رحلة شاقة.. مواجهة قلق ما بعد الولادة

رحلة الأمومة ومواجهة القلق بعد الولادة..كوني مستعدة
رحلة الأمومة ومواجهة القلق بعد الولادة..كوني مستعدة

تشكل فترة ما بعد الولادة مرحلة حافلة بالتغيرات والانفعالات المتضاربة، فمع فرحة استقبال المولود الجديد، تظهر مشاعر القلق والتوتر. ويعرف هذا الأمر بالقلق بعد الولادة. وهو حالة شائعة تؤثر على العديد من الأمهات والآباء الجدد. في هذا المقال نكتشف معًا أسباب قلق الولادة وما بعدها وفقًا لما ذكره موقع pregnancybirthbaby

ما هو قلق ما بعد الولادة؟

قلق ما بعد الولادة هو أكثر من مجرد شعور بالتوتر العابر. إنه اضطراب نفسي يتجلى في مشاعر قوية ودائمة من القلق والتوتر، والتي قد تتداخل مع الحياة اليومية وتؤثر على قدرة الوالدين على الاستمتاع بطفلهم. قد يشمل هذا القلق مجموعة واسعة من المخاوف، مثل الخوف على سلامة الطفل، القلق من عدم القدرة على تلبية احتياجاته، أو الشعور بالذنب وعدم الكفاءة.

رحلة الأمومة ومواجهة القلق بعد الولادة..كوني مستعدة
رحلة الأمومة ومواجهة القلق بعد الولادة..كوني مستعدة

أعراض القلق بعد الولادة

تتنوع أعراض القلق بعد الولادة وقد تختلف من شخص لآخر، ولكنها تشمل بشكل عام:

  • الشعور بالقلق الشديد والمتواصل: يشمل ذلك القلق بشأن صحة الطفل، أو المستقبل، أو حتى الأمور اليومية البسيطة.
  • صعوبة النوم: يعاني الوالد من الأرق أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، مما يزيد من الشعور بالإرهاق والتوتر.
  • التوتر العضلي: يشعر الوالد بتوتر في العضلات، وصداع، وألم في المعدة.
  • صعوبة التركيز: يجد الوالد صعوبة في التركيز على أي مهمة، حتى البسيطة منها.
  • تجنب الأماكن العامة: يشعر الوالد بالقلق الشديد من الخروج مع الطفل أو التواجد في أماكن مزدحمة.
  • نوبات الهلع: يعاني الوالد من نوبات مفاجئة من الخوف الشديد مصحوبة بأعراض جسدية مثل ضيق التنفس وسرعة ضربات القلب.
رحلة الأمومة ومواجهة القلق بعد الولادة..كوني مستعدة
رحلة الأمومة ومواجهة القلق بعد الولادة..كوني مستعدة

الأسباب

تعد أسباب قلق ما بعد الولادة متعددة ومتشابكة، وتشمل:

  • التغيرات الهرمونية: تحدث تغيرات هرمونية كبيرة في جسم المرأة بعد الولادة، والتي قد تساهم في ظهور أعراض القلق والاكتئاب.
  • قلة النوم والإرهاق: يعاني معظم الآباء الجدد من قلة النوم بسبب رعاية الطفل، ما يؤثر على المزاج ويزيد من الشعور بالتوتر.
  • ضغوط الحياة: يزيد وجود طفل جديد من الضغوط المالية والاجتماعية التي يتعرض لها الوالدان.
  • التغيرات في الدور الاجتماعي: يشعر الوالدان بتغيرات كبيرة في دورهم الاجتماعي، مما يؤثر على ثقتهما بنفسيهما.
  • تاريخ عائلي من اضطرابات القلق: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات القلق يكونون أكثر عرضة للإصابة بالقلق بعد الولادة.

العلاج

هناك أنواع عديدة من العلاجات الضرورية للام بعد الولادة وهي:

 1-العلاج النفسي

العلاج النفسي وخاصة العلاج السلوكي المعرفي، الذي يعمل على إعادة هيكلة الأفكار السلبية التي ترافق القلق، واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية. يساهم هذا النوع من العلاج في تمكين الأمهات والآباء من تطوير مهارات جديدة للتأقلم مع التحديات التي تواجههم، ما يساعدهم على استعادة التوازن النفسي والعاطفي.

2-العلاج الدوائي

في بعض الحالات، يحتاج الآباء الجدد إلى دعم إضافي يتجاوز العلاج النفسي. تلعب الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق. دورًا هامًا في تخفيف حدة الأعراض، وتساعد الآباء على استعادة قدرتهم على أداء مهامهم اليومية والعناية بأطفالهم. بالطبع، يتم وصف هذه الأدوية تحت إشراف طبي، مع مراعاة حالة كل فرد واحتياجاته الخاصة.

3- العلاج بمجموعات الدعم

لا يوجد أفضل من الشعور بأنك لست وحدك في مواجهة تحديات الأبوة. توفر مجموعات الدعم للأمهات والآباء الجدد فضاءً آمنًا للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم، والاستماع إلى تجارب الآخرين. من خلال تبادل الخبرات والدعم، يشعر الآباء بأنهم جزء من مجتمع يفهم ما يمرون به، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التغلب على الصعوبات.

ومن المهم جدًا أن يحصل الآباء الجدد على الدعم الاجتماعي من عائلتهم وأصدقائهم وشريك حياتهم أيضًا. يمكن أن يساعدهم ذلك على الشعور بأنهم ليسوا وحدهم وأن هناك من يهتم بهم.

تعتبر هذة الخيارات العلاجية المختلفة مكملة لبعضها البعض، وقد يحقق الجمع بينها نتائج أفضل في بعض الحالات. فالعلاج النفسي يساعد في تغيير أنماط التفكير، والأدوية تخفف الأعراض الجسدية، ومجموعات الدعم توفر الدعم العاطفي والاجتماعي. من خلال العمل مع فريق من المتخصصين، لذا يمكن للأمهات والآباء الجدد الحصول على الرعاية الشاملة التي يحتاجونها للتعافي من القلق بعد الولادة.

رحلة الأمومة ومواجهة القلق بعد الولادة..كوني مستعدة

الوقاية من القلق بعد الولادة

على الرغم من أن هذا القلق قد يكون صعب التنبؤ به، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للوقاية منه أو تخفيف آثاره، مثل:

  • الاهتمام بالصحة الجسدية: الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول غذاء صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • طلب المساعدة: لا تتردد في طلب المساعدة من الأصدقاء والعائلة أو من متخصصي الرعاية الصحية إذا كنت تشعر بالقلق أو الاكتئاب.
  • الاهتمام بالعلاقات: الحفاظ على علاقات قوية مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يوفر الدعم العاطفي اللازم.

رسالة هامة من الجوهرة 

وإذا كنت تعاني من قلق ما بعد الولادة، تذكري أنك لست وحدك وهناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة. لا تترددي في طلب المساعدة، فصحتك العقلية مهمة بقدر صحتك الجسدية وصحة طفلك.

الرابط المختصر :