إبراهيم طربوش: الكاريكاتير له دورًا مهمًا في علاج قضايا المجتمع وإثراء الثقافة العربية

ـ المرأة العربية هي الأفضل عالميًا.. والسعوديات حصلن على الكثير من الحقوق وفق رؤية 2030

ـ فن الكاريكاتير لا يحظى باهتمام الإعلام العربي مثل الماضي.. وهناك محاولات لتصحيح ذلك

ـ أتمنى أن تقتحم المرأة السعودية مجال فن الكاريكاتير لأنها مبدعة

حوار: مجدي صادق

رغم أنه فنان تشكيلي تخرج في مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة الجزائرية وهران، إلا أنه اختار فن الكاريكاتير الذي كان يمارسه وهو طفل، وخلال فترة زمنية قصيرة حصد رسام الكاريكاتير الجزائري إبراهيم طربوش العديد من الجوائز الوطنية والدولية وآخرها من باريس.

وفي حواره مع "الجوهرة"، أكد إبراهيم طربوش، أن فن الكاريكاتير يؤدي رسالة مهمة في نقد وتطوير المجتمع سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وفنيًا، موضحًا أنه لم يعد مثلما كان في الماضي القريب مهمًا ومؤثرًا.. وإلى نص الحوار:

ما سبب اختيارك لفن الكاريكاتير؟

فن الكاريكاتير هو ما يبدأ به كل فنان في الصغر، فدائًما ما نجد الأطفال يتعلمون الرسم بأسلوب كاريكاتوري وذلك ما يبرز موهبة الطفل.

ومنذ الصغر كنت أعبر عن أفكاري بالرسوم الكاريكاتورية وتقليد تلك التي أجدها في الجرائد، ومع الخبرة في الرسم واكتشافي عدة تخصصات في الفنون الجميلة؛ تعمقت في الفن التشكيلي حين كنت في مدرسة الفنون الجميلة، وبعد محاولات عديدة في الفن التشكيلي وأيضًا في تصميم الديكور لم أحقق ما كنت أطمح إليه.

بعد ذلك جاءت الفرصة كي أكرس وقتي وطاقتي في مجال الكاريكاتير وفن الكرتون؛ حيث شاركت للمرة الأولى في المهرجان الوطني للكاريكاتير والشريط المرسوم الذي أقيم في ديسمبر 2021 بالجزائر وفزت بالمركز الثاني إثر مسابقة الكاريكاتير في هذا المهرجان.

وبعدها مباشرة فزت بالجائزة الأولى في مسابقة دولية تم تنظيمها بفرنسا لهواة الكاريكاتير؛ لذا يمكنني القول، إن هذا الفن اختارني و كان ينتظر مني فقط أن أجعله وسيلة للتعبير عن أفكاري.

اتجه الكثير من الفنانين الجزائريين إلى هذا النوع من الفن.. فما هي الأسباب؟

نعم هذا ما لاحظته، والسبب من وجهة نظري هو اعتقادهم بأن هذا الفن سهل يجلب الشهرة لكن اعتقادهم هذا خاطئ، فلا يمكن للجميع أن يبدع فيه.

هل لفن الكاريكاتير دور مؤثر في صحافتنا العربية؟ وهل دخول الرقمنة وغيرها قلل كثيرًا من إبداعات الفنان؟

نعم الكاريكاتير له أثر كبير ودور فعال في الصحافة ككل وفي المجتمعات، فهو أشبه بـ "طلقة" مدفع تحمل الكثير من الرؤوس الإبداعية ورسائل موجهة، وبالتالي هذا الفن يساهم في علاج الكثير من القضايا المتفشية في مجتمعاتنا العربية ويثري الثقافة العربية؛ من خلال طرح الهموم المجتمعية بما يشبه المقال الصحفي في "رسمة واحدة".

ودخول "الرقمنة" في عالم الكاريكاتير من المؤكد أنه أثر إيجابيًا في توصيل الرسائل التي تحملها تلك الرسومات.

إبراهيم طربوش: الكاريكاتير له دورًا مهمًا في علاج قضايا المجتمع وإثراء الثقافة العربية

منْ كان قدوتك في عالمنا العربي كفنان كاريكاتير؟ ولماذا؟ وهل هناك مدارس في هذا المجال؟

لا ليس لي قدوة في هذا الفن، فقد دخلته فجأة ودون أن تكون لي معلومات عن رواد الكاريكاتير إلا القليل، والمدة التي مارست فيها هذا الفن قصيرة وما زلت في البدايات، وأنا الآن في مرحلة التعرف على رواده ونجومه في كل الدول العربية.

هل تتابع الكاريكاتير في الصحافة السعودية؟

لم أتابع للأسف، لكني قرأت عن رواد هذا الفن بالمملكة مثل: عبد السلام الهليل ورشيد السليم وعلي الخرجي وعبد الله صايل، وأتمنى بالطبع التعرف عن قرب بهذا الفن في المملكة.

هل يجب على رسام الكاريكاتير أن تكون له أيديولوجية سياسية ما أم أنه ناقد لمجتمعه بكل أفكاره وأيديولوجياته؟

أعتقد أن فنان الكاريكاتير لا يجب أن تكون له أيديولوجية سياسية لكن له رسالة مجتمعية؛ فهو ينتقد سلبيات كل التيارات والمذاهب السياسية، وبذلك يكون حياديًا لا يميل في أعماله إلى أي توجه، لكن ذلك نادر فمعظم الفنانين لديهم توجهات تظهر في رسوماتهم أحيانًا.

ماذا تغير في فن الكاريكاتير قبل أن يدخل عصر الرقمنة؟

لم يتغير إبداع الفنان وكذا فن الكاريكاتير عبر سنوات عديدة، والذي تغير هو أدوات الفنان سواء الرسم بالفحم أو القلم الرصاص أو الحبر، رغم أنها أيضا تستخدم لكن في ظل برامج رقمية عديدة تساعد الفنان في إبراز إبداعه مثل: "كورال بينتر" و"أدوب اليستريتور"، وتصدر الشركات العالمية الكثير من التحديثات والبرامج التي تساعد الفنان والرسام لمزيد من الإبداع.

بما تصف نفسك كرسام أو فنان كاريكاتير؟ وكيف تكون رسائلك عبر خطوط رسوماتك؟

حاليًا أنا في بداية مشواري بهذا المجال وقد حققت إنجازات خلال فترة زمنية وجيزة، ففن الكاريكاتير ليس فقط أن تجيد الرسم لكن أن تكون لدى الفنان أفكار عظيمة وأن يكون له أسلوب فريد ومتميز.

إبراهيم طربوش: الكاريكاتير له دورًا مهمًا في علاج قضايا المجتمع وإثراء الثقافة العربية

كيف ترى المرأة العربية بعين رسام الكاريكاتير؟

المرأة العربية في نظري هي الأفضل عالميًا من حيث إنها مصانة ومكرمة ولها حقوقها.

هل حصلت المرأة العربية على حقوقها وحريتها في ظل ثورة الإنترنت ومواقع التواصل؟

المرأة العربية مثلها مثل الرجل تعبر عن رأيها وحضورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لا أقول إنها أساءت استخدام هذه الوسائل لكن كما قلت مثلها مثل الرجل. وهناك من يسيء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وهناك من يستغلها في إفادة المجتمع وتقديم محتوى هادف.

الكاريكاتير في العالم العربي مظلوم.. كيف يستعيد عرشه ونحافظ على تلك الثروة الفنية الرائعة لأجيالنا؟

رغم دخول الرقمنة إلا أن فن الكاريكاتير لا ينال اهتمامًا إعلاميًا مثلما كان في الماضي؛ إذ كان يحظى باهتمام الصحف والمجلات والمواقع العربية، وذلك على عكس الإعلام الغربي الذي يتربع فن الكاريكاتير على عرش صحفه ومجلاته ومواقعه.

لكن هناك محاولات عربية لجمع تاريخ رواد هذا الفن في العالم العربي ضمن متحف.

ما رأيك فيما حصلت عليه المرأة السعودية من حقوق وفق رؤية 2030؟

المرأة السعودية حصلت على الكثير من الحقوق وفق رؤية 2030، وأصبحت تقف بجانب الرجل في ظل مساواة كاملة. وأتمنى أن تدخل المرأة السعودية عالم فن الكاريكاتير فهو فن مبدع والمرأة السعودية امرأة مبدعة حققت الكثير في كل المجالات.

اقرأ أيضًا: مصممة المجوهرات مها السباعي: السعودية محطة مهمة لنجاح أي علامة تجارية