تزامنًا مع يوم "الحجاب البنفسجي": العنف المنزلي خطر يُهدد الأسرة والمجتمع

يحتفي العالم بيوم "الحجاب البنفسجي" في شهر فبراير من كل عام؛ فعقب اغتيال "آسيا الزبير" بعد سنوات من معاناة مع العنف المنزلي، حرص العالم الإسلامي على الوقوف على أسبابه، والتمرّد عليه دعمًا للمرأة والأسرة في تلك المعركة الصعبة، واجتاحت الحمى البنفسجية اللون العالم حدادًا على ضحاياه.

وأصبحت ظاهرة العنف المنزلي، ظاهرة منتشرة بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وينتج عنها العديد من المشكلات، والتأثيرات السلبية على الصحة النفسية لأفراد الأسرة، فضلًا عن الضرر الجسدي، الذي يهدد بدمار مستقبلهم.

وعن أسباب انتشار العنف المنزلي، وطرق الدفاع عن النفس، أكدت الدكتور "زينب مهدي"؛ خبيرة الإرشاد الأسري والصحة النفسية، في تصريحاتها لـ"الجوهرة"، أن الظاهر تُعتبر خللًا شديد الخطورة في كيان الأسرة التي لا يعي ربّ المنزل مفهومها عن المودة والرحمة، إلى جانب عشرات الآلاف من المسئوليات الشاقة.

خلل في المنشأ

قالت الدكتورة زينب مهدي إن ظاهرة العنف الأسري أو المنزلي تعود في المقام الأول إلى خلل تحمل المسؤولية عند الرجل، بالإضافة إلى خلل عقلي حين ينقصه الفكر الصحيح، والوعي الديني الذي يُشدد على أن العلاقة الزوجية هي نتاج للمودة والرحمة. وأضافت خبيرة الإرشاد الأسري أن الظاهرة تكشف عن خلل أكبر يعود إلى التربية، والطريقة التي ينشأ عليها الفرد؛ فهناك المجتمعات التي تزرع فكرة إشباع الرغبات داخل عقل الرجل، ليكبر في العمر مع جهل تام بحقيقة المسئوليات الكبيرة التي تقع على عاتقه؛ لتزداد قلة حيلة الرجل أمام متطلبات الزوجة والأطفال، الأمر الذي يخلف عنفًا في العلاقة على المدى البعيد.

أعراض العنف الأسري

توجد العديد من المؤشرات التي تنذر بالعنف في البيئة الأسرية، منها المباشرة مثل: إدمان المخدرات، أو الأمراض الذهنية أو العقلية التي تفصل مصابيها عن الواقع؛ فتجعلهم يقومون بجرائم القتل تحت تأثير العلة المرضية، حسبما أكدت خبيرة الصحة النفسية. كما أوضحت الدكتورة زينب مهدي أن ضيق الأحوال المادية، وعدم تحمل ربّ الأسرة لمتطلبات منزله، يعتبر من أهم أسباب انهيار العلاقة الزوجية، وهنا يلجأ الزوج إلى العنف؛ لتفريغ شحنة الغضب التي بداخله.

كيف تتعامل الأسرة مع العنف؟

أفادت زينب مهدي بأن العنف سلاح الضعيف، أو المريض النفسي؛ لأن الحكمة والاتزان من صفات الأسوياء، وبالتالي التعاون مع الشخص العنيف في المنزل يتطلب عدة نقاط هامة.

وشددت خبيرة الإرشاد الأسري على ضرورة تجنب الشخص المعروف بتصرفاته العنيفة، أثناء نوبات الغضب، حتى لا يتطوّر النقاش إلى جدال، ومن ثم إلى الضرب أو الإيذاء البدني.

تتدهور الأوضاع المنزلية كثيرًا عند انتشار العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، وهناك "العنف المدمر" الذي يقضي على الأسرة برمتها؛ وذلك عندما يتسبب العنف في اغتيال روح بريئة، لذلك يجب على المرأة أن تتخذ خطوة الانفصال في تلك الحالة، حفاظًا على أطفالها، وعلى ذاتها من الشيطان الآدمي الذي يسكن جدران منزلها.

أضرار العنف الأسري

اختتمت زينب مهدي تصريحاتها قائلة: "إن العنف المنزلي، يبث الخوف في نفوس الأطفال، ويسبب التفكك الأسري، كما يفقد أشخاص العائلة الواحدة ثقتهم بنفسهم".

وربما تصل أضراره إلى تحويل الفرد إلى مجرم في المستقبل القريب؛ حيث يؤذي العنف الأطفال في عمر مبكر، مُسببًا له الكثير من الاضطرابات السلوكية، والضغوط النفسية.

وأخيرًا، لابد من الحذر من العنف المعنوي الذي تُحرم فيه الزوجة من كافة حقوقها، أو يُجبر خلاله الأطفال على أفعال بعينها، وفي كل خطوة من الحياة، هناك تساؤل يُطرح باستمرار وهو: "هل هي زيجة فقط، أم حياة تحتاج أن نختار شخص قادر على مواجهة ضغوطها بشكل سليم؟"؛ فإذا أجابت المرأة - قبل الإقدام على الزواج – على هذا السؤال من شأنها أن تحمي حياتها المستقبلية من تداعيات مجهولة، وعواقب وخيمة لاختيار خاطئ.