تولي السعودية اهتمامًا كبيرًا لكنوزها التراثية، باعتبارها أهم مكونات الهوية الوطنية. وجزء أصيل من مشروع يهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية، وتعميق الانتماء الوطني.

جهود متكاملة لترسيخ الهوية
وتتبنى المملكة استراتيجية شاملة للحفاظ على التراث الثقافي. فقد عملت على تحويل مواقعها التاريخية إلى معالم سياحية عالمية، والعناية بمحمياتها الطبيعية، وتسجيل تراثها غير المادي في قائمة اليونسكو العالمية.
هذا الاهتمام يتجلى أيضًا في تسمية الأعوام بأحد عناصر التراث، مثل: “عام الحرف اليدوية”، لإبراز أهميتها الثقافية والاقتصادية. كما أطلقت مبادرات، مثل: “تاريخنا قصة” و “تخليد”، التي تهدف إلى سرد القصص التاريخية بطرق إبداعية ومبتكرة، لربط الأجيال الجديدة بتاريخها الغني.
دعوة للتوسع والتعمق
في حين أنه على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة، فإن العناية بالهوية الثقافية الوطنية يجب أن تتجاوز نطاق الجهات الرسمية لتصبح مكونًا تعليميًا ومعرفيًا أساسيًا. يجب على الجامعات ومراكز الأبحاث أن تولي اهتمامًا أكبر لدراسة التراث الوطني، وتوفير مناهج أكاديمية متخصصة. هذا التوسع سيعمق فهم الشباب لتاريخهم ويوثق ارتباطهم بهويتهم، ويحفظ الذاكرة الجماعية للمجتمع في عصر التغيير السريع.
كما أن هذا الاهتمام المتنامي بالثقافة الوطنية سيعزز أيضاً الحوار والتبادل الثقافي مع العالم، ويعكس صورة إيجابية عن عمق حضارة المملكة. كما أنه سيسهم في تنشيط الصناعات الحرفية، وجذب السياح، واستقطاب الفعاليات الثقافية، مما يدعم التنمية الاقتصادية والبشرية الشاملة. إن الحفاظ على التراث هو استثمار في الماضي للحفاظ على الحاضر وبناء المستقبل.