حوار| أماني أبو الحسن: لدينا في المملكة عقول مبدعة.. وننظر للمستقبل كأننا نعيشه الآن
هي كاتبة ومقدمة برامج سعودية، تحكي قصة التنوير في التاريخ الإنساني من خلال برنامج «ملهمون» والذي يعرض على قناة «أبو ظبي»، وتستعرض فيه أهم الأفكار والفلسفات والاختراعات العلمية والانتاجات الأدبية والفنية.. إنها السعودية أماني أبو الحسن.
الكاتبة السعودية أماني أبو الحسن
حوار: عبدالله القطانوكان لـ «الجوهرة» مع مقدمة البرامج والكاتبة السعودية أماني أبو الحسن:
حدثينا عن بداياتك في الإعلام والفلسفة؟
أنا عاشقة للجمال والفلسفة منذ الصغر وكنت أهتم بمجال الفن والتصميم وعشقت القراءة والثقافة في مرحلة الثانوية؛ لذلك قررت دخول كلية الإعلام لأنه مجال يجمع بين جمال الصورة وبحث الصحفي عن الحقيقة.ما هي أهداف برنامج «ملهمون»؟
يتطرق البرنامج إلى بداية الحضارات وحتى العصر الحديث، ويتناول مراحل التنوير الفكري عبر حقب تاريخية عديدة، وإذا دخل التفكير النسبي في ذهن الإنسان خرج التطرف بكل أشكاله.وإذا تعلّم الإنسان أن الحقائق الثابتة في العلم والحياة والتفكير قليلة جدًا استطاع التوازن في مواقفه وآرائه، والفلسفة هي أم العلوم التي انتقلت بها الحضارات والأمم لمراحل متفردة في تاريخها.
فازدهار الأمم والدول كان مقرونًا بانتشار العلم وكثرة العلماء وتفرّع العلوم وحضور الفلسفة بوصفها تتويجًا لكل أنشطة العلم والعلماء في جميع المجالات.
والفلسفة -بشكل ما- هي تاريخ قدرة البشرية على صناعة الأسئلة، وقدرتها على النحت في صخور الذهن لإخراج الأجوبة واختبارها ونقدها، واستمرارية هذه القدرة على صنع الأسئلة وإعادة صياغتها.
بالإضافة لطرح الجديد منها في كل فترة، هي ليست علمًا محضًا كالرياضيات، وإن كانت الرياضيات كعلمٍ هي تطور داخل منظومة الفلسفة ومثلها بقية العلوم.
كيف كانت تجربتك الأولى في البرنامج؟
كان ترشيحي لهذا البرنامج من قِبل الكاتب مقدم البرامج الإماراتي «ياسر حارب»؛ والذي له الفضل في تشجيعي ومساعدتي في رسم هوية البرنامج وطريقة التقديم، والحمد لله كان له أثر كبير في عدد من الدول العربية.تلقيت عددًا من الردود والانطباعات في العالم العربي حول البرنامج وما يقدمه من وعي.
كيف تساهم الفلسفة في التقارب بين الديانات والمعتقدات الفكرية؟
العقل الذي يمارس الوعي يفهم تمامًا أهمية الخلافات الفكرية وأن الإنسان لا يزال يبحث عن الحقيقة، وكل ما توصلت إليه البشرية لم يجب عن العديد من الأسئلة التي يسألها العقل.حدثينا عن كتابك «لا شيء»؟
الكتاب يدعو إلى التساؤل مع الروح ومكاشفتها، فهناك الكثير من الأشخاص يعانون بسبب تأثير الآخرين فيهم وبرمجتهم منذ الصغر، فمن خلال هذا الكتاب أدعو الجميع إلى اكتشاف أرواحهم والإجابة عن أسئلتها.ما رأيك في دراسة الفلسفة في السعودية؟
المملكة شهدت مؤخرًا قرارات حكيمة تصب لصالح تطوير وتنمية المواطن السعودي وفق رؤية طموح يشرف عليها مُلهم الشباب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد.ومن ضمن هذه القرارات تدريس الفلسفة ضمن المناهج الدراسية لطلبة الثانوية، وهو مناسب لإعادة التأمل في أهمية الفلسفة في المجتمع، ومفيد للطالبات والطلاب ومدى انعكاس ذلك إيجابًا في المستقبل.
فالفلسفة تعني السؤال وطرح المزيد من الأسئلة، وهو ما كانت تتحاشاه فئات اجتماعية، تريد فرض إجابات جاهزة، وبالتالي جعلت من المجتمع مجرد متلقٍّ سلبيٍّ في المجالات كلها.
ومع دخول الفلسفة سيتغير الأمر، كما يرى عدد من المهتمين، وسيعمل المجتمع عقله وفكره في كثير من القضايا والموضوعات ولن يكون رهنًا بفئة اجتماعية أو دينية بعينها.
كيف ترين -من منظور الوعي- رؤية 2030؟
ما يحدث هو نهوض مستمر بدأ يأخذ وجوده المطلق والحقيقي في السعودية من خلال القرارات، وأيضًا العمل بمنظومة واعية ومدركة لقيمة الإنسان والمكان في المرحلة المقبلة.هكذا تنهض الشعوب عبر المكان وهي تدرك قيمة اللحظة والعمل والفهم.
ولدينا في السعودية عقول مبدعة وإمكانيات بشرية هائلة لا يمكن أن تبقى منغلقة أو مغلقة، ففي الأدب والثقافة والفنون لدينا أسماء وأعمال.
وأيضًا في مجالات الحياة والاقتصاد والعلوم والبيئة والسياحة، ولدينا الجغرافيا والتضاريس الساحرة، كل هذا جزء يشكل وعي الانسان عبر المكان وهذا يدفعنا لأن نكون في منطقة آمنة، ننظر للمستقبل كما لو أننا نعيشه الآن؛ لأن الآن هو الحقيقة المطلقة والآن هو كل شيء.
ما هي مشروعات أعمالك الجديدة؟
حاليًا نضع بعض الأفكار التي تناسب مفهوم (وعي المكان)؛ بمعنى كيف يمكن قراءة المكان ضمن الوعي؟.وكيف تصبح المدن لها أهمية بمجرد الانتباه لها أو وضعها في أجندة علمية وسياحية وفكرية؟ لنقل مثلًا «البهجة تصنع الأماكن»، فنحن نعرف بعض المدن من خلال حدائقها ومدن أخرى من خلال متاحفها.
ومن هذا المنطلق نعمل على أفكار ضمن هذا البُعد حول الوعي عبر المكان، خاصة في السعودية.
حوار| مدربة الولادة الطبيعية رنا صعيدي: الـ Doula هي الأم الروحيَّة للمرأة الحامل
