نجوى جابر: أفضل تقديم أغاني التراث ومصر شكلت وجدان المغاربة

ــ النجم المغربي سعد لمجرد وصل للعالمية بالإنتاج الذاتي ــ لا أعتبر أغاني المهرجانات فنًا.. و«لا تسل قلبي» آخر أعمالي ــ المجال بات مفتوحًا للمواهب عبر مواقع التواصل الاجتماعي

حوار-محمد أمين زهران:

منذ طفولتها عشقت الغناء بلغاتٍ متعددة، وظهرت موهبتها للعيان، خلال مشاركتها بحفل عيد العرش، الذي يعقد سنويًا في المغرب، وقدّمت خلال حفلات عيد العرش مجموعة كبيرة من أغاني التراث المغربي، لفتت إليها الأنظار، وتنبأ الجميع لها بمستقبلٍ فني كبير.

نشأت الفنانة المغربية نجوى جابر في مدينة مكناس المغربية، وتفتحت براعم موهبتها الفنية، على تنوع ثقافي وحضاري وفني؛ حيث تعد مدينة مكناس ملتقى الحضارات الشرقية والغربية.

وما بين الغناء بلغاتٍ مختلفة والتلحين والإخراج، تعددت مواهب الفنانة المغربية.

مع بدايتها الفنية تأثرت نجوى جابر بالأغاني الكلاسيكية الفرنسية والعربية، منها أغاني الفنانة العالمية مصرية الأصل داليدا، وقدّمت عددًا منها خلال فترة طفولتها، ممزوجة بأغانٍ من التراث المغربي والفلكلور الجزائري والتونسي.

توجهت نجوى جابر عام 2009 إلى القاهرة؛ لدراسة الإخراج، لتتلمذ على يد عدد كبير من أشهر المخرجين العرب، ومن بينهم رأفت الميهي وعلي بدرخان، وخلال العام 2009، انتقلت للعيش في القاهرة، وشاركت في إخراج عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية من بينها فيلم "كزاكايرو"، وكُرمت في العديد من المهرجانات الدولية والفعاليات الفنية والثقافية.

«الجوهرة» أجرت حوارًا صحفيًا مع الفنانة المغربية نجوى جابر؛ للتعرف على جديدها في عالم الفن، وسبب عشقها للغناء والتلحين، وظروف توجهها لعالم الفن والإخراج، وإلى نص الحوار:-

بداية حدثينا عن نشأتك وبداية اكتشاف موهبتك؟ نشأت في أسرة بعيدة عن الطرب والفن، إلا أن خالي كان يجيد العزف على عدد من الآلات الموسيقية، وهو أول من انتبه إلى موهبتي وسعى لصقلها، وشجعني على المشاركة في حفلات عيد العرش، فقدّمت خلال طفولتي عددًا من أغاني التراث، ضمن فقرات حفلات عيد العرش، وشجعني تقبل الجمهور لي، واستحسانه لغنائي، ما دفعني للغناء بعدة لغات، خاصة أنني ولدت في مدينة مكناس التي تشتهر بتنوعها الثقافي والموسيقي، وقدّمت أغانٍ بلغاتٍ مختلفة.

«لاتسل قلبي» أحدث أغنياتك ولحنتيها لنفسك، فكيف ذلك؟

هناك العديد من المطربين يقومون بالشيء ذاته، وأغنية لا تسل قلبي تجربة جديدة، اخترت تقديمها باللغة العربية الفصحى، وأتمنى أن تنال الأغنية إعجاب الجمهور.

نجوى جابر

كيف أثر الفن المصري في المغاربة؟

نشأنا على الأفلام والمسلسلات المصرية التي يذيعها التليفزيون الرسمي المغربي، فليس هناك مغربي لا يعرف الفنان عادل إمام، ورموز الفن المصري.

وتعد الفنانة العالمية المصرية داليدا واحدة من رموز الفن؛ حيث إنها قدّمت أغانٍ بـ7 لغات حية، والبعض يقارن طبقة صوتي بصوت داليدا، وهي أول من شغفت بها في عالم الغناء، ولفترة طويلة تابعت أخبارها، فمصر كانت دائمًا الدولة العربية المُصدّرة للفن والثقافة للعالم العربي، لكن للأسف تراجع التأثير العربي في الدراما والسينما في المغرب، لحساب الدراما الأجنبية خاصة التركية وليست الفرنسية.

لماذا تفضلين الأغاني السينجل عن الألبومات؟

تأخرت قليلًا في تقديم أغنيتي الأولى؛ بسبب انشغالي بدراسة الإخراج، وتتلمذت في هذا المجال على يد أساتذة كبار، من بينهم المخرج رأفت الميهي، والمخرج الكبير علي بدر خان، كما عملت مساعد مخرج مع نخبة من عمالقة فن الإخراج، وقدّمت فيلم "كزاكايرو"، من إخراجي؛ إلا أن الغناء عاد ليفرض نفسه على قائمة اهتماماتي، وقدّمت عددًا من الأغنيات على طريقة السينجل؛ كي تحظى كل أغنية بحقها من الاستماع أو المشاهدة في حالة الفيديو كليب.

حدثينا عن كواليس تأسيس بندي «استبينا» و«موجة دور»؟

بدأت الفكرة بتأسيس بند غنائي يُقدّم أغنيات من ثقافة دول البحر الأبيض المتوسط، ومن خلاله أطلقت عددًا من الأغنيات باللغات الفرنسية والإيطالية والعربية والنوبية والإسبانية، علاوة على عدد من اللهجات العربية، من بينها المغربية والشامية، كما شاركت بالغناء والتلحين في الأغنيات التي قدّمها البند الغنائي.

ماذا عن تكريماتك بالمهرجانات والفعاليات الفنية؟

شاركت بالعديد من المهرجانات الفنية، وحصلت على تكريمات وجوائز عديدة، إلا أن أقربها إلى قلبي هي جائزة مكناس الكبرى عن فيلم كذاكايرو، ضمن فعاليات المهرجان السينمائي الدولي للفيلم القصير بمدينة مكناس، كونه تكريمًا في وطني ومدينتي، التي نشأت وعشت بها، وسعدت بالجائزة جدًا، كما حصلت على جائزة بمهرجان بصمات السينمائي بالرباط، وشاركت بمهرجان الكاميرا العربية في مدينة روتردام بهولندا، ونلت عدة تكريمات بمهرجانات دولية.

ماهي مشروعاتك الفنية المقبلة؟

قدمت عدة أغانٍ خلال الفترة الماضية مع العديد من البندات، وآخر أغنياتي هي «لا تسل قلبي»، من كلمات الشاعرة السعودية مها عبود، وتوزيع شريف الوسيمي، وعزف دكتور محمد أبوزيد، وأسعى خلال الفترة المقبلة لإصدار ألبوم غنائي يتضمن عددًا من الأغنيات باللهجات المصرية والشامية والمغربية والخليجية، كما أسعى إلى التعاون مع عدد من أشهر الملحنين؛ لتقديم أغنياتي من زوايا مختلفة وبشكل جديد.

ما هو جديدك كمخرجة؟

أعمل حاليًا على الانتهاء من تصوير فيلم قصير يناقش قضية النظرة السلبية للمرض النفسي كوصمة عار، بعد تصوير أجزاء منه، لتبقى المشاهد الخارجية بالفيلم، إلا أن الغناء الآن يستحوذ على اهتمامي بشكل كبير، ومن المنتظر أن يعرض الفيلم خلال العام الجاري.

أغاني المهرجانات تثير جدلًا في مصر فكيف ترينها؟

كواحدة من الجمهور، لا أفضل هذا النوع من الأغنيات، ولا أعتبرها فنًا من الأساس، وهناك لون من الغناء في المغرب يُشبه المهرجانات المصرية، إلا أن غالبية الشعب المغربي والجزائري يرفض هذا اللون، وإن كان له جمهور محدود بين أوساط الشباب.

هل الإنتاج الذاتي أفضل للفنان أم التعامل مع شركات الإنتاج الكبرى؟

الإنتاج الذاتي له مزايا من بينها أنه يُحرر الفنان من قيود واشتراطات الشركات المنتجة، ويعطيه هامش حُرية لتقديم ما يحلو له من الفنون، ومن بين عيوبه عدم القدرة على تنفيذ حملة دعائية بنفس مستوى شركات الإنتاج، إلا أن هناك مطربين عالميين وصلوا للعالمية بالإنتاج الذاتي؛ من بينهم النجم المغربي سعد لمجرد، وعلى الجانب الآخر توفر شركات الإنتاج حملة ترويج على أعلى مستوى للأغاني، ويعيبها اتباع أغلب الشركات لأسلوب احتكار الفنان.

حمزة نمرة له تجربة فريدة في تقديم الطرب الأمازيغي، كيف ترين ذلك؟

الفنان الكبير حمزة نمرة استطاع أن يُقدّم أغنية إيناس إيناس، من التراث الأمازيغي، باقتدار شديد، وأنا شخصيًا برغم نشأتي في المغرب ذات الأصول الأمازيغية، لا أستطيع تأدية الأغنية بنفس طريقة حمزة نمرة.

لماذا تفضلين تقديم أغاني التراث؟

حرصت على غناء عدد من الأغنيات التراثية لدول المغرب العربي، ومن بينها أغنية «لاموني اللي غاروا مني» للمطرب التونسي الكبير لطفي بوشناق، كما قدّمت عدة أغنيات من التراث المغربي والتونسي؛ حيث اعتمدت بداياتي الفنية على تقديم أغانٍ تراثية من دول عديدة.

برأيك، ماهو الفارق بين الفنان والمؤدي؟ الموهبة تكشف عن نفسها ولا تحتاج لتقييم، ويمكن تمييزها بسهولة، ومصطلح المؤدي اخترعه أنصاف الموهوبين؛ ومن لا يملكون القدرة على المنافسة؛ للهروب من تقييمات النقاد، وهناك فارق كبير بين الفنان والمؤدي، خاصة في عالم الغناء.

هل يأتي عملك على حساب أسرتكِ؟ على العكس تمامًا، لا يؤثر عملي في أسرتي نهائيًا، فزوجي هو أكبر داعم لي في مسيرتي الفنية، ولا يدخر جهدًا في معاونتي وتقديم كل أوجه الدعم لي، ودائمًا ما أستشيره في مشاريعي الفنية، لأستفيد من خبرته.

ماذا عن مشاركاتك الدرامية؟ شاركت في برنامج حول المواهب المغتربة، كما شاركت بالتمثيل في عدد من فقرات البرنامج.

ماهي نصيحتك للشباب الموهوب في الوطني العربي وكيف يبدأون؟

أقول لكل من يملك الموهبة أن المناخ بات مهيئًا لتقديم مواهبكم للعالم أجمع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والأمر الآن لا يتطلب أكثر من تصوير فيديو ونشره، والموهبة الحقيقية تفرض نفسها وبقوة، وتجلب إعجاب الجمهور، وهناك العشرات من نجوم الفن كانت بدايتهم بمحض الصدفة، فسارعوا بنشر مواهبكم، والحكم للجمهور.

شاهد أغنية لاتسل قلبي:

https://www.youtube.com/watch?v=WC1KEB5Amik&feature=emb_title

آل الشيخ يعلن موعد «الليلة المغربية» في موسم الرياض