مختلفون وليس متخلفون.. فن التعامل مع مرضى التوحد

«المتوحد متخلف عقليًا».. بالرغم من قسوة هذه الجملة إلا أنها شائعة جدًا في مجتمعاتنا العربية، ولكن في حقيقة الأمر التوحد هو ميزة اصطفى بها الله صاحبه، فهم مختلفون وليس متخلفون، فقط يحتاجون معاملة خاصة.

مرضى التوحد

ويرهب مصابي التوحد الاقتراب من الأشخاص مهما كان درجة القرابة بينهم، سواء بالمصافحة أو الاحتضان أو اللمس بشكل عام، بالإضافة إلى طبيعة شخصيتهم المختلفة تمامًا عن شخصية الأصحاء، ما يجعلهم في حاجة إلى معاملة خاصة تناسب صفاتهم ولا تْشعرهم بالغرابة أو النفور في الوقت ذاته.

وتتعدد أسماء هذا المرض؛ إذ يُعرف بـ«اضطرابات طيف التوحد ASD، الطيف التوحديّ، الذواتية، أو التوحد»، وهو اضطراب مرتبط بعملية تطور النمو العصبي للدماغ ويستمر مدى الحياة، وتؤثر هذه الاضطرابات في طريقة تواصل الشخص المصاب مع الآخرين وقدرته على الإدراك بصورة طبيعية، أو الإندماج مع الآخرين.

أعراض التوحد

وتبدأ أعراض التوحد خلال السنة الأولى للطفل، وتتطور الأعراض في عمر 18-24 شهر، وتتفاوت بين المصابين بدرجات مختلفة، فالبعض قادر على أداء المهام والأنشطة اليومية، فيما يجد البعض الآخر صعوبة كبيرة في المهام الأسياسية.

إتيكيت التعامل مع مرضى التوحد

ويعد قلة الوعي حول مرض التوحد في مجتمعاتنا العربية، من أصعب العقبات التي تواجه المصابين سواء كانوا أطفال أو بالغين؛ فلا يستطيع الكثير من الأشخاص الوصول إلى نقطة تفاهم مشتركة للتعامل مع مرضى التوحد؛ ما يتسبب في زيادة المشاكل النفسية لهم والإغلاق على أنفسهم.

ويوجد عدة قواعد تحكم التعامل مع مرضى التوحد، لتمكينهم من التمتع بحياة سوية وأكثر صحية، فبغض النظر عن حالتهم الصحية فهم أشخاص يمتلكون حق الحياة، وعادةً ما يمتازون بصفات وخصائص مميزة، فبعضهم قد يكون أكثر ذكاءً عن غيره من الأصحاء في الرياضيات أو الطب أو الحفظ، وغيرها من المهارات.

الحفاظ على العادات اليومية

يمتاز مرضى التوحد بالتزامهم الزائد بعاداتهم اليومية، فلا يُفضلون تغيير أي تصرف اعتادوا عليه خلال يومهم؛ فعلى سبيل المثال يجب تناول الطعام في وقته المحدد يوميًا؛ لذا تجنبي الاقتراب من عاداتهم اليومية أو محاولة تغييرها.

الدعم النفسي

بالرغم من اختلافهم وتركيزهم على نقاط محدودة النطاق، إلا أنهم يفرحون ويحزنون ويبكون ويكتئبون مثل أي شخص طبيعي؛ لذا يجب احترام حالتهم النفسية ورفضهم التعامل مع أي شخص أثناء فترة الحزن.

ويحتاج مصابي التوحد إلى دعم نفسي كبير، حتى وإن رفضوا التقارب الجسدي؛ فعندما يهز طفلك جسمه عليكِ الاقتراب منه ودعمه، وليس تعنيفه، وينطبق الأمر على السعادة أيضًا؛ فيجب مشاركتهم الفرحة الزائدة التي يشعرون بها على أبسط الأمور.

الثقة بالنفس والاستقلالية

يرهب الآباء من ترك أبنائهم المصابين بالتوحد لمفردهم حتى لدقائق معدودة، ولكن يعاني الطفل المتوحد من فقدان الثقة بالنفس؛ لذا يجب تشجيعه على فعل كل شيء بمفرده والاعتماد على نفسه، مع مراقبته من بعيد في بداية الأمر، حتى يستطيع إنجاز المهام بمفرده وعدم الاعتماد على الآخرين.

دمج الطفل مع أقرانه

يُفضل الأطفال مصابي التوحد التعامل مع الكبار لسهولة التعامل معهم؛ نظرًا لوعيهم بطبيعة المرض وكيفية التعامل مع المصابين، ولكن يجب محاولة دمج الطفل مع أقرانه وتقريبه منهم بالتشجيع على اللعب، وإحداث المزيد من التقدم.

التركيز على التواصل

يغيب التواصل البصري واللفظي عن مرضى التوحد، لذا من الضروري التركيز على تنمية هذه المهارات لديهم، من خلال تشجيعهم على النظر في وجه من يتحدث معهم، وتشجيعهم على الكلام حتى يصل إلى ما يريده.

الدفاع عن نفسه

لا يستطيع مريض التوحد الدفاع عن نفسه، فهو يرهب الآخرين ويرهب التعامل معهم، ولا يستطيع التعرف على مصدر الخطر من حوله حتى في أبسط الأمور؛ لذا يجب تدريبه على كيفية التعامل مع مصدر الخطر والدفاع عن نفسه.

اقرأ أيضًا: فيديو| طفل مصاب بالتوحد يحفظ القرآن بـ4 لغات