أدلة علمية.. غذاؤك قد يحميكِ من سرطان الثدي

هناك عوامل عديدة تسهم في تحديد خطر الإصابة بسرطان الثدي، بعضها لا يمكن التحكم به كالعمر والتاريخ العائلي. ومع ذلك، يبقى النظام الغذائي أحد العوامل التي يمكنكِ التأثير فيها، مما يمنحه دورًا مهمًا في خفض خطر الإصابة بالمرض وتحسين نتائجه.
بحسب الجمعية الأمريكية للسرطان، فإن نحو 30% من حالات سرطان الثدي بعد انقطاع الطمث مرتبطة بعوامل قابلة للتعديل، ومنها النظام الغذائي.
وتشير دراسات متعددة إلى أن اتباع أسلوب حياة صحي قد يمنع ما بين 50% و70% من الحالات. كما أظهرت أبحاث أخرى أن التغذية السليمة قد تساهم في تقليل احتمالات عودة المرض أو الوفاة لدى مريضات سرطان الثدي.وفقًأ لـ”bcrf.org”.
 دور النظام الغذائي في تقليل خطر الإصابة
يؤثر النظام الغذائي على خطر الإصابة بسرطان الثدي بعدة طرق، أبرزها علاقة السمنة بالمرض، خاصة بعد انقطاع الطمث. فالدهون الزائدة في الجسم قد تؤدي إلى التهابات، وتغيرات في مستويات الهرمونات، وتحفيز نمو الخلايا غير الطبيعي.
الخبر السار هو أن فقدان الوزن والحفاظ عليه قد يقلل من خطر الإصابة. ففي دراسة أجراها الدكتور والتر ويليت عام 2020، تبين أن النساء فوق سن الخمسين اللواتي خسرن 10 أرطال (نحو 4.5 كغم) أو أكثر واحتفظن بهذا الوزن، انخفض لديهن خطر الإصابة بنسبة 32%.

أهمية التغذية الصحية

اتباع نظام غذائي متوازن لا يساهم فقط في ضبط الوزن، بل يدعم المناعة ويقلل الالتهابات. بعض العناصر الغذائية لها تأثيرات مضادة للسرطان، مثل:
مضادات الأكسدة: وهي مركبات تحمي الخلايا من التلف، وتوجد في:
  • فيتامين C (الحمضيات، الفلفل)
  • فيتامين E (اللوز، البندق)
  • البوليفينولات (البروكلي، زيت الزيتون، الشوفان)
  • الكاروتينات (السبانخ، الجزر، المانجو)
  • الألياف: تساعد على تنظيم سكر الدم وتقليل هرمون الإستروجين، وتشير دراسة نشرت في مجلة Cancer إلى أن النساء اللواتي تناولن كميات أكبر من الألياف كن أقل عرضة للإصابة بنسبة 8%.
  • الميكروبيوم المعوي: يحتمل أن تؤثر البكتيريا النافعة في الأمعاء على استقلاب الإستروجين، مما ينعكس على خطر الإصابة.

عناصر غذائية أخرى مفيدة

بالإضافة إلى مضادات الأكسدة والألياف، تظهر الأبحاث أن بعض العناصر الأخرى قد تقلل من خطر الإصابة:
  • فيتامين د والكالسيوم
  • أحماض أوميغا 3 الدهنية (الموجودة في الأسماك الدهنية)
  • منتجات الصويا مثل التوفو والإدامامي، والتي تبين أنها لا تزيد الخطر بل قد تقلله، خاصة عند تناولها ضمن نظام غذائي متوازن.

تأثير النظام الغذائي على نتائج المرض

النظام الغذائي لا يؤثر فقط على احتمالات الإصابة، بل قد يكون له دور كبير في تحسين فرص النجاة وجودة الحياة بعد التشخيص.
أشارت مراجعة نشرت في المجلة الدولية للصحة البيئية والعامة إلى أن المريضات اللواتي التزمن بنظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، وقللن من اللحوم الحمراء والمصنعة والدهون المشبعة، كانت لديهن معدلات وفاة أقل بعد التشخيص.
كما بينت دراسة للدكتورة ميليندا إروين أن دمج التغذية السليمة مع ممارسة الرياضة يحسن الاستجابة للعلاج الكيميائي، خاصة لدى مريضات أنواع معينة مثل:
  • سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات / السلبي لـ HER
  • السرطان الثلاثي السلبي

هل توجد أطعمة تحمي من سرطان الثدي؟

لا توجد “أطعمة سحرية” تمنع المرض، لكن النمط الغذائي النباتي والغني بالأطعمة الطبيعية قد يكون له تأثير وقائي، خصوصًا بعد انقطاع الطمث.
النظام الغذائي المتوسطي، الذي يركز على الأطعمة الكاملة وغير المعالجة، أثبت فعاليته. وبينت دراسة نشرت عام 2017 أن النساء الملتزمات بهذا النمط الغذائي كن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي السلبي لمستقبلات الإستروجين بنسبة تصل إلى 40%.

أهم مكونات النظام المتوسطي:

  • الفواكه والخضروات الملونة
  • البقوليات (الفاصوليا، العدس)
  • الحبوب الكاملة (الشوفان، الأرز البني، الكينوا)
  • زيت الزيتون البكر
  • الأسماك الدهنية (السلمون، التونة، الماكريل)
  • الأعشاب والتوابل الطبيعية
  • كميات معتدلة من منتجات الألبان

أطعمة ينصح بتجنبها

ينبغي الابتعاد عن النظام الغذائي الغني بالأطعمة المعالجة والمشبعة بالدهون والسكريات. ومن أبرز العناصر التي يجب تجنبها:

1. الدهون المشبعة والمتحولة

تزيد من خطر الوفاة بسرطان الثدي موجودة في: الزبدة، الجبن الكامل الدسم، اللحوم الحمراء، الزيوت المهدرجة، الأطعمة المقلية والمعجنات.
تناول الدهون المتحولة بعد التشخيص ارتبط بزيادة خطر الوفاة بسرطان الثدي بنسبة 45%.

2. الكحول

يرتبط بزيادة خطر الإصابة، وقد يؤثر سلبًا على نتائج العلاج، خصوصًا بعد انقطاع الطمث.

3. السكريات المضافة

لا “تغذي” السرطان كما يشاع، لكنها تسبب زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين والالتهابات. توجد في: المشروبات الغازية، العصائر، الحلويات، وكذلك في أطعمة غير متوقعة مثل صلصة الباستا أو الكاتشب.
وفي النهاية يعد النظام الغذائي عاملاً حيويًا في الوقاية من سرطان الثدي وتحسين نتائجه. وبينما لا يوجد طعام واحد يضمن الحماية، فإن اتباع نمط غذائي صحي ومتوازن، يعتمد على الأغذية النباتية الطبيعية، مع تقليل الدهون والكحول والسكريات، يُمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في تقليل الخطر ودعم الشفاء
الرابط المختصر :