دكتورة رانيا يحيى تكتب: تحقيقًا للعدالة الاجتماعية.. "لا للعنف" شعارنا في مواجهة قهر المرأة

يعتقد الكثيرون أن قضية العنف ضد المرأة تقتصر على المجتمعات النامية والتي تغلب عليها الثقافة الذكورية، وهذا اعتقاد غير دقيق.

المرأة ما زالت، حتى في المجتمعات الديمقراطية والدول العظمى، لا تُعامل كالرجال في القضايا، ولكن بنسب متفاوتة حسب ثقافة الشعب و موروثاته والالتزام بمبادئ المساواة وحقوق الإنسان.

"لا للعنف" شعارنا في مواجهة قهر المرأة

لذلك؛ أصبح المجتمع الدولي يهتم بكل قضايا المرأة، وتم إصدار 9 قرارات من مجلس الأمن تتعلق بأجندة المرأة والسلم والأمن، خاصة عقب صدور القرار رقم 1325 لعام 2000، وما تلاه من قرارات في هذا السياق، كما تم وضع الركائز الأربعة لهذه الأجندة، والتي تضم المنع والوقاية، المشاركة، الحماية، بناء السلام وإعادة التأهيل، والتي ساعدت المنظمات الدولية والإقليمية في وضع استراتيجيات ترعى حقوق المرأة وتحميها من العنف والتمييز وعدم المساواة.

وتمثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1979، صكًا يجمع كل الحقوق المنصوص عليها في الاتفاقيات السابقة المتعلقة بحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بوجه خاص.

كما تأتي وثيقة لجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة في الدورة السابعة والخمسين CSW57، والتي صدرت في مارس عام 2013 حول منع كل أشكال العنف ضد المرأة والفتاة، لتؤكد أن إنهاء العنف أمر حتمي لتحقيق أهداف التنمية الرامية إلى القضاء على الفقر، وتحقيق التنمية، والمساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة.

لذا؛ تشكل قضايا العنف ضد المرأة تهديدًا حقيقيًا لكثير من المجتمعات وتسعى الدول لدحض هذا العنف، ومحاولة إرساء نظام شامل يرسخ ثقافة المساواة والكرامة الإنسانية.

ما هو العنف؟

ويُعرف العنف بأنه الإتيان بفعل يمكن أن يؤدي إلى أذى بدني أو نفسي أو معاناة للمرأة، أو بالقهر أو الحرمان التعسفي من الحرية، وذلك طبقًا لإعلان الأمم المتحدة ولجنة وضع المرأة.

وتتمثل أشكال العنف عادة في صورتين، أولاهما، العنف الأسري والمقصود به العنف الممارس من قبل الزوج، أو أعضاء آخرين في الأسرة، ويظهر في سلوك أو فعل يتسم بالعنف ويؤثر سلبًا في الفتاة أو المرأة سواء نفسيًا أو جسديًا.

وقد تتمثل أشكاله في الحرمان من التعليم، الحرمان والتمييز في حق الميراث، إكراه المرأة على الزواج دون موافقتها أو قبولها؛ منع المرأة وإكراهها على العمل بغير إرادتها، ختان الإناث.

وثانيهما، العنف المجتمعي، الذي يمارسه غرباء، أي أشخاص من غير أفراد أو معارف الأسرة، ويتضمن العنف والمضايقات في الشوارع وأماكن العمل والمؤسسات التعليمية والعامة الأخرى ومواقع تقديم الخدمات، وتتعدد صوره، فنجد الإخلال بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص في محيط العمل والحياة العامة، التحرش المنتشر في كثير من الأماكن، زواج القاصرات أو الاتجار بالفتيات والنساء في أعمال مخلة بالآداب العامة وغيرها.

ولأن أشكال العنف كثيرة وتحمل دلالات قاسية للمرأة، سنعمد لتوضيحها حتى نتلاشى كل فعل قد يصيب المرأة أو الفتاة بأذى ضمن أي من هذه الأنواع، ولنبدأ بالعنف الجسدي والمقصود به الاستعمال القصدي للقوة الجسدية أو السلاح من أجل إيذاء امرأة أو إصابتها عن طريق الصفع، الدفع، السحل، التهديد بالسلاح، ختان الإناث.

أما العنف الجنسي فيعني التلامس الجنسي بالإكراه، أو إجبار.

دكتورة رانيا يحيى تكتب: “أحلف بسماها” و”أم البطل”.. كيف ساهمت الأغنية في الصمود والنصر؟