في ذكرى يوم التأسيس.. التراث السعودي ثروة حضارية تُبهر العالم

التراث الشعبي ذو أهمية بالغة، ويمثل جسراً يربط الأجيال الحالية والمستقبلية بتقاليدها وعاداتها النبيلة الموروثة عن أسلافهم.

وفي هذا السياق، يتمتع التراث السعودي بتاريخ عريق ويتسم بعناصره الحضارية المتنوعة والثمينة، بالإضافة إلى ملامحه الجذابة والمشرقة. 

ومع اقتراب يوم التأسيس الوطني 2024، نلقي نظرة على بعض الجوانب الرئيسية لتراث السعودية من خلال استعراض مختصر لأهم مكوناته، مثل الزي التراثي السعودي، وأنواع البيوت التراثية، وأبرز الأطعمة التقليدية السعودية، بالإضافة إلى الخصائص الثقافية السعودية الأخرى التي تشكل جوهر التراث الشعبي السعودي. 

التراث السعوديالتراث السعودي

أبرز عناصر التراث السعودي الشعبي  

يبرز التراث الشعبي السعودي كمزيج فريد يجمع بين الأصالة والحداثة، متضمنًا قيمًا اجتماعية، دينية، وإنسانية تجمع بين العراقة والتجدد، مما يعطيه سحرًا خاصًا وجاذبية متميزة.

 يتميز التراث السعودي بتنوعه الغني بالعناصر والجوانب الهامة، وفيما يلي، نقدم عرضًا مختصرًا لبعض هذه الجوانب والعناصر المهمة.

الملابس التراثية السعودية 

يتميز الزي التراثي السعودي بتنوعه الكبير وتباينه حسب المناطق داخل المملكة العربية السعودية، مع الحفاظ على خصائص مشتركة تعكس الانتماء لنفس الثقافة والبيئة، حيث يتسم بالاحتشام، الرتابة والأناقة.

بالنسبة للرجال، يتكون الزي التراثي الأساسي من الثوب العربي، الثمامة أو الطاقية، الشماغ أو الغترة، والعقال. 

اقرأ أيضا: 25 صورة من الأزياء التراثية في يوم التأسيس.. حسب المنطقة

يضاف إليها البشت أو المشلح في المناسبات الخاصة، وغالباً ما يرتدون النعال العربي أو الكندرة.

يمكن أن يأتي الثوب العربي بتصاميم متنوعة تختلف في تفاصيل الياقة، الأكمام، النقوش والألوان، ويُلبس فوق رداء داخلي يشمل بنطال وسترة علوية، وقد يُكمل الزي بمحزم، صديري أو قطع زينة أخرى، وفي بعض الحالات يُستبدل البشت بالدقلة أو أنواع أخرى من الثياب.

التراث السعوديالتراث السعودي

أما الزي التراثي النسائي في السعودية، فيتميز بالتركيز على الاحتشام، حيث يتألف بشكل أساسي من العباءة الطويلة والواسعة، والحجاب أو الخمار أو غطاء الوجه.

 تتنوع خامات العباءة مثل الحرير وقد تتزين بتطريزات ونقوش. من أمثلة العباءات التراثية النسائية العباءة السوداء التقليدية، الثوب الهاشمي، الدرّاعة، وغيرها، وتتنوع هذه الأزياء في تصاميمها وتحمل دلالات على منطقة المرأة السعودية.

تشمل عناصر الزينة النسائية التراثية الحلي، الحناء، المشغولات اليدوية، والقطع الذهبية التي تُزين الألبسة وأغطية الرأس واليدين.

الأكلات التراثية السعودية 

يتميز المطبخ التقليدي السعودي بأطباقه العائلية والجماعية التي تعكس الطابع القبلي والعشائري والأسري المتميز في المجتمع السعودي، شأنه في ذلك شأن العديد من المجتمعات العربية والإسلامية.

اقرأ أيضًا.. دليل الطهي في الفطور بذكرى يوم التأسيس.. أكلنا يوم بدينا

 تتنوع الأطباق التراثية السعودية بين المناطق المختلفة داخل المملكة، معبرة عن طبيعة كل منطقة، مناخها، بيئتها الزراعية وأسلوب الحياة العام في الجزيرة العربية، بالإضافة إلى التأثيرات الناجمة عن التفاعل والتبادل الثقافي مع الثقافات الأخرى، خاصة تلك المجاورة أو القريبة.

التراث السعوديالتراث السعودي

من بين أشهر الأطباق التي تميز المطبخ التراثي السعودي والتي انتقلت عبر الأجيال، نجد الكبسة، المندي، الثريد، الفريك، المطبق، السليق، المعصوب، الجريش، الحنيذ، القرصان، السويق، المطازيز، العريكة، وغيرها من الأطباق اللذيذة والمتنوعة التي تحظى بشعبية كبيرة وتُحضّر وتُتناول من قبل مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية في السعودية، مستمرة في ذلك منذ سنوات طويلة حتى الوقت الحاضر.

الفلكلور والفن الشعبي السعودي

تتميز المملكة العربية السعودية بتراثها الفني الشعبي الغني، الذي يعكس طبيعة المجتمع وينبثق من عاداته وتقاليده وطقوسه. 

هذه الفنون، التي تم توريثها من جيل إلى جيل، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الفلكلور الشعبي السعودي، والفلكلور هنا يشمل كل ما هو موروث من عادات وتقاليد وثقافات وفنون حضارية.

الفن الشعبي السعودي يتألف من تنوع غني في الأغاني، العروض، الرقصات والألعاب، التي تميز كل منطقة عن غيرها. 

وهذه الفنون تعبر عن الهوية الجماعية لسكان هذه المناطق وتعتمد على مفهوم الوحدة والتجمع.

العديد من هذه الرقصات والعروض الغنائية كانت تؤدى في المناسبات الاجتماعية الهامة مثل الاستعداد للغارات، الاحتفالات بالأعراس والإنجازات.

التراث السعوديالتراث السعودي

من الضروري الإشارة إلى التنوع الثقافي بين مناطق المملكة، حيث لكل منها فنون شعبية تراثية مميزة.

 في الرياض والقصيم والمنطقة الوسطى نجد العرضة النجدية، بينما في مكة والمدينة والمنطقة الغربية يشتهر المجرور. 

في عسير ونجران وجازان والمنطقة الجنوبية نجد العرضة والمعشى والسيف والخطوة والمعراض. 

الجوف والمنطقة الشمالية يشتهران بالدحة والهجيني، في حين تتميز المنطقة الشرقية بدق الحب والليوة والحصاد والفريسة والفجري والخماري.

 وعلى الرغم من هذا التنوع، تتفق مناطق المملكة جميعها على حب عروض المزمار الشعبي وغيرها من عروض الغناء والرقص والاستعراض الشعبي كتعبير عام وجامع عن التراث السعودي.

الطراز المعماري التراثي السعودي 

تشهد فنون العمارة في السعودية تطوراً وتنوعاً بعد الاكتشاف النفطي في الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث أصبحت متشابهة في أغلب المناطق.

 لكن عند النظر إلى البيوت التراثية القديمة أو تلك المصممة على النمط التراثي، يُلاحظ التباين الواضح في الأساليب المعمارية المعتمدة بين المناطق المختلفة في السعودية، والتي تعكس طبيعة كل منطقة ومواردها الطبيعية.

في المناطق الوسطى والشمالية، تبرز البيوت الطينية التي تتناسب مع البيئة الصحراوية، مثل حصن المصمك وقصر المربع في الرياض، وبرج الشنانة في القصيم.

في بعض الأحيان، تضم هذه المناطق أيضاً مباني مصنوعة من اللِبن والحجر مثل مسجد الخليفة عمر بن الخطاب وقلعة مارد في العُلا.

التراث السعوديالتراث السعودي

أما في المنطقة الغربية، فتستخدم البيوت الحجر المنقبي البحري، مع تميزها بنوافذ الرواشين وتتعدد الأدوار في أماكن مثل مكة المكرمة وجدة التاريخية.

في المنطقة الشرقية، التي تطل على الخليج العربي، تمتاز العمارة بالحجر الجيري المرجاني وتتضمن عناصر مثل "ملاقف الهواء" والنقوش الجصية، كما في بيت البيعة والمدرسة الأميرية في الأحساء.

بينما تعكس المناطق الجنوبية الطبيعة الزراعية في العمارة، حيث تستخدم الأبنية الحجر مع تعدد الأدوار واستخدام الأصباغ النباتية في النقوش الداخلية، وهو ما يُعرف بالفن العسيري، وتبرز هذه الأنماط في قرية العكاس والجبل الأخضر في أبها، وقرية رُجال التراثية في رجال ألمع.

قد يهمكأفضل وجهة سياحية في 2023.. "العلا" جوهرة سعودية تبهر منظمة السياحة العالمية