معرض «القاهرة أحبك» يحتفي بتاريخ السينما في العاصمة العريقة

«القاهرة من أقدم مواقع التصوير في العالم» هكذا يستقبل معرض «القاهرة... أحبك»، الذي دشنته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي بدار الأوبرا، زواره.

معرض «القاهرة أحبك»

ويحتفي هذا المعرض، الذي يجمع بين السينما والتاريخ في دار الأوبرا، بالأفلام السينمائية المصرية القديمة التي قدمت المتعة والإثارة للجمهور، ووثقت معالم شوارع وميادين العاصمة المصرية.

وهو يُبرز دور القاهرة التي احتضنت الفن والسينما والأوبرا، وصارت من أهم المدن العربية فنيًا وثقافيًا؛ من خلال عرض لقطات من أفلام «الأبيض والأسود».

وفي طريق الدخول للمعرض، يوجد لوحة كُتب عليها رسالة طويلة تكشف تاريخ القاهرة السينمائي والفني، وجاء نصها كالتالي:

«القاهرة من أقدم مواقع التصوير في العالم، لقد شهد قلب المدينة عرض عدد من أوائل الأفلام العالمية عام 1896، وبعد فترة قليلة أُنتج أول فيلم مصري، ومنذ ذلك الحين عرفت القاهرة بهوليوود الشرق، وأصبحت عاصمة للسينما، وعلى الرّغم من أنّ هذه الصناعة ولدت في خضم عصر الاستعمار، فإنّها ازدهرت بدعم ومساندة صناع السينما المصريين، واجتذبت المواهب السينمائية من كل الأقطار العربية، وكانت القاهرة بمثابة استديو مفتوح للتصوير، ومع مرور الوقت التقطت السينما ذكريات المدينة، وأخذتنا في جولات داخل شوارعها وأزقتها وباتت حارسًا على أسرارها».

لقطات من الأفلام

ويضم معرض «القاهرة... أحبك» لقطات من الأفلام داخل أحياء القاهرة التاريخية والشعبية، والتي يظهر بها نجوم السينما في مختلف اللقطات.

ومن المشاهد التي يعرضها، مشهد الفنانة هند رستم من فيلم «بين السماء والأرض» وهي تخطو في بهو عمارة «ليبون» الشهيرة بالزمالك.

ومشهد آخر لشادية وصلاح قابيل من فيلم «زقاق المدق»، وثالث لفاتن حمامة وهي تقود مظاهرة في شوارع القاهرة من فيلم «الباب المفتوح»، ومجسم لسينمات «راديو، ريفولي، وميامي» بوسط البلد.

كما يعرض تسجيلاً صوتيًا يصدر من مجسم لرائد الاقتصاد المصري طلعت حرب؛ يحاكي تمثاله الشهير في وسط القاهرة وهو يروي قصة إقامة «استديو مصر» للتصوير السينمائي.

أفيشات الأفلام

ولم يخلُ المعرض من أفيشات أشهر الأفلام المصرية، مثل «المومياء» لنادية لطفي وأحمد مرعي، «الباب المفتوح» لفاتن حمامة وصالح سليم، و«الحرام» لفاتن حمامة.

كما يربط الرؤية التاريخية لمدينة القاهرة بالحاضر والمستقبل؛ إذ يتيح للجمهور إمكانية القيام بجولة لاستكشاف المدينة؛ باستخدام تقنية التعرف الجغرافي.

وتتم هذه التقنية من خلال تطبيق على الهاتف الذكي؛ ليعيش الجمهور عددًا من مشاهد الأفلام الكلاسيكية في مواقع تصويرها الأصلية.

الصور الفوتوغرافية

وملأت الصور الفوتوغرافية، التي تُمثل حنينًا لزمن «الأبيض والأسود»، جنبات المعرض، لكنها لم تخلُ من لمحات عصرية أضافها فنان «الكوميكس» محمود شلتوت.

وجمع «شلتوت» بين صورته وأبطال السينما في خمسينيات وستينيات القرن الماضي؛ إذ ظهر عبد الحليم حافظ على كوبري قصر النيل في لقطة من فيلم «موعد غرام»، بينما يقف شلتوت خلفه بالألوان.

وهناك لقطة أخرى تجمع بينه وبين رشدي أباظة وعبد المنعم إبراهيم في منطقة الزمالك بجوار فيلا أم كلثوم التي تم هدمها وتحويلها إلى فندق.

من جانبها، أكدت نانسي علي؛ منظمة المعرض، أنّها استعانت بهذه الصور التي توضح أماكن اندثرت لا تزال شرائط السينما تحتفظ بملامحها وأخرى لا تزال قائمة.

وأوضحت أن هذه الأماكن تعرضت للتغيير بحكم الزمن؛ لذا أراد الفنان محمود شلتوت أن يعبر عنها بعمل «ديكوباج» يجمع بينها وبينه؛ لتبقى اللقطة جزءًا بالأبيض وأسود وجزءًا صغيرًا بالألوان.

وأشارت «نانسي» إلى أن المعرض يستعيد ذكريات مدينة القاهرة عبر السينما وكيف احتضنت الفنون بأشكالها، بدءًا من بناء الأوبرا الخديوية قبل مائة عام ثم استيعابها المبكر لصناعة السينما.

معرض الفنان التشكيلي «بهرم حاجو» في ضيافة الأوبرا