«فمن تطوع خيرًا فهو خير له».. قيمة العمل الإنساني في حياة المراهقين

كل منا ينشأ بداخله بذور من الإنسانية والرحمة تكبر بداخله مع الوقت ووفقًا للعديد من العناصر الأخرى كالتربية.

وعلى أساس تلك العناصر يتصرف الشخص مهما كان عمره في المواقف المختلفة المتعلقة بالخدمات الإنسانية، دون التفرقة بين «لون أو دين أو جنس»، فعند حدوث موقف أمامه يحتاج لمساعدة منه يذهب على الفور دون الانتظار لطلب مساعدة منه، فهكذا نشأ منذ الصغر.

اليوم العالمي للعمل الإنساني

يصادف يوم 19 أغسطس من كل شهر اليوم العالمي للعمل الإنساني؛ من أجل الإشادة والاحتفال وتقدير هؤلاء الأشخاص الذين يضحون بأنفسهم ويتطوعون للخدمات الإنسانية، وخدمة الأشخاص المتضررين من الحوادث والكوارث والأزمات في جميع أنحاء العالم.

ويحتفل العالم بهذا اليوم بالتزامن مع ذكرى الهجوم الإرهابي على مقر الأمم المتحدة في بغداد خلال عام 2003، والذي أدى إلى وفاة 22 فردًا.

ويسلط هذا اليوم الضوء كذلك على جهود العاملين في الخدمات الإنسانية، بالإضافة إلى منظماتهم الأهلية والحكومية والدولية، وكل من يساهم في مواجهة الكوارث أيًا كانت نوعها «صحية، اقتصادية، خاصة بالحرب، وتحديات الإعاقة والشيخوخة على الفرد والأسرة»؛ لتقدير دورهم ومكانتهم في بناء المجتمع وإعادة تأهيله.

ويأتي هذا اليوم من أجل الحث على أهمية العمل التطوعي وتقديم الخدمات الإنسانية، فهو أحد أنواع الدعم والمساندة بين البشر وبعضهم البعض، فباب التطوع مفتوح لكل الفئات والأعمار؛ لذلك على الأسرة تربية أبنائها منذ الصغر على أهمية التطوعي والعمل الإنساني لخدمة مَن يستحق ذلك، فهناك جمعيات ومنظمات متخصصة تستقطب تلك الفئات وتتولى تدريبها وتأهيلها وتهيئتها للعمل في الخدمات العامة.

ولكن كيف يمكن أن نجعل المراهقين ومن هم تحت فئة العشرين ينشأون على أهمية التطوع والعمل الإنساني لمجتمعهم، ويجعلون ذلك أساسًا من أسس الحياة لديهم، لتنمو لديهم روح الرحمة والتعاون بينهم وبين أصدقائهم أو من يريد المساعدة؟

في هذا السياق، أوضح الدكتور أحمد هلال؛ الإخصائي النفسي، أن العمل الإنساني للشباب، خاصة فئة المراهقين، أمر مهم وضروري يجب تعليمه لهم؛ وذلك يكون من خلال مساعدتهم والوقوف بجانبهم، ويوجد حاليًا الكثير من صفحات التطوع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «فيسبوك»، باعتباره المنصة الأكثر شيوعًا والتي من الممكن الوصول عن طريقها لأي شخص في حاجة للمساعدة سريعًا، فيمكنهم الاشتراك فيها بسهولة وتعليم التطوع والعمل الخيري من خلالها.

كيفية تنمية روح العمل التطوعي لدى فئات «تحت العشرين»
أشار «هلال» إلى أن تنمية مهارة وروح التطوع والعمل الإنساني لدى فئات «تحت العشرين» تبدأ من الأهل، فعليهم تعليم أبنائهم منذ الصغر الرحمة والرأفة والإنسانية.. تلك التعاليم التربوية والصفات التي يجب تربية النشء عليها، قائلًا :«يا من وضعت الرحمة في قلبي ارحمني» تلك الجملة لها وقع عظيم على نفس الإنسان وهي من الكلمات المهمة التي لا بد أن يرددها الآباء أمام أولادهم حتى يتعلموا الرحمة.

وتابع: لكي يتم تطوير أي صفة لدى الإنسان هناك عنصران مهمان يجب الانتباه لهما، وهما «التعليم والصحة»؛ لذلك فالتعليم ركن أساسي ليدرك ابنك قيمة العمل الإنساني في حياته، فالبداية تكون دائمًا من التعليم والأسرة، فهما من يرسخان لدى الطفل أهمية مساندة ومساعدة من يحتاج المساعدة والرحمة بالبشر.

وأضاف «هلال»: كما أن الإعلام يساعد في تعليم الأبناء بنسبة كبيرة تبلغ 70%، فالأعمال التلفزيونية من «مسلسلات وأفلام» التي تحث على العمل الإنساني تساعد الشاب أو الفتاة في تعلم مفاهيم التطوع والعمل الخيري وبناء المجتمع؛ لذلك يجب الاهتمام بهذا الجزء أيضًا فهو من الأجزاء التربوية المهمة.

وقال: يجب أن نعلمهم الأخلاق أولًا قبل أي شيء؛ حيث يقول الله عز وجل «وقولوا للناس حسنًا» قبل «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة»، والأنبياء عندما يتحدث عنهم الله يقول تعالى: «وأوحينا إليهم فعل الخيرات»، فالله أمر الرسل بفعل الخيرات، فماذا عن الأتباع؟ إذن نحن نحتاج لثورة أخلاقية ثقافية.

إيمان الشباب بأهمية العمل الإنساني دون مقابل مالي
أوضح الأخصائي النفسي أنه يمكن حث الشباب على أهمية العمل الإنساني والتطوعي دون انتظار أي مقابل مادي؛ من خلال الأشياء التشجيعية والمكافآت التي من الممكن الأهل منحها عندما يجدون أبناءهم يقدمون خدمة إنسانية لأحد من أصدقائهم في المدرسة مثلًا، بجانب تعليمه أولًا كيف ينخرط في تلك الأعمال، وسنجد أنه فيما بعد سيكون هذا العمل الإنساني جزءًا من شخصيته نفسها.
أهمية التطوع والعمل الإنساني
وأشار إلى أن التطوع كلمة ليست سهلة؛ حيث قال تعالى: «فمن تطوع خيرًا فهو خير له»، فالعمل التطوعي هو أسمى آيات الإيثار والرحمة والأخلاق الحميدة، وأنا لن أجبرك بل أنت من تتطوع بنفسك من أجل مساعدة ومساندة الآخرين؛ لذلك فهي أعلى درجات العمل الإيماني.
نصائح لتقوية قيمة العمل الإنساني في قلوب الشباب
أكد الدكتور أحمد هلال أن حسن الخلق من الأشياء التي يجب على كل الشباب التحلي بها، بالإضافة إلى أنه إذا قمت بعمل الخير فالله سبحانه وتعالى سوف يجعل حياتك مليئة بالخير والسكينة من خلال التوفيق في كل ما تفعله، وفتح أبواب الرزق والعمل والخير لك، علاوة على أنك سوف تكون تحت عين الله فهو لن يتركك بمفردك في أي ضائقة أو أزمة في حياتك؛ لأنك تقدم يد العون وتساعد الآخرين في أزماتهم.

اقرأ أيضًا: كيفية علاج التوتر العصبي لدى المراهقين