قد تظهر علامات خفية للاكتئاب، والتي قد تخفي أعراضًا أكثر شيوعًا. وتشير مثل هذه الأعراض إلى أن التدخل المبكر أمر بالغ الأهمية في تقديم الرعاية الوقائية.
وبحسب دكتور علي عبدالراضي؛ عضو الجمعية الأمريكية للطب النفسي؛ والمحاضر في اليونيسيف؛ أكد لموقع الجوهرة أن الاكتئاب اعراضه خفيفة، حتى إن الإنسان لا يلاحظ أنه دخل في حالة اكتئابية؛ وفي حالة الاكتئاب الخفيف قد يقوم الإنسان بمهامه الحياتية بصورة طبيعية؛ مثل الذهاب إلى العمل، ويؤدي مهامه الوظيفية؛ لكن يؤديها بقصور؛ ذلك لأنه يؤدي أدواره سواء في العمل أو على المستوى الاجتماعي؛ لكن الدافع أو الرضا أثناء تأدية تلك المهام يكاد يكون منعدمًا بسبب الاكتئاب؛ إلى جانب عنصر مهم في قياس شكل الاكتئاب وهو الفطور في العلاقات الاجتماعية والعزلة، وعدم الرغبة في الحضور مع الأقارب.
وشدد على أن الرغبة في العزلة وعدم الرغبة في التواصل مع الناس؛ مع وجود أفكار طارئة عليه؛ مثل الرغبة في الانتحار حتى يتخلص من عذاباته.
التغيرات السريعة في المزاج
أكد عبدالراضي أن التقلبات العاطفية لا تقتصر على الانفعال أو انخفاض الحالة المزاجية خلال اليوم. بل إنها تتحدد من خلال نوبات يظهر فيها الفرد مشاعر تنحرف عن المستويات الطبيعية مثل الغضب غير المعتاد أو القلق أو الانفعال وانخفاض الروح المعنوية التي يصعب السيطرة عليها. وتؤدي مثل هذه التقلبات إلى نوبات عاطفية وانهيارات عاطفية، بما في ذلك أثناء التفاعلات الاجتماعية والحياة الروتينية.
العزلة أو الانسحاب من البيئة الاجتماعية
من الأعراض التي يتم الإبلاغ عنها بشكل متكرر لمشاكل الصحة العقلية العزلة الاجتماعية أو الافتقار إلى الاهتمام بالأنشطة الممتعة سابقًا.
يمكن أن يُعزى ذلك إلى عوامل مثل انخفاض الحالة المزاجية والشعور بعدم الأهمية أو التوتر. من الطبيعي أحيانًا أخذ قسط من الراحة، ولكن تجنب الأحداث الاجتماعية باستمرار والانسحاب لفترات طويلة قد يكون علامة على مشاكل الصحة العقلية الأساسية. من المهم الحفاظ على النشاط الاجتماعي والبقاء على اتصال بالأشخاص لدعم الصحة العقلية.
صعوبة في الانتباه والذاكرة
محاضر باليونيسيف لـ «الجوهرة».. هذه العلامات تنذر بالاكتئاب
وأضاف عبدالراضي أنه يمكن أن يكون نقص التركيز أو صعوبة التذكر مرهقًا لأي شخص، وقد يضعف الأداء الطبيعي. قد تشير الأعراض مثل ضعف الذاكرة وصعوبة التركيز والارتباك وضعف القدرة على التفكير واتخاذ القرار إلى مشاكل صحية عقلية كامنة مثل الاكتئاب أو القلق أو الإجهاد الحاد.
يمكن أن يؤدي هذا إلى ضعف الأداء في المهام اليومية المعتادة، ومع ذلك ينتج عنه شعور باليأس أو الفشل. قد يؤدي عدم القدرة على الانتباه وتذكر المعلومات أيضًا إلى الأخطاء والتأخير والإرهاق في إكمال المهام اليومية.
التغيرات في النوم والشهية
يجب مراقبة أي تغيرات مفاجئة أو كبيرة في أنماط النوم وعادات الأكل. يمكن وصف صعوبات النوم بمشاكل في النوم، أو صعوبة في الحفاظ على النوم، أو الاستيقاظ المبكر، أو النوم الزائد. كما تتضمن التغيرات في الشهية عدم وجود شهية أو زيادة الشهية؛ ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
ترتبط مثل هذه الاضطرابات بمجموعة متنوعة من مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق. يعد تحديد التغيرات في النوم والشهية والتعرف عليها أمرًا مهمًا؛ حيث يمكن أن يساعد التعامل معها في تحسين ومنع مشاكل الصحة العقلية. كما يمكن أن يؤدي الوعي بهذه التغيرات والقدرة على البحث عن طرق للتعامل مع الإجهاد بشكل فعال إلى تقليل الخلل.
التغيرات السلوكية
محاضر باليونيسيف لـ «الجوهرة».. هذه العلامات تنذر بالاكتئاب
وشدد دكتور عبدالراضي على أنه يمكن أن تكون التغيرات الجذرية في السلوك غالبًا علامة على مرض عقلي محتمل. ويشمل ذلك الأشخاص الذين ينخرطون في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، وزيادة استهلاك الكحول، وتعاطي المخدرات، وإهمال العناية الذاتية، والنضال في الأنشطة اليومية.
وتشمل العلامات التحذيرية الأخرى الافتقار إلى العناية الشخصية، والافتقار إلى الاهتمام بالأنشطة اليومية، وعدم القدرة على القيام بوظائف بسيطة. من المهم تحديد هذه العلامات؛ لأنها يمكن أن تتفاقم بمرور الوقت؛ ما يجعل من المهم طلب المساعدة المهنية على الفور.
اقرأ أيضًا:
استشاري صحة نفسية يتحدث لـ”الجوهرة” عن مخاطر إدمان الإنترنت وطرق الوقاية منه