هنا تبوك.. مدينة الورود والثلوج والطبيعة الساحرة

تتنفس على أرضها الهواء النقي، وتداعب نجوم سماؤها الصافية مخيلتك، ويخطفك تساقط الثلوج فيها لتبلغ أقصى حالات السعادة وصفاء الذهن، بينما تغمرك ورودها برائحتها الطيبة.. هنا في تبوك يمكنك أن تجدد طاقتك وتجد ملاذك الآمن من صخب الحياة.

فعند الحديث عن الطبيعة الساحرة، فلا جدال على أن المملكة تزخر بعدد لا نهائي من الوجهات السياحية التي تحبس الأنفاس بجمالها الآخاذ.

وتتربع منطقة تبوك بما أنعم الله عليها بها من طبيعة ساحرة على قمة المناطق السياحية الأكثر جذبًا في المملكة، فهي مناسبة للزيارة على مدار الفصول الأربعة، فتتبدل الفصول، ولكن يبقى جمالها الساحر، بل وتزداد جمالًا في بعض الفصول، مثلما هو الحال في فصل الشتاء.

فإذا كنت من محبي سياحة المغامرات، أو السياحة الآثرية والاستكشافية، فأنت في المكان الصحيح الآن، وعلى الرغم من أن السياحة الشاطئية أكثر جذبًا للسياح في فصل الصيف، إلا أنه يمكنك الاستمتاع بجولات خاطفة على أفضل الشواطيء على أرض تبوك رغم ذلك.

ومع تخفيف الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا في المملكة، لا تتردد في وضع قائمة الآن بالأماكن التي يمكنك زيارتها في فصل الشتاء بمنطقة تبوك؛ لتخوض تجربة مثالية للسياحة في فصل الشتاء.

جبل اللوز

يمكنك جعل البداية مع زيارة جبل اللوز، هذا الجبل الشامخ الذي سيأسرك فور رؤيته مع بدء تساقط الثلوج.

ويشهد جبل اللوز تساقط الثلوج بمجرد انخفاض درجات الحرارة، لتجد نفسك داخل لوحة فنية مٌبهرة، فلن تصدق التحول الكبير الذي تشهده هذه المنطقة في فصل الشتاء.

فإذا كنت من محبي المغامرات وتسلق الجبال والتخيم في هذا الفصل، فسيكون جبل اللوز هو خيارك المثالي. وتعدُّ جبال اللوز من السلاسل الجبليَّة الأكثر ارتفاعًا في منطقة حسمي، وهي امتداد لجبال السروات من غرب تبوك حتَّى وادي رم بالأردن.

وتنتشر هناك في جبال اللوز، الرسوم الصخريَّة التي يرجع تاريخها لحوالى 10 آلاف سنة قبل الميلاد، بالإضافة إلى النقوش القديمة والكتابات الإسلاميَّة.

قد يهمك: القلعة الدوسرية تعيد فتح أبوابها أمام الزوار في شتاء جازان

السياحة الأثرية في تبوك

إذا كنت من عشاق الآثار التاريخية القديمة، فتضم المنطقة عددًا كبيرًا من المواقع الأثرية، التي تتمتع بأهمية تاريخية كبيرة. يمكنك زيارة قلعة تبوك والتي ارتبطت بالموقع الذي أقام فيه النبي محمد (ص) في غزوة تبوك، والتي تجاورها عينٌ كانت تجود بالماء حتى عهد قريب.

وتتكون قلعة تبوك والتي تحولت إلى متحف، من طابقين، الأول على فناء مكشوف وعدد من الحجرات ومسجد وبئر، وهناك سلالم تؤدي إلى الطابق الثاني الذي يضم مسجد مكشوف يعلو المسجد السفلي وغرف ودرج يؤدي إلى الأبراج التي كانت تستخدم للحراسة والمراقبة.

تبوك

وتحتضن القلعة بعض الآثار والصور القديمة، ويعرض بداخلها الأحداث التاريخية لمدينة تبوك وغزوات الرسول "صلى الله عليه وسلم"، ويوجد وسط هذه القلعة فناء تحيط به الغرف في الدور الأرضي والعلوي، وهذه الغرف حاليًا كمعرض لبعض الآثار؛ حيث تحتوي على العديد من المعالم الأثرية لهذه القلعة.

كذلك، تضم هذه القلعة صالة مخصصة لعرض الأفلام الوثائقية؛ حيث اهتمت المملكة بإعادة ترميم القلعة؛ إذ جدّدت عمارتها عام 1950. كما أجرت وكالة الآثار والمتاحف في وزارة التربية والتعليم سابقًا عليها ترميمات شاملة عام 1993.

ومن أفضل الأشياء التي تميز القلعة، هو قربها من عين تُدعى "عين السِكِر"، وهي العين التي تشرفت بزيارة الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" وورد أنه كان يشرب منها، مما زاد من مكانتها لدى المسلمين على مر العصور.

كذلك، عليك زيارة مسجد التوبة الذي يُسمَّى أيضًا بمسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويرجع سبب تسميته إلى أنّ الرسول أدَّى الصلوات فيه أثناء غزوة تبوك.

ولا تنسى أن تأخذ جولة في محطّة تبوك التي تعد من المحطات الرئيسة في سكة حديد الحجاز، والتي تتمتع بتاريخها العريق؛ حيث كانت تعمل منذ أكثر من 100 عام لنقل الحجاج المسلمين.

وترجع أهميتها السياحية في طريقة بنائها الفريدة التي تقع على مساحة 80 ألف متر مربع؛ حيث تتكون من من مجموعة من المباني المشيدة في خط مستقيم مواز لمسار السكة، بالإضافة إلى احتوائها على مستودعات للقاطرات ومعامل للصيانة فهي تضم ثلاثة عشر مبنى.

شواطئ تبوك الدافئة

لا يمكنك زيارة تبوك دون أخذ جولة على أفضل شواطئها الدافئة في فصل الشتاء؛ إذ تتمتع مياه البحر في تبوك بتنوع أحيائي جعلها محلاً جاذبًا لهواة الصيد والغوص من مختلف الجنسيات.

فيوجد في منطقة تبوك، محافظة ضباء، والتي تقع على الساحل الأحمر، فلا يمكنك تفويت زيارة هذه المدينة الساحرة وهي ترتدي حلة الشتاء الدافئة في انتظار قدوم عشاق الشواطيء إليها.

وتتميز شواطئ ضباء بصفاء لون مياهها، فتحتضن شاطئ المويلح، الذي يتألف من منطقتين أحدهما رملي والآخر من الحصى، وأعماق المياه فيه متدرجة تلائم السباحة والرياضات البحرية المختلفة.

كذلك، يمكنك زيارة شاطئ الخريبة، الذي يتمتع بمياهه الصافية وتنوع بيئته البحرية، ويوجد فيه مرسى للصيادين، فضلًا عن شاطئ شرما الرملي، فهو من الشواطئ الخلابة حقًا، فهو على شكل هلال وينتشر عليه أشجار الدوم والنخيل، ومياهه ضحلة وتلائم السباحة.

مدينة الورود.. مزرعة إسترا

تشتهر تبوك بورودها الساحرة؛ حيث تنفرد منطقة تبوك بإنتاج أكثر من 30 مليون وردة سنويًا بأنواع متعددة مشكلة أحد عوامل الجذب السياحي في المنطقة، وتستقبل مزارع الورد آلاف الزوار من داخل المنطقة وخارجها، للاستمتاع بعطورها وألوانها الجذابة.

تبوك

وتحتضن تبوك، مزرعة إسترا والتي يوجد بداخلها أنواع مختلفة من الزهور التي قد لا تتوقع أن تراها، فتخطفك برائحتها وأشكالها المختلفة التي تبث البهجة في قلبك لمجرد رؤيتها.

يمكنك أخذ جولة سريعة في مزرعة إسترا للاستمتاع بمشهد خلاب، مكون من ألوان تأسر القلوب وعطور ساحرة؛ حيث يمكنك مشاهدة زهرة الأقحوان ضمن مجموعة متنوعة من الألوان مثل الأبيض والأحمر والأصفر والوردي والأرجواني، وزهرة "الليليوم" أو الزنبق، وورود الجوري بمختلف ألوانه، وورود الماجيك ريد، وأنجيلينا، وبرستيج وهي من أصناف الورود الحمراء، بالإضافة إلى ورود ميليفا وهي من أشهر أنواع الورود البرتقالية، وورود كرونوس ودوكات وريفيفال التي تعد من أصناف الورود الوردية.

اقرأ أيضًا: طريق الكباش.. أسطورة الأقصر في الماضي والحاضر