مصممة المجوهرات مها السباعي: السعودية محطة مهمة لنجاح أي علامة تجارية

ـ المرأة السعودية لديها شغف كبير بعالم المجوهرات

ـ الفن التشكيلي وراء تميز مجموعاتي.. وهو أساس تصميم المجوهرات

حوار: مجدي صادق

 

تُعد مها السباعي من أشهر مصممي الأحجار الكريمة والمجوهرات في الإمارات، رغم أنها دمشقية المولد، وقد كانت دراستها للفن التشكيلي بوابة النجاح والإبداع فيما تقدمه من مجموعات حصلت بها، منذ دخولها هذا العالم السحري عام 2000، على جوائز عالمية من مجلس الذهب العالمي في بلجيكا، واختيرت عضوًا بالعديد من لجان التحكيم الدولية.

وفي حوارها مع الـ"الجوهرة"، أكدت مها السباعي، أن المرحلة الجديدة بالمملكة، في ظل رؤية 2030 وحصول المرأة السعودية على الكثير من المكاسب والحقوق، ستحمل الكثير من المفاجآت، مشددة على أن السعودية محطة مهمة لنجاح أي علامة تجارية في الشرق الأوسط والعالم، وإلى نص الحوار..

ما سر دخولك عالم تصميم المجوهرات؟

لطالما أدهشني عالمً المجوهرات ببريقه وتفاصيله الأنيقة والفنية وارتباطه بكنوز الأرض، وباعتباري فنانة تشكيلية فمسألة التصميم ليست غريبة عني إطلاقًا.

ماذا أضفتِ من جديد في هذا المجال الذي يضم عمالقة؟

الفن التشكيلي هو الأساس لصناعة وتصميم المجوهرات؛ لأنه يمنحها مسحة رومانسية تجعلك أكثر تميزًا وتفردًا، وبالتالي تجعل كلّ من ترتديها ملكة متوّجة على عرش الأناقة، وكل ما أقدمه من مجموعات مختلف وأكثر جاذبية لأنه "هاند ميد".

أي أنواع مجوهرات تتخصصين فيها؟ ولماذا؟ وهل لا يزال الغرب متميزًا في هذا المجال؟

العمالقة والمصممون حول العالم كلُ له قصته وتعبيره وكلُ يضع بصمته الخاصة، وأنا كذلك فمن يقتني قطعي يملك معها علاقة حب خاصة كمن يقتني عملًا فنيًا خاصًا.

وأنا متخصصة في جميع أنواع المجوهرات المصنوعة من أحجار كريمة طبيعية ومعادن ثمينة مثل: الذهب والبلاتين والفضة، وكذلك متخصصة في المنحوتات التي تزين القصور والبيوت والمكاتب، والتي هي مصنعة أيضًا من المعادن الثمينة والأحجار الكريمة وحتى التي تُطرز بها الأزياء.

هل هناك إقبال من الناس على (الألماس) بعد أن كان يقتصر على فئة معينة؟

"الألماس" هو أثمن الأحجار الكريمة، وأمر طبيعي أن تكون الفئات القادرة على اقتنائه أقل، وهناك أنواع متفاوتة منه تختلف من حيث النقاء وجودة المواصفات؛ لذلك هناك تفاوت سعري كبير للماس.

بماذا تبررين زيادة تجارة الألماس سواء في الإمارات والمملكة أو حول العالم؟

الإنسان اليوم تغير منظوره للكثير من المقتنيات، فما كان يعتبر كماليات في الماضي أصبح اليوم من الضروريات؛ وهذا نتيجة زيادة حرص الإنسان على تجميل حياته التي أصبحت أكثر ازدحامًا بالأحداث، فالجمال نعمة وغذاء النفس وهبه الله لنا.

وتحتضن "بورصة دبي للماس"، وهي أكبر منشأة لاستضافة مناقصات الماس على مستوى العالم، اليوم أكثر من 1150 شركة متخصصة في تجارة الماس والأحجار الكريمة؛ حيث توفر للشركات المُسجلة والعاملين في القطاع بنية تحتية متطوّرة من الطراز العالمي مدعومة بمرافق وخدمات ومنتجات مصممة خصيصًا لتوفير بيئة آمنة وموثوقة لتداول الألماس.

في زمن الرقمنة.. هل نرى مجوهرات ذكية قريبًا؟

بالطبع نحن نستعين بالبرمجيات وآلات الصب المتصلة بالأجهزة المبرمجة، وأصبح جزء كبير من عملنا رقميًا ولم يعد يدويًا بالكامل.

هل سيسهم المعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة عند افتتاحه بدبي 2023 في دعم مصممي المجوهرات بالمنطقة العربية؟

بدون شك هذه خطوة داعمة للقطاع بأكمله، فالمعهد الأمريكي من الرواد في هذا القطاع وهو المرجع الأول والرئيسي في مجال الألماس والأحجار الملونة واللؤلؤ، ووجوده في دبي سينعش سوق تلك التجارة والتصاميم، خاصة أن دبي تواصل قيادة مسيرة نمو صناعة الماس في العالم؛ عبر الدعم الشامل الذي تقدمه لسلاسل التوريد.

مصممة المجوهرات مها السباعي: السعودية محطة مهمة لنجاح أي علامة تجارية

حدثينا عن خطوات النجاح في مجال المجوهرات

في عالم المجوهرات النجاح له أسس لا يمكن اختصارها بزمن بسيط، فهو يأخذ مسافة زمنية وتاريخًا طويلًا؛ لأن الخبرة الكبيرة فيه هي أول أعمدة هذا النجاح، فالاستمرار هو دليل النجاح، إنها مهنة تحتاج إلى الصبر ومزيد من الابداع والإطلاع على كل ما هو جديد؛ إذ لا بد أن تكون جزءًا من هذا العالم السحري.

وكنت قد حصلتُ على المركز الأول في مسابقة نظمها مجلس الذهب العالمي عام 2001، وهذه الجائزة من أهم المنعطفات في مسيرتي الفنية بعالم المجوهرات، وبعدها حصدتُ العديد من الجوائز العالمية، وتم اختياري عضوًا في لجنة التحكيم الدولية خلال مسابقة نظمها المجلس البلجيكي الأعلى للألماس "إتش آر دي"، وكنت قد حصلتُ على شهادة أكاديمية في علوم الأحجار الكريمة وعلوم تقييم وتصنيف الألماس من هذا المجلس.

لكل قطعة مجوهرات لكِ قصة أشبه برواية رومانسية.. فما السر؟

أنا شخص مشاعري هي ملهمتي، ولغتي هي تصاميمي التي أعبر بها، فمثلًا مؤخرًا أطلقت اللبنة الأولى لمجموعتي الجديدة "قواعد العشق الأربعون" وهذه اللغة هي ما تميز أعمالي.

وفى عام 2007 رأى أول تصميم لي النور، وكان تحت اسم "المجموعة الملكية"، ثم أطلقت عام 2017 مجموعة "الياسمينة الدمشقية" وقد استوحيتها من جمال دمشق وتقاليدها القديمة والفتيات الدمشقيات اللواتي يتزين بالياسمين في بيوتهن ليعم بعدها عبق الياسمين في العالم أجمع.

هل كانت "المجموعة الملكية" بداية شهرة مها السباعي؟

المجموعة الملكية هي من المدرسة الكلاسيكية للتصميم، والتي تعد أولى تجارب أي مصمم يدخل إلى عالم المجوهرات؛ فمن خلالها يتعلم الكثير ويستلهم خطواته القادمة، ولا أظن هذا الخط هو سبب شهرتي، بل كوني من أوائل الإناث اللائي عملن في هذا المجال، واليوم هناك العديد من السيدات اللاتي وضعن بصمة خاصة بهن.

هل شاركتِ في معرض الشارقة الدولي للمجوهرات؟ وماذا يميزكِ عن الآخرين في هذا المجال؟

نعم شاركت في معرض الشارقة الدولي للمجوهرات، وأحاول أن أكون دائمًا متميزة في مجموعاتي، وأن تحكي كل منها قصة رومانسية تظل عالقة بمن يقتنيها.

مصممة المجوهرات مها السباعي: السعودية محطة مهمة لنجاح أي علامة تجارية

ماذا يميز دبي كمركز للألماس وأنتِ الدمشقية التي اخترتِ أن تنطلقي منها؟

دبي لها أهمية متزايدة كمركز عالمي للألماس وما توفره من بنية تحتية متميزة، وهي خيار مثالي لتوسيع قدرات وحضور المعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة؛ ما يجعل الإمارة من أهم مراكز تصنيع وإنتاج الألماس، بالإضافة إلى ما تتمتع به من خطوط نقل فعالة تتيح الربط بسهولة مع أسواق الألماس العالمية، الأمر الذي يمكِّنُنا من دعم عملائنا بشكل أكبر، والأهم من ذلك تعزيز قدرتنا على تحقيق مهمتنا الحيوية في حماية مستهلكي الألماس.

أيٌ من الخليجيات أكثر اهتمامًا باقتناء المجوهرات؟ وماذا عن المرأة السعودية؟

المرأة العربية بالمجمل تعشق الزينة والمجوهرات وهي الأكثر اقتناء لها، ويتفاوت الذوق من حيث التصميم من بلد إلى آخر وفقًا للمعطيات الاجتماعية.

أما عن المرأة السعودية، فقد تعرفت إلى عدد من المصممات السعوديات الجدد اللاتي أضفن بصمة جميلة في عالم التصميم، وأعتقد أن المرحلة الجديدة في السعودية ستحمل الكثير من المفاجآت والأسماء التي ستلمع حول العالم.

دمشقية تعيش في الإمارات.. هل كان لهذا التمازج الحضاري والفكري تأثير في صناعتك؟

نعم صحيح، تخيل كيف أن طفولتي في اقدم عواصم الكون ونشأتي في أحدث مدن العالم حداثة وإبهارًا؛ لذا أستطيع فهم أكبر شريحة عمرية ومكانية من حيث الذوق والفكر؛ ما منحني مرونة عالية في نوعية تصاميمي.

ما هو حجرك الكريم؟ وأي من المجموعات أقرب إلى قلبك؟

في هذا الأمر هناك مدارس مختلفة، وأنا من المدرسة التي تؤمن بأن كل حجر له طاقته وهي ما تجذب الشخص بغض النظر عن وقت ومكان ولادته.

فالطاقة الكامنة في كل حجر هي التي تحدد ما يناسب الشخص، وكل حجر له تأثير مختلف، فاللون الأحمر هو لون القلب والدم، الأخضر القوة، الأزرق الاستقرار والطمأنينة وهكذا.

أمًا عما أفضله، فأحيانًا طاقة الزمرد تناسبني وأحيانًا أخرى الأوبال، لكنني بصفة عامة أميل إلى الأزرق؛ لذا هو رمز علامتي وتوقيعي.

والأحجار الكريمة هي مخزن للطاقة والقوة والسلطة، فحجر الياقوت الأحمر هو حجر قوي للغاية ويمكن أن يساعد في التخلص من الشعور بالكسل والإحباط، والزمرد يعمل على جلب الثروة والازدهار، ويعتقد أيضًا أنه يساعد في تحسين الجهاز العصبي.

ويعتقد أن المرجان يساعد في تنمية الشجاعة والتخلص من المشاكل المتعلقة بالبشرة ويحافظ على درجة حرارة الجسم بمستواها الطبيعي، أما الياقوت الأزرق، فهو يمنح صاحبته السعادة والاستقرار ويجلب الثروة.

هل تفكرين في تنظيم معرض بالمملكة؟

أتمنى جدًا ذلك، وأنا مستعدة إذا توافرت الظروف المناسبة والشركاء المناسبين، فلدي العديد من الزبائن الذين أصمم لهم في المملكة، فهي محطة مهمة لنجاح أي علامة في الشرق الأوسط والعالم.

فالمرأة السعودية لديها شغف واهتمام بعالم المجوهرات؛ لأنها بطبيعتها حالمة ومبدعة، خاصة بعد أن حصلت على الكثير من المكاسب في ظل رؤية 2030 وهو ما أسهم في بروز العديد من السعوديات في مجال تصميم الأحجار الكريمة، وحتى تصميم الأزياء المطرزة بالأحجار الكريمة.

اقرأ أيضًا: حوار| د. وفاء العنتلي: تمكين المرأة في المملكة نتاج لقيادة عظيمة ورؤية 2030