روز العودة تكتب: الثقة بالله.. وعدم اليأس

نحمد الله أن جعلنا شعوبًا مسلمة، تتوكل على الله، فبالرغم من جائحة كورونا التي عصفت بالعالم كله، وأطاحت بثوابت استقرت طويلًا، لم يتخيل أحد أن تهتز أو تضطرب، تخلت مملكتنا الغالية عن كثير مـن المكتسـبات الاقتصاديـة؛ من أجل مواجهـة هذه الجائحة؛ بتضحيتها بالغالي والنفيس؛ للعبور بشعبها، والمقيمين فيها إلى بر الأمان.

نـرى فـي هـذه الأزمـة – تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولـي العهـد- تناغمًا كبيـرًا بيـن القطاعات الحكومية؛ لتحقيق أعلى معدلات السلامة وحمايـة الجميـع مـن هـذا الفيـروس.

كلنا ثقة في حكومتنا الرشيدة، التي تتخذ قـرارات محورية وغيـر مسبوقة؛ للتصدي للفيروس؛ مـن خلال تكامل حكومي، تجسَّـد فـي أعمـال اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع الصحي، والتي تضم أكثـر مـن 24 جهـة حكوميـة، برئاسة وزير الصحة.

وبينما المعركة مع كورونا مشتعلة، يقف جيشنا الأبيض في خط الدفاع الأول، مقدمًا النموذج والمثال في الدفاع عن المملكة وشعبها، وعن شرف مهنتي الطب والتمريض؛ من خلال الإمكانيات الهائلة التي رصدتها وزارة الصحة لمواجهة الأزمة.

على الجبهة الأخرى، نجد المختبرات والمعامل الإقليمية تقوم بدورها على أكمل وجه؛ بإجرائها الفحوصات المخبرية لفيروس كورونا، فيما تعزز الشؤون البلدية والقروية، رقابتها علـى العاملين بالمنشآت الغذائية ومحلات الصحة العامة للتأكد من الالتزام بالتعليمات، والاشتراطات، واللوائح، واتباع الممارسات الغذائيــة الصحية.

وفي الوقت الذي تُغلق فيه شعوب العالم على نفسها لمواجهة مصيرها، تتجلى إنسانية المملكة في رصد 500 مليون دولار للمنظمات الدولية، في إطار دعم جهود مكافحة كورونا؛ لتمكين الجهات المختصة في تعزيز التأهب والاستجابة للحالات الطارئة، وتطوير الأدوات التشخيصية، وتوفير الأدوية اللازمة، ولقاحات جديدة، وتوزيعها.

ما فعلته المملكة لمواجهة كورونا، يحتاج إلى صفحات ترصد هذه الملحمة الوطنية- وليس مقالًا من عدة سطور- التي تبرز مدى التعـاون والتنسـيق بين كافة الجهات المعنية؛ في ظل أداء متكامـل وعمل احترافي، كان حجر الزاوية في تحقيق النجاح بيــن جميـع أركان المنظومة ومكوناتها فـي إدارة الأزمـة.

ينبغي على المسلم أن يتّوكل على الله في أمره كلّه، خاصة في النوازل، والمصائب، والمحن؛ إذ يقول الله تعالى: "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"، فبتوكلهِ على الله، ينالُ رضاه الله ومحبته؛ إذ يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).

إننا نثق في أن الله تعالى سيرفع عنا هذه الجائحة، وأن الحياة ستعود إلى طبيعتها، إن لم يكن للأفضل، آملين أن يغير الإنسان كثيرًا من حياته، بعد هذه المحنة الصعبة.

                                                                                                                                        روز العودة                                                                                                                                       رئيس التحرير

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: حكمة ملك.. ووعي شعب