الحب فوق الستين.. فطرة إنسانية صادقة وطاقة تنشر البهجة

الحب لا يرتبط بعمر محدد، سواء تحت العشرين أو فوق الستين أو في مرحلة الطفولة، فهو فطرة في طبيعتنا البشرية والإنسانية، نُولد بها ويستمر معنا حتى الممات؛ ليعبر عن مشاعرنا الصادقة تجاه الأهل والأصدقاء والأقارب وشريك الحياة.

فوق الستين

ويعتقد البعض أن الحب لدى كبار السن، يكون نزوة أو فترة مراهقة متأخرة ستأخذ وقتها وتمر بسلام، دون أن يعلموا أن هذه الفترة هي تجسيد حقيقي للحب الخالي من المصالح والنزوات، نظرًا لأنه يتشكل في جو مختلف تمامًا بعيدًا عن دوامة الحياة وضجيج العمل وضغوطاته وتأمين المستقبل.

ويبدأ الرجل بعد سن الستين، العيش في فترة الطمأنينة والاستقرار والنضج العاطفي والعقلي، وبالتالي يظهر لديه الرغبة في الحصول على الحب، سواء مع شريكة الحياة أو رعاية الأحفاد أو البحث عن الهوايات التي يُفضلها، ليُخرج طاقة الحب على كل من حوله.

تجديد الحب

وعادة ما يسعى كبار السن إلى تجديد الحب بعد بلوغ سن التقاعد، رغبة في التخلص من الشعور بالملل والفراغ والعزلة المصاحب لهذه الفترة، والحصول على حياة هادئة وجديدة؛ لتجديد الشعور بالنفس والسعادة والرضا وتحديد أهداف واضحة تُضيف للحياة طعمًا ولونًأ.

ويبدأ الزوجان في التفكير بمختلف السُبل التي تجدد من حياتهم التقليدية، فماذا عن السفر سويًا والتمتع بوجهات العالم السياحية، أو وجبة عشاء في مطعم فاخر وهادئ، فإذا نظرنا بعين التمعن سنجد أن جميع هذه الأشياء غير متوفرة دائمًا في مرحلة الشباب، بل هي أجمل فوق الستين.

ويعيش كبار السن أفضل حالات الحب، ففي هذه السن يعيش الطرفان حالة من الهدوء والسلام النفسي، لا يفكران في شيء سوى إسعاد إحداهما للآخر وتكملة ما تبقى في حياتهم في هدوء وراحة، فقد يُهادي الرجل زوجته باقة من الورود المُفضلة لديها في يوم العشاق، أو احتفالًا بيوم مولدها، أو يُفاجؤها دون مناسبة لمجرد رسم البسمة على وجهها.

حب جديد

أما عن دخول الرجل أو المرأة فوق الستين عامًا في حب جديد، والنظر له باعتباره نزوة أو فترة مراهقة متأخرة، قد يكون هذا الأمر صحيحًا، ولكن يمكن النظر بأنه مجرد مشاعر إنسانية، لا يمكن التحكم بها أو تصنعها.

فقد يبحث الرجل عن الأمان والراحة النفسية خارج الحياة التقليدية، التي يعيش بها على مدار سنوات، والتي قد ينتج بها الجفاء المستحيل حله بين الزوجين، فالرجل الستيني حال محافظته على صحته بالتمارين الرياضية والأكل الصحي يكون أكثر شبابًا.

اقرأ أيضًا: فوق الستين.. أسباب إصابة كبار السن بسوء التغذية وفقدان الشهية

أما عن المرأة، فقد تشعر أن حياتها اُنتزعت منها بين رعاية الأبناء ومن بعدهم رعاية الأحفاد، فالمرأة تستحق التقدير والاحترام والرعاية والحصول على الحنان والأمان، الذي قد تفتقده في حياتها، فالحب ضروري لاستمرار الحياة بل هو أكثر أهمية عند تجاوز الستين.

العيش بعد الستين

وأكد الكثير من الأخصائيين الاجتماعيين العالميين، أن الحياة والحب يبدأ بعد الستين عامًا، وهو ما نفتقده كثيرًا في مجتماعاتنا العربية، فالبرغم من ارتفاع نسب زواج المسنين في بعض الدول العربية، خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنه لا يزال يغيب عنا مصطلح «العيش بعد الستين» والتمتع بالحياة.

ففي مصر، بلغت نسبة عقود الزواج بين المسنين 2.1% من إجمالي عقود الزواج، التي تمت خلال عام 2018، ويعود ذلك إلى توافر المسكن دون تكلف، وتوافر الدخل المناسب لعيش حياة هادئة «المعاش الشهري المنتظم»، فضلًا عن ابتعاد الطرفين عن الطلبات التي تُرهق الشباب عند الزواج، من مهر وشبكة ومسكن فخم وغيرهم من المعوقات.

وبعيدًا عن الإحصائيات والأرقام، فالحب هو أساس الحياة ويكون أكثر ضرورة، خلال فترة اليأس والملل من الحياة والاعتقاد أن هذه النهاية؛ ليفتح في عقولنا وقلوبنا طريقًا جديدًا يُنير بالسعادة، ولا يُشترط أن يكون حبًا بين امرأة ورجل فقط،؛ لذا أظهروا الحب للأصدقاء والأقارب والأبناء والأحفاد والمارة في الشوارع.

اقرأ أيضًا: فوق الستين.. أسباب وعلاج اضطرابات النوم لكبار السن