تعد العصبية من المشكلات السلوكية الشائعة عند الأطفال والمراهقين، وتظهر لديهم بدرجات متفاوتة. وغالبًا ما تُسبب هذه المشكلة قلقًا كبيرًا للآباء والمعلمين؛ لتأثيرها على علاقات الأبناء الاجتماعية ونموهم النفسي.
عن أسبابها وطرق العلاج، يتحدث الدكتور جمال فرويز؛ أستاذ وخبير الطب النفسي، لموقع ومجلة “الجوهرة”، مرجعًا حصول “العصبية” لدى الأبناء إلى سببين، هما:
الأسباب العضوية
في بعض الحالات، قد تكون العصبية ناتجة عن أسباب عضوية، مثل “العيوب الخلقية في المخ”؛ حيث قد يؤدي بعض التشوهات في الفصوص الأمامية أو الجانبية من المخ إلى زيادة العصبية. وكذلك قد تسبب نوبات الصرع تغيرات في السلوك، بما في ذلك العصبية والعدوانية.
خاص لـ “الجوهرة “العصبية وأسبابها العضوية والنفسية يشرحها خبير الطب النفسي
الأسباب النفسية
تُعد الأسباب النفسية أكثر شيوعًا في تفسير العصبية عند الأطفال والمراهقين، ومن أهمها: الاضطرابات النفسية فقد يعاني بعض الأطفال من اضطرابات نفسية، مثل: الاكتئاب أو القلق؛ ما قد يؤدي إلى ظهور أعراض مثل العصبية.
وأيضًا العوامل الأسرية تلعب دورًا مهمًا في تطور العصبية عند الأطفال، مثل: التعرض للعنف أو الإهمال فقد يتعرض بعض الأطفال للعنف الجسدي أو النفسي أو الإهمال من أفراد الأسرة؛ ما قد يؤدي إلى الشعور بالخوف والغضب، وبالتالي العصبية.
وأضاف الخبير النفسي الدكتور جمال فرويز، أن الخلافات الزوجية المستمرة وصراخ الوالدين، قد تؤثر على سلوك الأطفال؛ ما قد يجعلهم أكثر عصبية. وأشار إلى أن أسلوب التربية الصارم أو المتساهل قد يؤدي إلى ظهور مشكلات سلوكية عند الأطفال، بما في ذلك العصبية.
ولفت الدكتور “جمال” إلى أن وجود أسباب أخرى، قائلًا: “بالإضافة إلى الأسباب العضوية والنفسية، توجد أسباب بيئية تلعب دورًا في تطور العصبية عند الأطفال، مثل: التعرض للضغوط، فقد يتعرض بعض الأطفال للضغوط في المدرسة أو المنزل؛ ما قد يؤدي إلى الشعور بالتوتر والقلق، ومن ثم العصبية.
وأيضًا قد تؤدي قلة النوم إلى شعور الأطفال بالتعب والتهيج؛ ما قد يجعلهم أكثر عصبية. وكذلك سوء التغذية، إذ يؤدي نقص بعض العناصر الغذائية، مثل الفيتامينات والمعادن، إلى تغيرات في السلوك، بما في ذلك العصبية.
خاص لـ “الجوهرة “العصبية وأسبابها العضوية والنفسية يشرحها خبير الطب النفسي
التشخيص والعلاج
وأوضح خبير الطب النفسي طرق تشخيص سبب العصبية: للتأكد من سبب العصبية، من المهم إجراء فحص طبي ونفسي شامل للطفل. للتحقق من وجود أي أسباب عضوية للعصبية. أو لتقييم الحالة النفسية للطفل وتحديد ما إذا كان يعاني أي اضطرابات نفسية.
وأكد ضرورة مقابلة الوالدين لمعرفة المزيد عن العوامل الأسرية والبيئية التي قد تؤثر على سلوك الطفل.
كما أكد الدكتور “فرويز” أن علاج العصبية يعتمد في المقام الأول على سببها، مشيرًا إلى أنه في بعض الحالات، قد يكون العلاج الطبي ضروريًا، مثل استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب أو مضادات الصرع.
وفي حالات أخرى، قد يكون العلاج النفسي كافيًا، مثل العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج الأسري.
خاص لـ “الجوهرة “العصبية وأسبابها العضوية والنفسية يشرحها خبير الطب النفسي
دور الأسرة في الوقاية من العصبية
وحول دور الأسرة في الوقاية من العصبية، قال الدكتور “جمال”: إن الأسرة تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من العصبية عند المراهقين، بخلق بيئة منزلية آمنة ومستقرة، مؤكدًا ضرورة شعور المراهق بالأمان والحب في المنزل.
وأيضًا التواصل الفعال مع المراهق، فمن المهم التحدث معه بانتظام والاستماع إلى مخاوفه واحتياجاته.
وشدد على ضرورة وضع حدود للمراهق، بأن يعرف ما مقبول وغير مقبول من السلوك. وكذلك تعزيز السلوك الإيجابي بمكافأة المراهق عندما يتصرف على نحو إيجابي. كما أكد ضرورة قضاء وقت مع المراهق بعيدًا عن الضغوطات اليومية.
أما عن العلاج، فقد أوضح خبير الطب النفسي، أن علاج العصبية عند المراهقين يعتمد على شدتها وسببها.
وقال إنه في بعض الحالات، قد يكون العلاج النفسي كافيًا، مثل: العلاج السلوكي المعرفي، ويساعد هذا النوع من العلاج المراهق على معرفة أفكاره وسلوكياته وتغييرها بطريقة إيجابية. والعلاج الأسري، ويساعد هذا النوع من العلاج أفراد الأسرة على فهم سلوك المراهق وكيفية التعامل معه على نحو أفضل.
مراحل العلاج
– إجراء تقييم شامل للمراهق لتحديد شدة العصبية وسببها.
– وضع خطة علاجية مناسبة للمراهق، تتضمن العلاج النفسي أو العلاج الدوائي أو كليهما.
– من المهم متابعة علاج المراهق بانتظام؛ لتقييم تقدمه وإجراء التعديلات اللازمة على خطة العلاج.
اقرأ أيضًا:استشاري صحة نفسية يتحدث لـ”الجوهرة” عن مخاطر إدمان الإنترنت وطرق الوقاية منه