كتبت- منار بحيري
برزت أفنان عيد العتيبي كنموذج يحتذى به للفتيات العربيات اللاتي يطمحن إلى تحقيق النجاح في مجال الهندسة والتكنولوجيا.
فبعد أن حصلت على منحة دراسية من وزارة التعليم السعودية، تمكنت من دراسة الماجستير في مجال الذكاء الاصطناعي في جامعة كوين ماري في لندن، وهي إحدى أفضل الجامعات في العالم في هذا المجال.
وخلال فترة دراستها، تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات، من بينها ما أثبتته نتائج أبحاثها بأن نماذج المولدات الذكاء الاصطناعي تحيزية عنصرية؛ إذ تميل إلى إنتاج صور للذكور أكثر من الإناث بنسبة 51%
وإلى جانب إنجازاتها العلمية، حرصت أفنان على الحفاظ على هويتها الثقافية كشابة سعودية، فشاركت في العديد من المؤتمرات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث حرصت على ارتداء الزي السعودي في المناسبات الرسمية.
وأفنان نموذجًا يحتذى به للفتيات العربيات اللاتي يطمحن إلى تحقيق النجاح في مجال الهندسة والتكنولوجيا، فهي تثبت أن الفتيات قادرات على تحقيق أي شيء يطمحن إليه، إذا ما توافرت لديهن الإرادة والطموح.
الباحثة السعودية أفنان عيد العتيبي في حوار خاص إلى مجلة «الجوهرة»، وإليك نصه:
ثم عملت كمعيدة في الجامعة لمدة عامين، ثم معلمة في إحدى المدارس لمدة 7 سنوات.
وفي عام 2021، تم اختياري أنا ومعلمة حاسب أخرى من المملكة العربية السعودية للحصول على منحة استهداف 2.
وفي ذلك الوقت، كنت قد تلقيت قبولًا في برنامج الذكاء الاصطناعي في إحدى الجامعات السعودية، لكنني لم أكن أخطط للدراسة في الخارج.
ومع ذلك، تعتبر المنحة فرصة نادرة، حيث أنها محصورة في أفضل 10 جامعات في بعض البلدان.
لذلك، قررت الاستفادة من الفرصة والدراسة في جامعة كوين ميري في لندن، والتي تعد من أفضل برامج التعليم في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ترسل إليها شركات كبرى مثل Google طلابها.
وأصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من العديد من المجالات، مثل الرعاية الصحية والتصنيع والتجارة. لذلك، أعتقد أن دراسة مجال الذكاء الاصطناعي ستساعدني على المساهمة في تطوير هذا المجال وتحقيق أهدافه.
أود أن أشكر وزارة التعليم السعودية على هذه المنحة، والتي ساعدتني على تحقيق حلم الدراسة في الخارج. كما أود أن أشكر عائلتي وأصدقائي على دعمهم المستمر لي".
لكنني كنت مصممة على النجاح، لذلك كنت أقضي 7 أيام في الأسبوع في المكتبة لألحق بالدروس والمهام.
ساعدني الدعم من أهلي وأصدقائي على تجاوز التحديات، كما أنني كنت أحرص على الاستفادة من كل فرصة للتعلم من الأساتذة والطلاب الآخرين.
استفدت كثيرًا من تجربتي الدراسية في جامعة كوين ماري؛ إذ تعلمت الكثير عن مجال الذكاء الاصطناعي، كما اكتسبت مهارات جديدة في البحث والتحليل والكتابة.
وأشكر الله على هذه الفرصة الرائعة، والتي ساعدتني على تطوير قدراتي وتحقيق أهدافي.
كنت أشعر أن معرفتي السابقة في مجال علوم الحاسب أصبحت قديمة؛ لذلك اضطررت إلى دراسة كل شيء من الصفر.
وكان اختيار مشروع التخرج تحديًا آخر كبيرًا، كنت أرغب في تقديم ابتكار جديد في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن جميع الأفكار التي كنت أفكر فيها كانت قد تم اكتشافها بالفعل. لذلك، اضطررت إلى إعادة التفكير في مشروعي عدة مرات.
لكنني تمكنت في النهاية من التغلب على هذه التحديات، ونجحت في تقديم ابتكار جديد في مجال الذكاء الاصطناعي، هذا الابتكار يمكن أن يساعد في جعل الذكاء الاصطناعي أقل عنصرية.
هذا الابتكار يعتمد على استخدام تقنية جديدة لمعالجة اللغة الطبيعية. هذه التقنية يمكن أن تساعد في إزالة التحيزات من البيانات التي يتم استخدامها لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
أنا سعيدة للغاية لأنني تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز. كما أتمنى أن يساعد هذا الابتكار في جعل العالم مكانًا أكثر إنصافًا.
[caption id="attachment_244218" align="aligncenter" width="545"] جامعة ماري كوين[/caption]
وأود أن أبعث برسالة إلى جميع الفتيات اللاتي يفكرن في دراسة الهندسة، أنكن قادرات على تحقيق أي شيء تريدنه.
صحيح أن تخصصات الهندسة غالبًا ما تكون يهيمن عليها الرجال، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد مكان للفتيات.. أدعوكن إلى عدم الخوف من التحديات، وكنّ فخورات بأنفسكن وقدراتكن.
وأثبتت نتائج أبحاثي أن نماذج المولدات الذكاء الاصطناعي تحيزية عنصرية بشكل كبير؛ إذ تميل إلى إنتاج صور للذكور أكثر من الإناث بنسبة 51%. كما أنها تميل إلى إنتاج صور للأشخاص من أصل أبيض أو صيني أكثر من الأشخاص من أصل آخر.
أنا فخورة بكوني سعودية، وكنت أرغب في رد جزء من عطاء الوطن بنشر ثقافتنا؛ لذلك، كنت أشارك في الأنشطة التي تسلط الضوء على الثقافة السعودية، مثل ارتداء الزي السعودي في المناسبات الرسمية.
أعتقد أنه من المهم للأشخاص الذين يعيشون في الخارج أن يحافظوا على هويتهم الثقافية. فالثقافة هي جزء مهم من هويتنا، ويجب علينا أن نحافظ عليها.
اقرأ أيضًا: بسبب الذكاء الاصطناعي.. مستقبل الوجوه البشرية في خطر