إذا كنتِ تمرين بمرحلة انقطاع الطمث، فمن المحتمل أن تكوني لاحظتِ التغيرات الجسدية التي تصاحب هذه المرحلة من الحياة. ومع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، قد تلاحظين زيادة في وزنك. وتغيرات في حالتك المزاجية، وصعوبة في النوم، بالإضافة إلى تراجع في الوظائف الإدراكية. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض الإدراكية الأكثر شيوعًا. فإن العلاقة بين انقطاع الطمث وصحة الدماغ قد تكون أعمق ولها تأثيرات أكبر مما يعتقد.
انقطاع الطمث
كما توصل بحث جديد تم نشره في مجلة “Menopause”. إلى وجود صلة محتملة بين أعراض انقطاع الطمث الشديدة “بما في ذلك الهبات الساخنة والاكتئاب” والوظيفة الإدراكية لدى السيدات بعد انقطاع الطمث. كما أشار مؤلفو الدراسة بأن نتائجهم قد تساعد في توضيح العلاقة المعقدة بين الهرمونات ونمط الحياة والعوامل الأخرى التي تؤثر على صحة الدماغ مع تقدمنا في العمر.
نتائج الدراسة الحديثة
شمل الباحثون ما يقرب من 1300 سيدة في أواخر سن اليأس من تسع دول في أمريكا اللاتينية. حيث تلقى كل شخص علاجًا لانقطاع الطمث في عيادات طبية خاصة وملأ العديد من الاستبيانات، بما في ذلك ما يسمى بمقياس تصنيف انقطاع الطمث. بعد جمع البيانات، وجد الباحثون أن 15.3% يعانون من ضعف إدراكي خفيف “مثل مشكلات الذاكرة والتركيز”. كما أبلغ هؤلاء الأشخاص عن أعراض انقطاع الطمث الأكثر شدة، بما في ذلك الهبات الساخنة، واضطرابات النوم والمزاج، مقارنة بأولئك الذين لم يظهروا ضعفًا إدراكيًا. وذلك نقلًا عن Well+ Good.

كما أوضحت الدكتورة لورين سترايشر، طبيبة أمراض النساء والتوليد ومؤسسة مركز نورث وسترن ميديسين للطب الجنسي وانقطاع الطمث. أنه تم الاكتشاف من خلال الأبحاث الطبية السابقة بأن هناك تأثيرات مؤقتة لفقدان هرمون الاستروجين على وظائف المخ أثناء انقطاع الطمث وبعد انقطاع الطمث مباشرة. لكن هذه الدراسة تبرز التأثيرات المحتملة على المدى الأطول، وأضافت أيضًا: “السؤال الحقيقي هو: ماذا نعرف عن الوظيفة الإدراكية “أثناء انقطاع الطمث” لاحقًا؟”.
يتفق الخبراء على أنه ليس كل امرأة في سن اليأس تعاني من الهبات الساخنة، أو اضطرابات النوم، أو تقلبات المزاج. أو حتى ضباب الدماغ الناجم عن انخفاض هرمون الاستروجين، سوف تصاب بالخرف أو غيرها من المشكلات الإدراكية في المستقبل. حيث إن البحث الجديد يسلط الضوء ببساطة على إمكانية زيادة المخاطر، وليس السبب الدقيق. بعبارة أخرى. يعد هذا البحث خطوة استكشافية مهمة؛ حيث يسعى الخبراء الطبيون إلى فهم أفضل للارتباطات بين سن اليأس، واختيارات نمط الحياة، وصحة الدماغ.
طرق حماية دماغك أثناء وبعد انقطاع الطمث؟
تعتبر الآليات الأساسية التي تربط بين أعراض انقطاع الطمث والوظيفة الإدراكية لم يتم فهمها بشكل كامل بعد، إلا أن هناك بعض الأخبار الجيدة هنا. فقد أشارت دراسة انقطاع الطمث إلى وجود الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها الحفاظ على لياقة الدماغ أثناء انقطاع الطمث وما بعده.
وفي غضون ذلك تقول الدكتورة “ستيفاني فوبيون” أخصائية أمراض النساء والتوليد والمديرة الطبية لجمعية انقطاع الطمث ومديرة مركز مايو كلينيك لصحة المرأة. “كل الأشياء التي نتحدث عنها باعتبارها مفيدة لصحة القلب مفيدة أيضًا لصحة الدماغ”. حيث تعد الأوعية الدموية المهمة لقلبك مهمة أيضًا لصحة دماغك. ومع ذلك، إليك 5 تغييرات يمكنك إجراؤها على روتينك اليومي لتغذية عقلك وقلبك.
خيارات نمط حياة صحية
لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن العناية بجسمك ككل ستساعد عقلك أيضًا. في حين يشمل ذلك تناول المزيد من الأطعمة المغذية والصحية. كما تعد ممارسة التمارين الرياضية يوميًا، والحفاظ على وزن صحي لحجم جسمك. والتأكد من أن أشياء مثل ضغط الدم ومستويات الكوليسترول لديك كلها ضمن نطاق صحي؛ ما قد يساعد في الحفاظ على استقرار نظامك الحركي الوعائي.
خفض مستوى التوتر لديك
بالنسبة للعديد من الأشخاص، يمكن أن تكون فترة انقطاع الطمث وقتًا للتحولات الشخصية والهرمونية. حيث تعد رعاية الوالدين المسنين، وإنجاب الأطفال في مرحلة البلوغ، والاهتمام بمهنة ما، كلها أمور قد تكون مرهقة وتؤدي إلى التوتر والقلق والإرهاق. حاولي تقليل العبء العقلي عن طريق ممارسة تقنيات تخفيف التوتر: يمكن أن يشمل ذلك ممارسة اليقظة الذهنية، أو التأمل. حيث قد ثبت علميًا أن هذه الأنشطة هي طرق فعالة للتخفيف من آثار التوتر.
حاولي تعلم أشياء جديدة
وجد مؤلفو دراسة انقطاع الطمث أن تعلم أشياء جديدة يعد عامل وقائي عندما يتعلق الأمر بتجنب المشكلات الإدراكية بعد انقطاع الطمث. حيث يعد تحفز الدماغ بفعل أشياء جديدة يحافظ على الصحة الإدراكية. كما تقول الدكتورة “فوبيون” يمكن أن يشمل هذا تعلم لغة أو أخذ دورة فنية، أو بدء هواية أخرى كنت ترغب دائمًا في تجربتها.
احصلي على نوم جيد
يمنحك النوم الانتعاش الذي تحتاجيه بشدة كل ليلة. إذا لم تحصلي على قسط كافٍ من النوم المريح والجيد، فأنت تخاطري بمجموعة كاملة من المضاعفات العصبية المحتملة على المدى الطويل، بما في ذلك الخرف والتدهور المعرفي. حيث إذا كان روتين نظافة النوم الخاص بك يحتاج إلى مساعدة، فهذا هو الوقت المناسب لمعالجته، من أجل دماغك. حيث يوصي الخبراء بالحصول على ما بين 7 إلى 9 ساعات في الليلة.

جرب العلاج الهرموني
أخيرًا وليس آخرًا، هناك العلاج الهرموني الذي يكون غالبًا عبارة عن هرمون الإستروجين التكميلي الذي يأتي في شكل حبوب أو لاصقات أو كريمات أو بخاخات. كما أن الدراسة في Menopause لم تحدد ما إذا كان علاج الهبات الساخنة بالعلاج الهرموني يمكن أن يساعد في تحسين وظيفة الإدراك في وقت لاحق من الحياة. كما يقول الخبراء إنه يستحق النظر إذا كانت الأعراض تؤثر سلبًا على روتينك اليومي. إذ إن العلاج الهرموني قد لا يكون مثاليًا للجميع.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
قد يتفاقم التدهور المعرفي نتيجة لأعراض انقطاع الطمث، على الرغم من أن بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي أكبر لأشياء مثل الخرف أو فقدان الذاكرة، بغض النظر عن حالة انقطاع الطمث. ولكن من الجدير إثارة القضايا، مثل ضعف التركيز أو الذاكرة أو انخفاض الحالة المزاجية لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك. حتى تتمكن من تلقي العلاج المناسب.
كما أن انقطاع الطمث هو الوقت المناسب لتقييم صحتك العامة وإجراء بعض التعديلات إذا لزم الأمر. وما عليك فعله هو التوجه إلى الطبيب لمناقشة الأعراض مثل الهبات الساخنة، ومراجعة فحوصات الدم. والتوصل معًا إلى خطة تناسبك وأهدافك الصحية.
اقرأ أيضًا: رؤية المملكة 2030 تعزز دور المرأة السعودية اقتصاديًا
كما قالت “الدكتورة سترايشر”: تعتقد العديد من النساء أن الهبات الساخنة وأعراض انقطاع الطمث الأخرى غير سارة، ولكنها غير ضارة. والآن لدينا كمية هائلة من البيانات التي تُظهر أن الأمر لا يتعلق فقط بجودة الحياة. بل يتعلق أيضًا بطول العمر، ويتعلق بالقدرة على العمل، سواء كنا نتحدث عن أمراض القلب والأوعية الدموية أو الوظائف الإدراكية”.