خطط العام الجديد.. عفوية القرارات بمنظور متغيّر

لا يخفى على أحد أن خطط العام الجديد باتت بمثابة عمل ثقيل على القلب مخيف للعقل، فالغيب بيد الله -عزوجل- وحده، ولعل بداية 2020 مع انتشار فيروس كورونا كانت الدرس الأشد قسوة على العالم بأسره.

وأصبحت سيدات العالم في حاجة إلى التعايش مع الواقع، فكم من عروس غيّرت من خطط يوم زفافها؟ وكم من مقبلة على التخرج أُجبرت على التعايش مع أساليب التعليم عن بُعد؟ لكن لم يبدو الأمر كأنه واحدًا من الأمور العابرة، بل كانت الأساليب الأساسية للتعايش مع الحياة بمنظور جديد.

أصبح من الطبيعي العمل على توجيه دفة الحياة نحو المنظور الجديد، مع الأخذ في الاعتبار كل المتغيّرات التي قد تطرأ في اللحظات الأخيرة، لم يكن الأمر في الماضي متعلقًا بالتخطيط فقط، بل كان شديد الترابط بالأمل والطموحات المرسومة للمستقبل.

لكن، هل يمكن للمرأة أن تتخلى عن طموحاتها، وأن تكف عن وضع مجموعة من خطط العام الجديد فعلًا؟.

"الأمر شائك بالنسبة للمرأة على وجه الخصوص، فالأم غالبًا ما تكترث بمستقبل أطفالها وتعني بالتخطيط لهم في كل الخطوات التي يقبلون عليها من المهد إلى المدرسة والجامعة حتى أمور الزواج، وهناك الفتاة التي تدرس ولا يمكن أن تتجنب التخطيط لعامها الجديد سواء بالتطلع للانضمام إلى جامعة ما، أو التخطيط للزواج حتى، وهناك الكثير من الأمثلة التي تؤكد أن المرأة لا يمكنها الاستمرار في الحياة دون تخطيط مسبق لكل شيء"؛ هكذا أكدت الدكتورة مارتينا كامارون؛ أخصائية العلاج النفسي في كلمة حصرية لـ "الجوهرة".

قد بهمك: تطوير الذات.. حقيقة أم وهم تنمية بشرية؟

وأوضحت الدكتورة مارتينا، أنه وعلى الرغم من أن المرأة لا يسعها سوى التخطيط للمستقبل، إلا أن شخصيتها تتمتع بقوة مميزة، ففي الأغلب يظن الكثير من الناس أن الرجل قوي الإرادة؛ لكن المرأة هي التي تسعى بكل قوتها إلى العمل على التعايش مع المتغيرات، فهي مستعدة لحماية محبيها بكل الغالي والنفيس وفي هذا الأمر لا تختلف فيه المرأة من دولة إلى أخرى، بل إنها سيكولوجية موحدة وأسلوب حياة واحد تعيش به الأنثى وفقًا لمشاعرها.

علاج صدمة فشل الخطط

أكدت أخصائية العلاج النفسي، أن هناك الكثير من السيدات يعانين بسبب فشل خطط العام الجديد على سبيل المثال، أو التخطيط لحدث مهم في المستقبل بشكل عام، فالرياح قد جاءت بما لا تشتهي أنفسهن للأسف؛ ما تسبب في إصابتهن بصدمة عاطفية قوية لا يمكن تفاديها.

خطط العام الجديد

ولعلاج هذه الصدمة، يمكن اتباع عدد من الخطوات التي تدعم الصحة النفسية للمرأة في حال فشل خططها، وهي:

• عفوية القرارات غالبًا ما تتمتع المرأة بعفوية كبيرة رغم خططها الواضحة لحاضرها أو مستقبلها؛ وهذا الأمر يمكن أن ينعكس إيجابيًا على حياتها، بما يجنبها خيبات الأمل، والشعور بالفشل.

• واقعية التفكير يعمل العقل الناضج للمرأة على موازنة الأمور بطريقة جيدة، وهي لا تفشل أبدًا في معرفة الحقائق حتى وإن مر الكثير من الوقت؛ لذا يجب أن تفكر بحيادية في كل الأمور، وتعرف متغيراتها. وإن وقعت فريسة خيبات الأمل المتتالية، فهنا يجب أن تعرف جيدًا أنها تخدع نفسها إذا واصلت التفكير بنفس المنوال.

• التطوير المستمر للذات تعي المرأة جيدًا أهمية التطوير المستمر للذات، والاهتمام بنفسها على نحو جيد، فعندما تنظر إلى المرآة يوميًا يجب أن ترى تلك التطورات، ورب كتاب جديد تقرؤه يترك أثرًا طيبًا في نفسها، لتعمل على إصلاح ما أفسده الماضي.

وفي الختام، شددت أخصائية العلاج النفسي على ضرورة التعامل مع المستجدات والتغيّرات في الحياة لأنها ضرورية، ولا بد من العمل على الاستمرار فلا حياة بدون مثابرة، حتى وإن فشلت الخطة الآن ربما هذا ليس الوقت المناسب لها ويمكن العمل عليها لاحقًا، فلا مجال للاستسلام.

اقرأ أيضًا: كيف يمكن للآباء تغيير أنماط التفكير السلبي عند أبنائهم؟