع الجميع.