معظم نساء لبنان تعرضن للتحرش الجنسي .. قصص واقعية وشهادات صادمة

أثار تقرير لمنطقة اليونيسف الأممية، حول التحرش الجنسي في لبنان، الكثير من الجدل؛ إذ أشار التقرير إلى أن كل النساء في لبنان تقريبًا تعرضن إلى التحرش الجنسي في حياتهن.

ووفقًا لتقرير نشره موقع "الحرة"، تطرق منشور لمنطمة اليونيسف عبر صفحتها على "فيس بوك" إلى أن هذا النوع من العنف القائم على النوع الاجتماعي، أصبح أمرًا عاديًا في المجتمع اللبناني، سواء في الأماكن العامة أو عبر الإنترنت.

ودعت "اليونيسف" في تقريرها إلى ضرورة مكافحة هذه الظاهرة من خلال رفع الصوت وطلب المساعدة والتنديد. بينما كشف موقع "الحرة" عن الجانب الآخر من تعامل النساء اللبنانيات في المجتمع.

«ميرفت» ضحية التحرش في شوارع لبنان

كما عرض الموقع قصة إحدى الفتيات اللبنانيات اللاتي تعرضن للتحرش، وهي "ميرفت" التي كشفت في تصريحات لـ"الحرة" عن تفاصيل ما عاشته قبل ما يقرب من 10 سنوات ماضية.

وأكدت "ميرفت" أنها خرجت لممارسة رياضة المشي في شوارع بيروت في صباح أحد الأيام، لكنها تعرضت لصدمة نفسية بعدما لاحقها شاب خلع ملابسه وبدأ القيام بحركات جنسية والتلفظ بكلمات نابية.. منتهزًا فرصة خلو الشارع من المارة.

كما أضافت: "رغم مرور كل تلك السنوات لكن إلى حد الآن لا يمكنني نسيان أو تخطي ما حصل.. نعم تمكّنت من الهروب من المتحرش حينها، لكنني لازلت أسيرة مشاهد ما ارتكبه".

كذلك أشارت إلى أنها عاشت أيامًا صعبة بعد الحادث. وقالت: "لم أتجرأ حتى على إخبار صديقاتي وكذلك الخروج من المنزل وحدي.. كنت أشعر تارة بالظلم وتارة أخرى كنت أجلد نفسي لعجزي عن مواجهة جميع من حولي".

وتابعت: "طاردتني الكوابيس وأصبت بالاكتئاب إلى أن قررت بعد حوالي السنة كسر حاجز ضعفي واطلاع والدتي".

لبنان الأكثر أمانًا

ووسط هذه القصص، خرجت القوى الأمنية لتؤكد أن لبنان من البلدان الأكثر أمانًا فيما يتعلق بجريمة التحرش. فيما كشف مصدر في قوى الأمن عن معنى ذلك وفقًا لموقع "الحرة".

وقال المصدر: "إن المقصود بذلك أن وضع لبنان أفضل مقارنة مع العديد من الدول العربية والأجنبية، من دون أن ننفي حصول هذا النوع من الجرائم بالمطلق.. لاسيما جريمة الابتزاز الإلكتروني، التي ننبه منها كثيرا".

كما أضاف: "ندعو إلى اتباع سبل الوقاية ومنها عدم نشر أو إرسال صور خاصّة أو مقاطع فيديو شخصية عبر تطبيقات الإنترنت وتجنَّب محادثة الغرباء أو لقاءهم.. وأيضًا تعزيز إعدادات الأمان والخصوصية على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي".

منظومة فكرية تشجع على العنف

ومن جانبها، أكدت لانا قصقص، الأخصائية النفسية والاجتماعية مديرة جمعية "مفتاح الحياة"، أن ما أوردته المنظمة الأممية يعكس الكثير من الحقيقة. كما أوضحت أن النساء معرضات في أي مرحلة من مراحل حياتهن للتحرش الجنسي أيا يكن مستواهن الاقتصادي، العلمي، الأكاديمي، المهني والثقافي.

وأشارت "قصقص" إلى أنه يقف خلف ذلك منظومة فكرية تشجع العنف المبني على النوع الاجتماعي وتتسامح معه، ملقية دائمًا باللوم على المرأة ومبررة للرجل ما يرتكبه بحقها.

كما لفتت إلى أن غياب التوعية الجنسية يؤدي إلى تعرض الصغيرات للتحرش دون أن يعلمن حقيقة ما يحصل لهن. وقالت: "رغم إدراكهن أنه أمر غير طبيعي ومزعج، يترافق ذلك مع شعور بالذنب يتضاعف حين يكبرن ويكتشفن أن انتهاكًا كان يمارس بحقهن".

قصص واقعية

ومن القصص التي عرضها الموقع أيضًا، قصة "ميادة" التي تعرضت للاعتداء على يد زوج صديقتها.

وقالت ميادة: "إنها كانت تعتقد أن هذا الأمر تحرش، لكن بالرغم من اختلاف المفاهيم إلا أن الحقيقة ثابتة وهو صعوبة ما تعرضت إليه".

وعلقت: "انتهاز من كنت اعتبره بمثابة أخ لي فرصة إطباقي وزوجته أعيننا للنوم خلال قيادته للسيارة أثناء عودتنا من السهرة، فقام بلمسي، حينها استيقظت مرعوبة... ولكني كذبت نفسي".

كما أضافت: "ولأتأكد، عاودت إطباق عيني وإذ به يكرر فعله.. ارتعبت وما كان مني إلا أن تظاهرت أني أتحدثت مع والدتي عبر الهاتف لكي يتوقف عن جريمته".

كذلك أضافت أنها أطلعت صديقتها عما فعله زوجها فطلبت منها التكتم عن الأمر. وقالت: "صدمت بردة فعلها أكثر من الفعل الذي أقدم عليه زوجها".

وتابعت: "في ذلك اليوم شعرت بأن غلاف حمايتي تمزّق.. انعدمت ثقتي بجميع من حولي.. عانيت من الاكتئاب لاسيما وأني لا أملك إثبات كي يصدقني الناس ويحميني القانون".

اقرأ أيضًا: واقعة تحرش وسحل.. ضبط المتهم بالتعدي على سيدة بالعاصمة المصرية