مصممة الأحجار الكريمة سنية الفقي: السوق السعودي بيئة جاذبة.. والمملكة محطتي التالية

ـ المرأة السعودية لديها شغف منذ الطفولة باقتناء الذهب والأحجار الكريمة ـ اقتناء الأحجار الكريمة بأنواعها المختلفة لم تعد قاصرة على النساء

حوار: مجدى صادق

عالم الأحجار الكريمة؛ عالم من الخيال والرومانسية والعشق، وهناك العديد من الجامعات والمعاهد والمجالس يمكنكِ من خلالها الحصول على شهادة خبير في علم الأحجار الكريمة وهى شهادة "جي آي إيه"؛ لكن هناك من لديه الموهبة في تصميم مثل هذه الأحجار التى – مثلما يقول العاملون فيها سواء خبراء أو مصممين او مقتنين لها – بعلم الطاقة؛ فلكل حجر كريم "سره" في علم الطاقة.

سنية الفقي؛ فنانة ومصممة أحجار كريمة وسيدة أعمال تونسية رغم أنها حاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال من المعهد الأعلى للتصرف بتونس، وتعمل بأحد البنوك، لكن عالم الأرقام رغم أهميته لم يجذبها بقدر ما خطفها عالم الأحجار الكريمة. وكانت وفاة والدتها دافع كبير لكي تتجه إلى هذا العالم؛ فبعد أن عاشت أزمة بعد رحيل الأم، وهى الابنة الوحيدة، قررت أن تعالج نفسها بالأحجار الكريمة وتخرج من تلك الأزمة بعد 6 أشهر من رحيلها، حتى أصرت أن يكون اسم "والدتها" الراحلة أول براند عربي في مجال المجوهرات والأحجار الكريمة.

عالم مثير

عالم الأحجار الكريمة عالم كبير ومثير وباهظ الثمن والمعرفة لمن يسعى الدخول إليه.. فلماذا جاء هذا الاختيار؟ وكيف كانت البداية فيه؟

مثلما قلت، إن عالم الأحجار الكريمة عالم مثير للغاية ومؤكد أنه باهظ الثمن، وتأتي تصميماته من ثقافة وبيئة وذكريات مصممه؛ فهو سرد لذكريات المصمم؛ ولكل من اختار أن يتخذ من هذا المجال إبداعه ومهنته لذا تحمل كل قطعة صور عالقة بذكريات حياته. وأيضًا أقول أن لكل مصمم "خصوصية" تختلف من مصمم لآخر طبقا لبيئته ومكوناتها التراثية والحضارية.

وكانت البداية لي غريبة وصعبة وقاسية؛ إذ بدأت بعد وفاة "أمى"، فكان رحيلها المفاجئ في عمر صغير بمثابة الصدمة في حياتي؛ حيث عانيت من غيابها نفسيا شهورًا باعتباري الابنة الوحيدة إلى جانب شقيق يعمل طبيبا، وكان دخولي عالم الأحجار الكريمة من باب علم الطاقة للتغلب على متاعبي النفسية، وعندما عشت داخل هذا العالم أحببته، وكانت الأزمة التى عشتها لغياب أمي فرصة جعلتني مصممة لمثل هذه الأحجار خاصة وأن "الحس الفني والإبداعي" انطلق من محبسه!

هل أنتِ مصممة لهذه الأحجار الكريمة؟

من يدخل عالم تصميم جماليات الأحجار الكريمة ويدرس عوالمه وأحجاره لابد أن يكون خبيرًا فيه؛ فبحكم الدراسة والخبرة تضاف إليها المهارات، وما تحمله من إبداعات تنبع من بيئته التراثية.

هل نجح عالم الأحجار الكريمة أن يخطفك من عالم الأرقام والبيزنس وإدارة الأعمال؟

لقد تخرجت من المعهد الأعلى للتصرف بتونس، وعملت بأحد أكبر البنوك والمصارف، ثم استقلت لتأسيس شركة خاصة في التصدير والاستيراد؛ ورغم ذلك فإنني عشقت عالمي الخاص في تصميم الأحجار الكريمة والمجوهرات.

وكان عملي في البنك وإدارة الأعمال بمثابة خبرات لي في عملي الجديد، سواء إدارة أعمالي أو لغة الأرقام وأيضا التسويق وكلها مكملة وداعمة لعملي بكل تأكيد، كما أنني ألتحق بالكثير من الدورات والدراسات التي تخدم عملي كمصممة.

في عالم الأحجار الكريمة الساحر.. كيف جذبتك وما هو الحجر القريب إلى قلبك ولماذا؟

بما أنني ابنة تونس؛ حيث ولدت وكبرت بها؛ فتعرف أنها بلد تطغى فيها الألوان حيث ألوان سيدي بوسعيد (الأزرق والأبيض) التي تفوق سانتوريني في جمالها ورقتها، وأيضا ألوان القوارص (الأصفر والبرتقالي) بتدرجاتهم، ثم ألوان النسيج المطرز بالذهب والفضة، وألوان البحر الأبيض المتوسط، وألوان جبال الشمال والصحراء والجنوب؛ لذلك اخترت الاعتماد على الأحجار الكريمة من حيث أقرب الألوان إلى ذاكرتي.

إننى جوبت العالم شرقا وغربا في بداية اهتمامي ودخولي إلى هذا العالم بحثا عن أنواع الأحجار الكريمة، حتى تشكل داخلي أحجاري وألواني الخاصة مثلما ذكرت.

علم الطاقة 

مؤكد أن الأحجار الكريمة مرتبطة مثلما قلت بعلم الطاقة؛ فهل من تفاصيل لذلك؟

لكل برج حجره، ولكل حجر طاقته؛ فإذا كنت من برج الحمل فيناسبه الياقوت الأحمر؛ لينظم له الدورة الدموية في الجسم ويعالجه من ضغط الدم المرتفع، أما برج الثور يناسبه الزمرد والفيروز؛ ليساعد أبنائه على هدوء الأعصاب والصبر.

بينما برج الجوزاء يناسبه الياقوت الأصفر والعقيق اليماني؛ إذ يساعده على تقوية الصحة والهدوء.

كما أن برج السرطان يتماشى معه اللؤلؤ؛ إذ يساعده على الصفاء النفسي، وبرج العذراء فيناسبه الياقوت الأزرق، ما يجعله أكثر قوة وذكاء، بينما برج الميزان فالياقوت الأزرق يجلب له الحظ ويمده بالطاقة الإيجابية.

أما برج الأسد فيناسبه الكهرمان وحجر القمر؛ إذ يساعداه على السعادة والنجاح وهدوء الأعصاب.

وبرج العقرب يناسبه العقيق الأحمر؛ إذ يعطيه دائما طاقة إيجابية ويعزز له الحظ والحب، أما برج القوس فله حجر التوباز؛ حيث يعالج التوتر ويحقق له الاستقرار.

كما أن برج الحوت فله الياقوت الأصفر؛ وهو ما يساعده في التغلب على التوتر والقلق، أما برج الدلو فيناسبه الياقوت الأزرق؛ مما يساعده في التخلص من القلق، وأخيرًا برج الجدي فالعقيق الأحمر يقوي جهاز مناعته.

الأحجار الكريمة وشغف المرأة العربية

هل هناك علاقة بين الأحجار الكريمة وشغف المرأة سواء العربية أو الغربية بها؟

المرأة العربية تعتبر الذهب "زينة وخزينة" مثلما يقولون عن المرأة السعودية؛ لذا يأتي شغفها منذ الطفولة، فهي ضمن "الموروثات" العربية أكثر منها للمرأة الغربية.

والمرأة السعودية بعفويتها وفطرتها عاشقة للمجوهرات من الألماس والياقوت والزبرجد، وغيرها من الأحجار الكريمة.

ومع حصولها على الكثير من الحقوق والحريات، فالمرأة السعودية تعشق الأحجار والمجوهرات الملونة التي تعبر عن البهجة والانطلاق.

وإذا كان الذهب الأصفر الأكثر رواجًا في فترة ما؛ فإن الألماس والفضة وبقية الأحجار الكريمة باتت ضمن ما تفضله المرأة والبيت السعودي بتصاميمه المبدعة والجديدة والمبهرة.

 الأحجار الكريمة

هل دخلتِ السوق السعودي ضمن هذا المجال؟

نعم، زرت المملكة العربية السعودية التي أحسست كثيرًا مدى التغير الكبير الذي حدث في بنيتها التحتية والتنمية التى شملت كل شيء، وكانت هذه الزيارة من دعوى صديقة مصرية تعيش بالمملكة وعاشقة لها، وهو ما شجعنى لدخول السوق السعودي وأعرف أنه متعطش لكل ما هو جديد، وأنه بيئة جاذبة.

لذا، أتمنى تنظيم معرض لإبدعاتي من تلك الأحجار والمجوهرات؛ ولأن لهذه السيدة المصرية الفضل في دخولي وحبي للمملكة فقد أعددت لها "كوليكشن" خاص يحمل اسمها مثلما أصبح لي براند خاص لأعمالي!

لماذا جاءت انطلاق أعمالك من مصر؟

فى مصر يمكنك أن تنطلق إلى العالمية؛ حيث الميديا تعتبرك سيدة أعمال وسفيرة عربية، وقد وجدت في مصر تلك الأريحية؛ حيث أسكن على النيل مباشرة استلهم منه ابداعاتى وأحاسيسي، ومصر مليئة بالأحجار الكريمة مثل "الذهب والفيروز والجعران".

كما أن هناك تراث حضاري منذ فجر التاريخ تظهر في "اكسسوارات" الملكات الفرعونية بألوانها الزاهية التي مازالت تحتفظ بها رغم آلاف السنين.

وبجانبى مبنى السفارة السعودية؛ حيث تكون محطتى الثانية، لما تتمتع به المملكة من تاريخ كبير في مجال عالم الأحجار الكريمة وبها فنانين وفنانات كثر في هذا المجال.

"حبيبة".. أول براند عربي

لك براند خاص بتصميمك اسمه "حبيبة".. ما قصة اختيارك لهذا الاسم ولماذا؟ وما يميز هذا البراند عن غيره؟

نعم أصبح لي بعد كل هذه الخبرات والدراسات والتعلم "براند " خاص بي يحمل اسم "أمي" الراحلة "حبيبة"، وهو أول براند عربي بالمنطقة العربية يحمل خصوصية وأحاسيس وإبداع وبساطة ويحمل "طلة" ذات جماليات تراثية عالية.

وحمل هذا البراند اسم امى، لكى تبقى ذكراها معي في كل خطوة من حياتي وقد عاهدتها أن يسافر اسمها في كل انحاء البلدان العربية، وأن تكون "حبيبة" هدية لكل "حبيبة".

ومن أهم ما يميز هذا البراند أيضًا، أن القطعة الواحدة من "دي إن إيه" تحمل تراث وإبداع 5 بلدان، حيث الأريحية في التصميم والتعامل مع الشكل الطبيعي للحجر.

سنية الفقي مصممة الأحجار

ما الجديد الذي يحمله لنا عالم الأحجار الكريمة؟ وهل الرقمنة أو أيا من أدوات الثورة الصناعية الرابعة دورًا الآن في صناعة تلك الأحجار وتصميماتها؟

من المؤكد أن الرقمنة وغيرها من أدوات الثورة الصناعية الرابعة دور مؤثر في هذا العالم الآن، فرغم أن أعمالى كلها "هاند ميد"، إلا أن كل معطيات عصر الرقمنة تساعدنا في تحقيق المنافسة والتسويق وانتشار إبداعاتنا.

فهناك من بات يستخدم الديجيتال آرت في تشكيل الأحجار الكريمة برسوماتها وألوانها؛ لكني مازلت أتعامل مع الحجر في تصميمه بشكل يدوي نابع من مناسبته وماهيته، فما أجمل الأحجار الطبيعية وهو أيضا ما يميز أعمالي.

ما هو أغلى حجر كريم في العالم ويحرص المهتمون على اقتنائه؟ ولماذا؟

الأحجار الكريمة كلها أحجار نفيسة، وتمنح الطاقة الإيجابية لكل من يقتنيها، فهذه يناسبها الذهب، وتلك الألماس وغيرها الياقوت أو الزبرجد، حيث تتنوع الالوان وتتنوع الاشكال مع التصاميم المبدعة.

الغريب أنه في زمن التوترات والأزمات التى تسود العالم، كان هناك إقبال كبير من الرجال على ارتداء واقتناء الأحجار الكريمة بأنواعها المختلفة، فلم تعد قاصرة على النساء الآن.

اقرأ أيضًا: المصممة السعودية نوال التركي: الأزياء الهندية غنية بالألوان المفعمة بالحيوية