إبداعات السعوديات.. معرض «عالم مشاعل» للتصميم الداخلي الاحترافي بالرياض

الرياض: أحمد الزيلعي

انطلق معرض «عالم مشاعل»، الذي احتوى على تنوع فني مذهل من مشاريع ودراسات ومبادرات قدمتها الطالبات السعوديات الخريجات، كمشاريع تخرج.

معرض عالم مشاعل

وأتاح المعرض للمشاركات الفرصة لعرض وتسويق مشاريعهن وابتكاراتهن الذكية والرقمية، بأفكار متطورة تحاكي الحاضر والمستقبل، وتحافظ على هوية الماضي؛ إذ تواكب تصاميمهن ما تشهده المملكة من نقلة عملاقة، ونهضة، وتطور وازدهار، من خلال الرؤية الحكيمة للقيادة.

مشاعل العيدان

استطاعت المهندسة مشاعل العيدان؛ الرئيس التنفيذي والمشرف العام على هذا المعرض، أن تحول المكان إلى واحة أعمال ريادية وصناعة الأفكار الهندسية الممزوجة بالفن المعماري، مؤكدة أن رؤيتها ظهرت ملامحها في المشاريع الرقمية على الطراز المعماري الحديث، والذي يحمل رؤية تطويرية تليق لكل زمان ومكان.

وعلقت «العيدان»، التي أتاحت الفرصة أمام الطالبات الخريجات، لعرض إبداعاتهن في معرضها المميز، قائلة: «أنا فخورة اليوم ببناتنا الطالبات السعوديات، بنات بلدي، المشاركات بمبادراتهن ومشاريعهن المستقبلية (حلم الغد)».

وأضافت «لقد أصبح لدينا اليوم الكفاءات البشرية والطاقات والمهارات، وعليكم يارجال الأعمال المساهمة بإمكانياتكم المادية ودعمكم اللوجستي أيضًا، لتحقيق أحلام بنات الوطن، فهم يستحقون وقفتكم ووقفة الجميع، حتى نرى تلك المخرجات الهندسية على أرض الواقع».

كما قدمت الشكر للحضور، قائلة «حضوركم وحضور الجميع ومساندتكم، فهي تعتبر نقطة الانطلاق إن شاء الله، وخير شاهد على تفاعلكم واهتمامكم، ورغبتكم، في تحقيق الاستثمار للعقول والذكاء والابتكار، وصناعة الرواد والريادين في الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي».

إشادات واسعة

وأشاد العديد من الزائرين والمختصينَ بالمعرض وبالمشاريع التي عرضت بداخله، والتي جاءت موائمة ومصممة وفق الرؤية السعودية 2030، وماتشهده من تحديث وتنوع يسعى لتطوير جانب ثقافي بالمجتمع، فالفنون السينمائية تمس ثقافة المجتمع؛ لأنها تصور وتعرض حقيقة أو تربط الحقيقة بالخيال.

ومن جانبه، أكد المهندس حمد إبراهيم اللحيدان؛ عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم العمران، أن هذا الجيل اليوم أُتيحت له من الفرص والإمكانات، لم تتح للأجيال السابقة، قائلًا «فلقد تعاملنا مع المعرفة والمعلومات بشكل شاق في ما مضى من السنين، لكن اليوم أصبحت المعلومات والمعرفة متاحة بكامل محتواها في الشبكة، ولم يعد هناك شقة وصعوبة في الحصول عليها».

وأشاد «اللحيدان» بفكرة المعرض وجهود «عالم مشاعل»، الذي منح الطالبات المهندسات فرصة العرض لأعمالهن وتصاميمهن الوطنية بشكل يليق وواضح، مقترحًا أن يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مفيدة لنشر وتسويق أعمالهن.

وعن رؤية الأعمال على الواقع، لفت إلى أنه حينما يرى المصمم تصميمه على الواقع يشعر بالنجاح الفعلي، فالتصميم الهندسي والمعماري ليس مجرد رسم فن، بل هو فن وظيفي يفتخر المصمم بتنفيذه على الواقع.

مكاتب الخبرة

كما أهاب «اللحيدان» بمكاتب الخبرة، احتواء وتوجيه تلك الدراسات النظرية والتصاميم الهندسية المستقبلية الرقمية، مؤكدًا أن جمال التصميم يتطلب خيالًا واسعًا، فإذا تم منحهم كل الوسائل الرقمية أنتجوا أبعادًا في كل المجالات، خاصة مجال التصميم، وهو يتطلب أن يكون الشخص ذا إحساس فني عالٍ.

وأضاف «أن المهندس اليوم أو المعماري يستطيع أن يجوب العالم وهو في مكتبه، من خلال مطالعته وتصفحه لمئات من النماذج الرقمية، في عالم الفضاء الواسع من الشبكة العنكبوتية»، مطالبًا بأن تتماشى مناهج التعليم وطرق التدريب مع الجيل الرقمي، حتى يستفاد منه، فهو يمنح الطلبة طاقة كبيرة من الإبداع.

واستكمل «ولقد لاحظت في المعرض أن هناك استخدامًا من بعض الطالبات الخريجات لبرنامج «d3» ثلاثي الأبعاد، الذي يستطيع أن ترى وتتعرف على المشروع المنفذ، قبل تنفيذه على أرض الواقع، وهذا يدل على سهولة التصميم، إذ يُعطيك مابعد التصميم؛ حتى لايختلف الواقع الافتراضي في التصميم عن عالم الواقع الحقيقية.

أفكار وابتكارات

وأوضح رجل الأعمال «مبارك العدوس» عضو جمعية الأمير سلطان بن سلمان للإعاقة، أنه في الماضي كان يتم إرسال طلبات التصاميم الهندسية لخارج المملكة العربية السعودية للمكاتب الأجنبية، أما اليوم فتوجد كفاءات سعودية خاصة مع التطور المشاهد وعالم تسارع التقنية والتكنولوجيا.

كما أشار «العدوس» إلى إبداع المرأة السعودية وتميزها والريادة التي حققتها فوق النجاح في سوق العمل بجانب الرجل، موضحًا أن مشروع أطفال السرطان الذي يهدف إلى تحسين بيئة حياتهم هو أهم المشاريع المعروضة.

اقرأ أيضًا: 94.2 % من الفتيات السعوديات يستخدمن «تويتر» لمتابعة قضايا المرأة

وأضاف أنه سيتم التعاون مع هذا المشروع، من خلال التنسيق بحيث يمكن أن يتم تقديم الدراسة والتصميم بشكل أدق ومختصر بداية المشروع، ثم العمل على تطويره وقت الحاجه لذلك، خاصة وأن حكومة المملكة لم تقصر أبدًا في تقديم الدعم في مختلف الجوانب.

واستكمل «ويتبقى دورنا كمسؤولية مجتمعية علينا أن نساهم في المشاريع الخيرية، وبمثل هذا المشروع والتصميم اللائق سيعيش الطفل الطالب متميزًا متمكن ومحب لمدرسته ودراسته عالمه الواقعي وسيعتبرها جزء من حياته وهويته».

المرأة السعودية مبدعة في سوق العمل

من جانبه، علق الشيخ «صالح بترجي» رجل أعمال وعضو في العديد من الجمعيات، على هذا المعرض المميز، قائلًا «نعم أنا مقتنع إقتناع تام بأن المرأه السعودية أخذت حقها ودورها بالكامل، إذ أصبحت مبدعة في سوق العمل».

وأضاف «وها هي اليوم كما نشاهدها في هذا المعرض العالمي الرقمي في تخصص ومجال الهندسة والفن المعماري والتصميم الداخلي الذي جعلته المهندسة مشاعل العيدان سفيرة فن التصميم الداخلي إلى ورشة عمل للخريجات في أجواء تفاعلية وهم يستحقون منا الدعم والاحتواء والنصيحة أيضًا».

واستكمل «أبهرني مارأيت، وسرني الحضور وشاهدت الإبداع حقيقة في مختلف المشاريع والأفكار، ولم يخلو المعرض من عرض المشاريع الخيرية والإنسانية كمشروع تحسين بيئة أطفال السرطان وغيره من المشاريع والأفكار الإبداعية وكذلك مشروع تحسين البيئة المدرسية للطفولة المبكرة».

توثيق المعرض

‎وحرص المعماري مساعد القفاري، على حضور المعرض وتوثيق أعمال الطالبات الخريجات من خلال حساب «سناب شات» الخاص به، موضحًا أن هذا واجبه، فدائمًا ما يحرص على حضور هذه الفعاليات ويقدم التوجه والتشجيع والدعم.

وعلق «‎فالبنات قد يكن خريجات أكثر عددًا من الشباب خاصة جامعة الأميرة نورة والأمير سلطان والملك سعود وغيرها، قسم التصميم.. وجزاها الله خير المصممة مشاعل احتوت البنات وقدمت لهم الدعم المتكامل من خلال مكتبها ماشاءالله، واحنا هذا واجبنا ندعم كل أعمالهن الجميلة والرائدة لتطلعات المستقبل».

الطالبات الخريجات

وحرصت الطالبات الخريجات على الحديث عن مشاريعهن؛ إذ أوضحت الطالبة جميلة المالكي، أن فكرة المشروع تقوم على انشاء أول أكاديمية للفنون السينمائية الأولى من نوعها في السعودية، تستهدف هذا المجال من الفنون، فالأكاديمية لاتخدم الطلبة والكادر التعليمي فقط وإنما تخدم الزوار أيضًا بوجود معرض ومسرح خاص.

كما أشارت «المالكي» إلى أن فكرة الأكاديمية تتركز على توفير جميع الاحتياجات الأساسية للطلبة بطريقة فريدة من نوعها وجمالية في تصميمها وتوظيف واستغلال المساحات الداخلية والخارجية لخدمة مستخدميها، كما يوجه تصميم الأكاديمية إلى استخدام خامات مستدامة لدعم وحماية البيئة، لأنه من واجبات المصمم أخذ مثل هذه الأمور بعين الاعتبار تجاه البيئة المحيطة به.

الطفولة المبكرة

وأكدت شيخة الربيش الطالبة الخريجة من هندسة داخلية، أنها قدمت مبادرتها ومشروعيها الذي يُحاكي البيئة المدرسية الابتدائية باستهداف الطفولة المبكرة، من خلال تحسين البيئة المدرسية باستخدام التصميم الداخلي الذي يخلق التميز لدى الأطفال ويحفزهم لانتاج أكبر وقبولهم وحبهم لمدارسهم.

ولفتت «الربيش» إلى أن مشروعها يُبرز طريقة تحسين البيئة المدرسية التعليمية والتدريبية للطفل، قائلة «بناءً على دراستي وملاحظتي الشخصية اكتشفت بعض المشاكل الكبيرة التي تؤثر على الطفل سلبًا ومنها الدرج، من خلال تصميمي للدرج حليت هذي المشكلة حيث أصبح الدرج المدرسي تفاعلي ومساحاته كلها يستفاد منها ومستخدمه لخدمة الأطفال ومواقع للقراءة واستغلال المساحات، إذ أصبح الدرج إيجابي ومحفز ليس مجرد درج وسلم عادي لصعود والنزول».

وأضافت «أنا احلم في دراستي ومشروعي بأن تكون بيئة المدرسة كمبنى يمثل ارتباط كل طفل مع منزله وأسرته.. احساسه بالملكية وأن المدرسة جزء لا يتجزء من حياته».

مشاعل العيدان

الأسواق الشعبية

وعملت المهندسة العنود بخيب الطالبة الخريجة، على مشروع إعادة هيكلة تصميم الأسواق الشعبية مع محافظتها على كامل هويتها بطريقة إبداعية أبهرت الزوار والضيوف الحاضر لمعرض «عالم مشاعل»، قائلة «انا استطعت أن أعيد لسوق طيبة هويتها».

وقدمت «العنود» من خلال مشروعها رؤية لتصميم سوق هندسي محافظ على الهوية الشعبية التراثية بكامل مرافقه، بما فيها جلسات الترفيه وجلسات للراحة وطرق البيع، كما انشأت أماكن متفرقة في السوق للصلاة ومنطقة أكل مستوحاة من التراث الشعبي والحجازي بتنوع بيئات السعودية التراثية من خلال بقاء السوق على هويته الشعبية ولكن بشكل منظم ومهني.

وحرصت على تطوير إمكانيات العرض والحركة والبيع والشراء والترفيه وتسهيل الدخول والخروج لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى تصميم يسعى لتنظيم طريقة البيع التقليدي، وحتى الإضاءات في السوق مستوحاة من النمط العسيري والجنوبي.

وقالت «شيخة»: «صنعت قطعة إضاءة أوجة فيها رسالة لاستخدام مواد محلية ومتجددة مصاحبة للبيئة بتصميم معاصر، استخدمت فيها سعف النخل التي تعتبر مادة متجددة لا تضر النخلة، كما أنها تعتبر من المواد الأساسية في السعوديه قديمًا».

كما لفتت إلى أن مهارة التسعيف واستخدام سعف النخيل يتراجع تدريجيًا، بينما يتزايد استخدام المواد المستوردة والاعتماد على الأجانب في تصنيع وتوريد الأثاث، معلقة «ولكن بإمكاننا استخدام مواد محلية والاعتماد على أنفسنا في إخراج قطع أثاث وتصاميم خاصة بوطننا وتخدم كوكبنا بالحد من التلوث البيئي ونفقات الشحن وتحقيق الاستدامة».

حاضنة للفنانين والمعماريين السعوديين

ومن جانبها، أكدت شادن الصبي الطالبة الخريجة، أن هذا أول معرض تشارك به يستهدف الفنانين والمصممين، من خلال تصميم مقر ومكان وخاضنة دائمة للفنانين والمصممين والمعماريين السعوديين، موضحة أنها تستخدم مواد اسمنتية الأرضيات بدون صبيات.

أكاديمية الفنون المجتمعية

وشاركت المهندسة فلوة سلطان آل ثقفان الطالبة الخريجة، في معرض أكاديمية الفنون المجتمعية «عالم مشاعل»، من خلال مشروع أكاديمية الفنون المجتمعية، والذي يتحدث عن رؤية تصميم أكاديمية وفق رؤية المملكة 2030 في دعم المواهب والابتكار.

كما يعمل المشروع على إيجاد وسائل الترفيه الهادفة ورفع مستوى السعادة، لافتة إلى أن الحي هو المكان المناسب لمثل هذا المشروع؛ نظرًا لقربة من السكان مما يزيد من تفاعلهم وانظمامهم، موجهة الشكر إلى «عالم مشاعل» الذي فتح أبوابه لعرض وتقديم وتسويق مشاريع التخرج المبتكرة.

مراحل المشروع
ويتكون المشروع من أربع مراحل مستوحاة من مراحل نمو النبات، كالتالي:

- المرحلة الأولى: تُسمى الزراعة seeding، وهي تتم عند أبواب الأكاديمية عندما يزرع الشخص بذرة رغبته في النمو. - المرحله الثاني: budding وهي مرحلة إخضرار النبتة، وفي هذه المرحلة ينمي الشخص خصائص لديه مسبقًا، مثل «العلم والمعرفة» وهذا من خلال المكتبة أو المهارات الاجتماعية.

- المرحلة الثالثة: flowering وهي مرحلة تنمية الشخص من خلال تعلم مهارة جديدة.

- المرحلة الرابعة والأخيرة: riping وهي مرحلة النضج الكامل، وهذه المرحلة ليست لها وجود في مشروعي لأن ليس لها مكان فعلي، فهي قناعة الشخص على أنه وصل لأقصى معرفته لهذه المهارة الجديدة.

كما أشارت إلى أنه تم مراعاة التصميم الداخلي للأكاديمية بالألوان الغنية والناعمة؛ لتعكس جميع أنواع الفنون والأنماط، فضلًا عن استخدام كمية من الدوائر لتتناقض مع الحواف الحادة القاسية للخطة المعمارية في التصميم، ومراعاة وسائل السلامة والأمن والصحة واحتياجات أصحاب الإعاقة.

67 % من الفتيات السعوديات راضيات عن عملهن