“الكابسيسين”، تلك المادة الكيميائية التي تمنح الفلفل الحار طعمه اللاذع، لها حكاية مثيرة تتجاوز مجرد إثارة براعم التذوق. فما وراء شعور “الحرق” يكمن عالم من الفوائد الصحية، بعضها مثبت علميًا، والآخر ما يزال قيد البحث.
يقول الدكتور خالد مصلحي إبراهيم؛ أستاذ العقاقير والنباتات الطبية في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، لـ”الجوهرة”: في البداية دعونا نتعرف على آلية عمل الكابسيسين، ودوره في تخفيف الألم عن طريق تأثيراته على الأطراف العصبية والإشارات الخاصة بالإحساس، ما يخفف الشعور بالألم عن طريق الاستخدام الظاهري.
فوائد وأضرار الكابسيسين
استخدامات الكابسيسين الطبية
وتحدث د. “خالد”، عن استخدمات الكابسيسين الطبية، قائلاً: هذه المادة تساعد في تسكين آلام المفاصل والتهاباتها؛ حيث أثبتت الدراسات فاعلية الكابسيسين في تخفيف آلام التهاب المفاصل، مثل: الروماتويد والتهاب المفاصل الصدغي الفكي.
ويُستخدم الكابسيسين، أيضًا في بعض الكريمات والمساحيق؛ لتخفيف آلام العضلات الناتجة عن ممارسة الرياضة أو الإصابات.
وكذلك تعزيز المناعة؛ حيث يحتوي الكابسيسين على مضادات الأكسدة التي تُساعد في تقوية جهاز المناعة ومحاربة العدوى. ويساعد في وصول الدم للمناطق التي لم يصل إليها الدم.
وأشار أستاذ العقاقير الطبية، إلى أن نسبة مادة الكابسيسين، متوازنة في قرن الفلفل، وبالتالي لا تضر.
وتابع: ما يتم في الوجبات سريعة التحضير مضر جدًا؛ حيث إن مصنعي هذه الوجبات وفي ظل المنافسة الشديدة بين القائمين على هذا المجال، يقومون باستخلاص مادة الكابسيسين، بكميات عالية جدًا، ليجعلو الوجبة “سبايسي” وهذا يحول المادة من آمنة إلى سامة لها أضرار خطيرة.
فوائد وأضرار الكابسيسين
ونبه الدكتور “خالد”، من أن الاستخدام الخاطىء لهذه المادة له أضرار خطيرة، علاوة على ذلك الأشخاص الذين يعانون من حساسية الشطة، تناولهم أقل جرعة يمكن أن تسبب لهم قرحة بالمعدة والتهابات، وفي النهاية تسمم.
وحذر من أن التدخل المبالغ فيه للمواد الطبيعية التي حبانا الله بها، يؤثر بالسلب على فاعلية المادة، وقد وضعت منظمات الغذاء العالمية معايير ثابتة للاستخدام الأمثل لهذه المواد.
وأكد أن الشركات المصنعة لهذه الأطعمة، قد رفعت نسبة الكابسيسين المسموح بها، ومع كثرة تناول الناس هذه الأطعمة، قد يسبب التسمم بالفعل.
تحذيرات مهمة
حذر د. خالد مصلحي، من الالتهابات الجلدية التي قد يُسببها الكابسيسين، مثل تهيج واحمرار الجلد، خاصةً لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة.
وكذلك مشاكل الجهاز الهضمي وحرقة المعدة والإسهال، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة أو متلازمة القولون العصبي.
فضلًا عن أنه من الممكن أن يتفاعل الكابسيسين مع بعض الأدوية، مثل عقار سيولة الدم.
ونصح أستاذ العقاقير الطبية، بضرورة البدء بجرعات صغيرة، مضيفًا: اختبري ردة فعل جسمك على الكابسيسين، بكميات صغيرة قبل زيادة الجرعة تدريجيًا.
كما نصح باستخدام “الكابسيسين” موضعيًا على شكل كريمات أو مساحيق لتجنب آثاره الجانبية على الجهاز الهضمي.
اقرأ أيضًا:الدكتور إسلام عنان يتحدث لـ”الجوهرة” عن أسباب التغير المناخي وتأثيره على الإنسان وكوكب الأرض