دعاء العمرة رحلة إيمانية مفعمة بالرجاء.. دليلك لأداء مناسك مباركة

دعاء العمرة من أهم أركان هذه الشعيرة المباركة؛ إذ يُمثل صلةً مباشرةً بين العبد وربه، وفرصةً للتضرع والتوسل والدعاء بكل ما يجول في خاطر المؤمن.

ويتساءل الكثير من المعتمرين عن ما هي أدعية العمرة، وماذا نقول قبل بدء العمرة. ونستعرض في السطور التالية مع مجلة "الجوهرة" كل الاجابات على هذه التساؤلات.

دعاء العمرة المستجاب.. ما هو؟

يشرع للمعتمر الدعاء في جميع مراحل العمرة، بدءًا من النية والإحرام، مرورًا بالطواف والسعي، ووصولًا إلى الحلق أو التقصير.

وورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية المأثورة في العمرة، منها:

دعاء الإحرام: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

دعاء الطواف: "اللهم اغفر ذنبي ووسع علي في رزقي واهدني إلى صراط مستقيم".

دعاء السعي: "اللهم إنك وعدتنا مغفرة ورحمةً فأوف لنا وعدك".

دعاء الحلق أو التقصير: "اللهم اجعلها عمرة مقبولة، ذنباً مغفوراً، وسعياً مشكوراً، ودعاءً مستجاباً".

معتمرين يؤدون مناسك العمرةمعتمرين يؤدون مناسك العمرة

ماذا نقول قبل بدء العمرة

عندما يرغب المسلم في الدخول في حالة الإحرام لأداء العمرة، فإنه يُفضل أولاً أن يبدأ بالإحرام من الميقات المخصص له، يجب عليه بعد ذلك أن يخلع ملابسه العادية ويأخذ غسلًا كالغسل الذي يتخذه للطهارة من الجنابة.

هذا الغسل يعتبر سنة لكل من الرجال والنساء، بما في ذلك النساء "الحائضات والنفساءات"، بعد الاغتسال، يلبس المسلم ثياب الإحرام ويضع رداءه على كتفه، علمًا بأنه ينبغي عدم إخراج الكتف الأيمن إلا خلال طواف القدوم، ثم يؤدي صلاة - باستثناء الحائض والنفساء - فإذا كان وقت صلاة فريضة يؤديها، وإن لم يكن فيصلي ركعتين بنية سنة الوضوء، ولكن إذا لم يصلِ فلا يوجد به حرج.

بعد إتمام الصلاة، ينوي المسلم الإحرام بالعمرة قائلاً: "لبيك عمرة"، عند الإحرام، يُحظر عليه استخدام (الطيب، مخالطة النساء للمتعة، لبس الملابس المخيطة، قص أو نتف شعر الجسم، والصيد)، بعد ذلك، يردد الدعاء: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

ثم يُرفع الرجل صوته بالدعاء، بينما تقوله المرأة بصوت منخفض يسمعه من يجاورها فقط، و يُستحب للمحرم بالعمرة أن يُكثر من التلبية، خاصةً عند تغير الأحوال مثل الصعود إلى مرتفع أو الهبوط إلى منخفض، أو مع تقلب الليل والنهار، مع طلب رضوان الله والجنة والاستعاذة من النار بعد ذلك.

التلبية تُستحب من وقت الإحرام حتى بدء الطواف في العمرة، وفي الحج حتى بداية رمي جمرة العقبة يوم العيد، وعند دخول المسجد الحرام، يُفضل أن يقدم المسلم رجله اليمنى قائلاً: "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم".

معتمرين يؤدون مناسك العمرةمعتمرين يؤدون مناسك العمرة

أدعية العمرة للطواف

خلال أداء مناسك العمرة، هناك العديد من الأدعية المأثورة التي يُمكن للمسلمين الدعاء بها، من هذه الأدعية ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يدعو بين الركن اليماني والحجر الأسود قائلاً: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.

كما أن الإمام الشافعي كان يدعو قائلًا: "اللهم اجعله حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا"، وهذا دعاء تُنسبه بعض المصادر إلى الصحابة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك أدعية مأثورة أخرى يستخدمها المسلمون في مناسك الحج والعمرة وغيرها، مثل: “اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك”، وكذلك الدعاء: “اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي”.

ويوجد العديد من الأدعية الأخرى التي وردت في القرآن والسنة يُمكن استخدامها أثناء الطواف.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أنه لا يوجد دعاء محدد يُعرف باسم "دعاء الشوط الأول" أو "دعاء الشوط الثاني" نُسب للنبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة رضي الله عنهم.

الكعبة المشرفةالكعبة المشرفة

ما هو الدعاء بعد الاحرام للعمرة؟

ادعية العمره بعد الاحرام من الأدعية التي تقال لبيت الله الحرام، وذلك لتأدية مناسك العمرة والتي أمر الله بها عباده، ويطلب العبد من ربه أن يغفر له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر، وتعد العمرة هي كفارة لما بينهم.

ومن أدعية بعد الإحرام للعمرة ما يلي:

• لبيك اللهم عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك.

• لبيك اللهم عمرة فأسألك يا الله ان تتقبلها مني، وأسألك أن تصلح لي حالي كله، وارزقني يا الله البر والتقى والصلاح برحمتك يا أرحم الراحمين.

• اللهم إني نويت العمرة فأسألك أن تيسر لي الذهاب لمكة، وأن تجعلني فيها من المعتدين الهادين، وأسألك يا الله الثبات والصلاح والتقوى وحسن الخاتمة.

• اللهم إني أسألك أن تيسر لي العمرة وأن تغير حالي لأحسن حال يا الله، وأجرني من خزي الدنيا وارزقني الهدى والتقى والعفاف والغنى.

• يا رب نويت زيارة بيتك الحرام فيسرها لي يا الله، واسألك أن تكرمني من خيرك وأن تستر عوراتي، وألا تجعل لي حاجة عند أحد من خلقك.

ماذا نقول عند الوصول إلى الميقات؟

يمكنك عندما تنوي الإحرام بالعمرة في الميقات أن تدعو فتقول: "لبّيك اللهمّ عمرةً خالصةً لوجهك الكريم"، أو تقول: "اللهمّ إِنّي أريد العمرة، فيسِّرها لي وتقبّلها منّي"، أو تقول: "نويت العمرة وأحرمت بها لله تعالى"، ونحوها من الأدعية التي تدلّ على إحرامك بالعمرة.

وأعلم أن الإحرام لا يصح إلا بالنية، والنية مكانها القلب، فلو نويت الإحرام؛ أي الدخول في نسك العمرة في قلبك دون تلفظ بالنية أو الدعاء بعدها فلا شيء عليك، لأن التلفظ بها أو التلبية معها سنة مستحبة عند جمهور الفقهاء لا واجبة، ولكن الأفضل عند العديد من العلماء أن تتلفظ بها مع التلبية؛ لأن ذلك أثبت وأبعد عن السهو.

ويسن كذلك بعد أن تنوي العمرة أن تلبي الله -تعالى-، فتقول: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ)، [أخرجه البخاري] والأفضل أن تبقى ملبيا ما استطعت حتى ترى الكعبة، فتترك حينها التلبية.

فضل العمرة

تشير السنة النبوية إلى العديد من الأحاديث التي تبين فضل وثواب العمرة، فالعمرة إلى بيت الله الحرام تعد من الأعمال المستحبة والمشجع عليها في الإسلام، ومن الأهمية بمكان للمسلم الراغب في أداء العمرة أن يتعلم ويفهم أحكامها ليتمكن من أدائها بالشكل الصحيح، ويجب عليه التعرف على الواجبات والمستحبات في العمرة، بالإضافة إلى معرفة الأمور التي ينبغي اجتنابها أثناء الإحرام لتجنب الوقوع في ما قد يؤثر سلباً على صحة العمرة أو يقلل من أجرها.

من المزايا البارزة للعمرة هي مغفرة الذنوب وإزالتها، يروي أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، وهذا الحديث مروي في صحيح البخاري، والكفارة تعني أن الأعمال الصالحة تُذهب السيئات، كما ورد في القرآن.

هذا إضافة إلى ذلك، من فضائل العمرة أيضًا "إكرام الله لضيوفه"، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم". هذا الحديث رواه ابن ماجه وحسنه الألباني. 

اقرأ أيضًا: «الحج والعمرة» توجه نصائح مهمة عند الوقوف أمام الحجر الأسود