كيف يؤثر فصل الزهور على الصحة النفسية للمرأة؟

"قلة من يفهم أن جنون الربيع إنما هو وليد حزن الخريف"؛ هكذا وصفوا المشاعر النفسية التي تجتاح الإنسان عامة، والمرأة بشكل خاص، عند الترحيب بأجمل فصول العام، وأكثرها بهجة؛ احتفالًا بالألوان، الراحة، وصفاء الذهن.

ربما تعد وريقات الربيع المتفتحة بآمال التخلص من الهموم، ما يجعل المرأة أكثر استمتاعًا بالحياة، فيما تتشابك دنياها بإيجابية مع الروح والجسد؛ لتُعطي تناغمًا فريد الألحان على وقع أروع سيمفونية ترتفع معها المعنويات، والصحة النفسية بنسبة كبيرة، حسب تصريحات الدكتور مصطفى حمزة؛ أخصائي علم النفس، الخاصة لـ "الجوهرة"، مؤكدًا أن الحياة عندما تدب في الأزهار؛ فإنها تعيد للمرأة لياقتها، وإشراقها المعهود.

تحسين الحالة النفسية

أضاف الدكتور مصطفى حمزة، أن فصل الربيع يساعد على تحسين الحالة النفسية؛ لذلك عند القيام بالتنزه في المناطق المشمسة بين الزهور، الأعشاب اللامعة، والهواء العليل، تتأثر المرأة من حيث الاتزان الانفعالي، بالإضافة إلى اعتدال، واضطرابات المزاج.

أوضح أخصائي علم النفس أن التغييرات الجوية تؤدي إلى حدوث تأثيرات مغناطيسية كونية أثبتها العلم الحديث؛ حيث يتفاعل معها عقل الإنسان وجهازه العصبي، وتكون المحصلة النهائية تغيٌرات بيولوجية في الجسم مع اختلاف درجات الحرارة، الأمر الذي يؤثر في النهاية على نفسيتها من توتر، أو استرخاء في الانفعال والسلوك؛ فالربيع جنون يناسب كافة الأعمار.

وأضاف حمزة أن الأجواء الربيعية المعتدلة تدعو للتجمعات العائلية، وتنظيم الرحلات؛ للاستمتاع بسحر الطبيعة، وتتجدّد العلاقات، بعد فترة ركود ناتجة عن كثرة الأعمال، والضغوط، أثناء فصل الشتاء؛ فيبدو الفصل الحافل بالزهور دعوة حب وفرح، إلى الترويح عن النفس، فضلًا عن إعادة تقييم العلاقات الاجتماعية، والإنسانية كافة، قائلًا: "إن الفوائد الكثيرة للربيع تتمثّل في التخلص من الضيق، الحزن، الاكتئاب؛ فهو فصل للمتعة، الرياضة، التقارب الأسري، والأهم فهو فصل للبدايات الجديدة؛ فنسماته تبعث دائمًا إلى النفس كل العواطف الإنسانية الرقيقة".

وحذّر أخصائي علم النفس من خطورة الإصابة باكتئاب تغيّر الفصول؛ حيث تُصاب المرأة بالغضب السريع أو التذمر، كما تبدأ في فقدان الاهتمام بممارسة النشاطات اليومية، ومع تقلّب مزاجها وتوترها المستمر، فهي تشعر بالخمول؛ لذلك شدّد الدكتور مصطفى على ضرورة اختيار المرأة لألوان الثياب التي ترتديها؛ فالألوان الزاهية ربيعًا، تعتبر جزءًا من الطبيعة الجميلة، وتُعطي تأثيرًا رائعًا على الصحة النفسية، بالإضافة إلى الشعور بالمزيد من راحة الأعصاب.

حرق السعرات الحرارية

على جانب آخر، أكدت الدكتورة مارلين جاد؛ استشاري التغذية والعلاج الطبيعي، أن فصل الربيع يعتبر المناسبة الأفضل، لاستعادة الرشاقة، وحرق السعرات الحرارية، خاصة بعد معاناة العديد من السيدات من زيادة الوزن، خلال فصل الشتاء؛ لذا يمكن للمرأة الاستعداد بسهولة لبدء نظام غذائي خالٍ من الكربوهيدرات، وذلك عن طريق تناول العديد من الفواكه، والخضراوات التي تنضج في ذلك التوقيت من العام، وبعض العصائر التي تساعد على التخلّص من التوتر، كما يُفضل أن تبتعد المرأة عن تناول الوجبات المليئة بالدهون.

وقالت استشاري التغذية إن أشعة الشمس الربيعية غير الضارة، تمد المرأة بالطاقة، وفيتامين "د"؛ الذي يعمل على تحسين بشرتك، ويعزز من قوة العظام، العضلات، والأعصاب؛ لذلك يمكنها أن تتمتّع بممارسة رياضة المشي أو الركض، فيما تستغل الوقت في المرور على المتنزهات العامة، أو مزاولة هواياتها المفضلة.

وتعتبر ساعة الإنسان البيولوجية مرهونة بشكل كبير بالتغيّرات الحيوية، والنفسية التي تتبع دورة الإيقاع اليومي، ومع تغير ظروف المرأة الطبيعية، ورؤية ضوء الشمس في وقت غير معتادة عليه، تتأثر نفسيتها وجسمها؛ لذلك تنعكس حالتها النفسية على نمطها الغذائي؛ حسبما أفادت استشاري التغذية، مختتمة تصريحاتها بأن فصل الربيع لا يخلو من الآثار الجانبية؛ حيث تشعر المرأة بالتعب والميل إلى النوم فيه، رغم تحسّن الطقس، لأن الجسم يحتاج إلى مزيد من الطاقة خلال فترة التغيٌر؛ فمستويات "السيروتونين" في الجسم لا تزال منخفضة خلال تلك الفترة التي تشهد صراعًا حادًا بين الجسم والنفس، الأمر الذي يُحدث خللًا، وقد يدفعها إلى التوجٌه نحو الطعام بشراهة.