الأسيرة الفلسطينية إسراء جعابيص تتنسم الحرية.. 8 سنوات من الظلم والألم

إسراء جعابيص أسيرة فلسطينية في سحون الاحتلال الغاشم، فقدت ملامحها وعمرها وأطفالها حتى أصابعها، واحدة من ضمن آلاف الأسرى الذين تم التنكيل بهم وحبسهم دون محاكمات قضائية عادلة، فدائمًا كان الاحتلال الجاني والمجني عليه والدفاع والقاضي.

بعد 8 سنوات من الظلم والتجريد من كافة حقوقها الإنسانية، تخلل النور إلى وجه "إسراء" الذي أكلته نيران الاحتلال على مدى سنوات طويلة، احتضنت أطفالها الذين أصبحوا رجالًا، عادت إلى منزلها الدافيء بجسدها المحترق بعزيمة الأم.

المحررة الفلسطينية إسراء جعابيص

فمنذ وقوع الحادث الذي حول حياة إسراء جعابيص إلى مأساة، دائمًا ما يرتبط اسمها بلقب "الأسيرة" لكن اليوم بعد مرور 8 سنوات كاملة أصبحت المُحررة إسراء التي وصلت إلى منزلها في القدس ضمن الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

وفي فجر اليوم الأحد، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينين في سجونها والتي ضمن 39 فلسطينيًا، من ضمنهم إسراء جعابيص صاحبة الـ38 عامًا، و5 سيدات آخريات و33 طفلًا.

كما سيطرت الفرحة على الأهالي والجيران والأقارب، لكن بالرغم من محاولة الاستقبال الحافل للمحررة الفلسطينية، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ظلت تخاوط منزل إسراء وتمنع الأهالي من الاحتفال أو استقبالها.

ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، جرت عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجن "عوفر" العسكري غرب رام الله، ومن معتقل "المسكوبية" في القدس المحتلة.

قصة إسراء الجعابيص

بدأت قصة إسراء في عام 2015، عندما كانت تنتقل من منزل عائلة زوجها في مدينة أريحا إلى منزلها في جبل المكبر في القدس لتكون بجانب محل عملها؛ حيث كانت تعمل في دار للمسنين بالقدس.

وأثناء انتقال إسراء كانت تحمل بعض الأعراض المنزلية ومنها "أنبوب غاز فارغ"، لكن عندما وصلت إلى حاجز الزعيم العسكري انفجر البالون الهوائي في السيارة؛ مما تسبب في اشتعال النيران داخل سيارتها التي خرجت منها والنيران تمسك بجسدها بالكامل.

وبينما يحترق جسد إسراء أمام الحاجز الأمني للاحتلال لم يقترب منها أحد، أشهر جندي إسرائيلي السلاح الناري في وجهها وطالبها برمي "سكين"، لكنها أكدت لاحقًا أنها "لم تكم تحمل سكنيا" ( وفقًا لمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان).

وماطلت القوات الإسرائيلية في تقديم العلاج لها رغم إصابتها الخطيرة بسبب الحريق؛ حيث أصيبت بـحروق تصل إلى 50% من جسدها، إضافة إلى بتر 8 من أصابع يديها.

كما تم اعتقالها والحكم عليها في محكمة خاصة دون محامي دفاع، وظهرت إسرائيل أثناء محاكمتها قبل سنوات طويلة وهي في حالة صحية يرثى عليها؛ فلم تكن تستطيع الكلام بسبب تشوه وجهها وظهرها والحروق والإصابات التي أكلت جسدها.

وفي حديث سابق للمحررة الفلسطينية إسراء الجعابيص، أكدت أن الحروق كانت تأكل جسدها ولم تستطع ارتداء الأقمشة أو أي نوع من الملابس، مطالبة ببدلة خاصة بالحروق، لكن الاحتلال رفض ذلك وتركها في زنزاتها تعاني من الآلام.

إسراء جعابيص هي أم لطفل وحيد اسمه معتصم، كان عمره 6 أعوام عندما اعتقلت، وأصبح الآن عمره 14 عامًا، بينما زوجها مقعد إثر إصابته في حادث سير سابق.

اقرأ أيضًا: شاهد لحظة تسليم الأسرى الفلسطينيين لذويهم.. فرحة وبكاء تقشعر لها الأبدان